روبوتات حية تتكاثر ذاتيا!

علماء أميركيون يطورون كائنات روبوتية يبلغ عرضها أقل من ميلليمتر واحد يمكنها التكاثر وتجديد نفسها والعمل معا.

واشنطن - طور علماء أميركيون ما يمكن اعتباره أول روبوتات قادرة على التكاثر ذاتيا، ما يمثل قفزة علمية هائلة يمكن تطويعها لأغراض طبية.

والروبوتات الحية والتي تحمل اسم "زينوبوتس" يبلغ عرضها أقل من ميلليمتر واحد ويمكنها التكاثر وتجديد نفسها، واعلن وأُعلن عنها لأول مرة عام 2020 بعدما أظهرت التجارب أنها تستطيع التحرك والعمل معاً في مجموعات.

كما يمكنها التحلل بشكل طبيعي، وهي مسالة يرى العلماء أنها شديدة الأهمية حيث لا يتبقى عن تحللها في الجسم أي شظايا بلاستيكية أو معدنية ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية.

ويقول مطورو هذه الروبوتات وهم مجموعة علماء جامعة فيرمونت وجامعة تافتس ومعهد ويس للهندسة المستوحاة بيولوجياً بجامعة هارفارد، إنهم اكتشفوا شكلا جديداً تماماً من التكاثر البيولوجي يختلف عن أي حيوان أو نبات معروف.

ولصنع الروبتات قام الباحثون بكشط الخلايا الجذعية الحية، وهي خلايا غير متخصصة لديها القدرة على التطور إلى أنواع مختلفة من الخلايا،  من أجنة الضفادع من دون أي تلاعب في الجينات.

وقال أستاذ علوم الكمبيوتر والروبوتات، جوش بونغارد "يعتقد معظم الناس أن الروبوتات مصنوعة من معادن وسيراميك، لكن الأمر لا يتعلق بما تُصنع منه بقدر ما تفعله، وهي تعمل من تلقاء نفسها نيابةً عن الناس".

وبهذه الطريقة يكون روبوتاً وكائنا حيا مصنوعا من خلية ضفدع غير معدلة وراثيا.

وقال بونغارد إنهم وجدوا أن روبوتات "زينوبوتس" ، التي كانت في البداية على شكل كروي ومصنوعة من حوالي 3 آلاف خلية، يمكن أن تتكاثر، لكنه حدث نادر ويحصل في ظروف محددة. 

وتابع أن هذه الروبوتات تستخدم "النسخ الحركي"، وهي عملية تحدث على المستوى الجزيئي ولكن لم تتم ملاحظتها من قبل على نطاق الخلايا أو الكائنات الحية الكاملة.

وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، قام الباحثون بعد ذلك باختبار مليارات من أشكال الجسم، لجعل الروبتات الصغيرة أكثر فعالية في هذا النوع من التناسخ المتماثل.

ويرى العلماء أن البحث الجديد يمكن أن يكون مفيدًا على مستوى الاستخدامات في المجال الطبي، إذ يمكن برمجة هذه الروبوتات الحية الصغيرة للتنقل أو حمل وتسليم حمولات مصغرة يمكن أن تكون يومًا ما أدوية داخل جسم المريض، أو هضم المواد السامة في المواقع المصابة بالتلوث داخل الجسم أو إزالة الجلطات من داخل الشرايين البشرية، حسبما ذكرت صحيفة الغارديان.

ويمكن ايضا استخدام هذا المزيج من البيولوجيا الجزيئية والذكاء الاصطناعي في مجموعة من المهام في الجسم والبيئة، وفقاً للباحثين. 

وقد يشمل ذلك جمع الجسيمات البلاستيكية في المحيطات، وفحص أنظمة الجذور والطب التجديدي.

واحتمالية التكاثر الذاتي للتكنولوجيا الحيوية قد تثير القلق، لكن الباحثين يقولون إن الآلات الحية محتواة بالكامل في المختبر ويمكن إخمادها بسهولة، لأنها قابلة للتحلل البيولوجي ويشرف عليها خبراء الأخلاق.

لكن يعترف مبتكرو "زينوبوتس" باحتمال وجود آثار الأخلاقية لهذا العمل، لكنهم قالوا إن الأمر متروك للمجتمع وصانعي السياسات لتقرير ماهية هذه الآثار.

وقال عالم الأخلاق الطبية توماس دوغلاس "أعتقد أن الأزمة الأخلاقية ستبدأ فقط إذا اشتملت تلك التركيبات على نسيج عصبي يمكنه في وقت ما تطوير نوع من الحياة العاقلة، مثل القدرة على الشعور بالألم".