روسيا تبتز الغرب بتعليق اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

بايدن يقول أن القرار سيفاقم الجوع فيما حث الاتحاد الأوروبي روسيا على العودة عنه بينما أكدت السلطات الروسية ان قرار التعليق يأتي ردا على استخدام موسكو 16 طائرة مسيرة في مهاجمة سفن في شبه جزيرة القرم.
روسيا أبلغت غوتيريش في رسالة بأنها ستعلق الاتفاق إلى أجل غير مسمى
بريطانيا تنفي تورطها في هجوم استهدف القوات الروسية في القرم
موسكو تشهر ورقة الغذاء في مواجهة الضغوط الغربية وعلى ضوء نكسات عسكرية

موسكو - عاد ملف تصدير الحبوب الأوكرانية ليكون على رأس الملفات الخلافية بين روسيا والغرب بعد أن قالت  موسكوالسبت إنها علقت مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والذي تم بوساطة من الأمم المتحدة، في أعقاب ما وصفته بهجوم كبير من طائرات مسيرة أوكرانية على أسطولها في شبه جزيرة القرم، ما يمثل ضربة لمحاولات تخفيف الضغط العالمي على إمدادات الحبوب.
وندد الرئيس الأميركي جو بايدن بالقرار وقال إنه "مشين تماما" وسيفاقم الجوع.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الأوكرانية استخدمت 16 طائرة مسيرة في مهاجمة سفن من أسطول البحر الأسود في سيفاستوبول، أكبر مدينة في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا، في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، وإن "متخصصين" من البحرية البريطانية ساعدوا في تنسيق الهجوم "الإرهابي".
وسيؤدي هذا التعليق إلى قطع صادرات الحبوب الأوكرانية من موانئها الحيوية على البحر الأسود.
وقال بايدن للصحفيين في ولاية ديلاوير مسقط رأسه "لا يوجد شيء يستحق ما يفعلونه. تفاوضت الأمم المتحدة على ذلك الاتفاق وينبغي أن يكون ذلك نهاية الأمر".
بدوره حث الاتحاد الأوروبي روسيا على "العودة عن قرارها" على ما قال مسؤول ملف الشؤون الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل.
وقال بوريل إن هذا القرار "يعرض للخطر طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة الذي نحتاجه للاستجابة للأزمة الغذائية العالمية التي سببتها الحرب في أوكرانيا".
وسمح الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة بشحن الحبوب من أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر المصدرين في العالم، والتي أوقفها الغزو الروسي.
وأبلغت روسيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بأنها ستعلق الاتفاق "إلى أجل غير مسمى" لأنها لا تستطيع "ضمان سلامة السفن المدنية" التي تُبحر بموجب هذا الاتفاق.
وكتب نائب السفير الروسي لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي على تويتر أن روسيا طلبت أيضا من مجلس الأمن الدولي الاجتماع يوم الاثنين لبحث هذا الهجوم.
وقالت بريطانيا السبت إن مزاعم روسيا، ومنها قيام أفراد البحرية البريطانية بتفجير خطي أنابيب نورد ستريم الشهر الماضي، كاذبة وتهدف إلى تشتيت الانتباه عن الإخفاقات العسكرية الروسية.
وأفادت روسيا إنها صدت الهجوم لكن السفن المستهدفة كانت من السفن المشاركة في تأمين ممر نقل الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
وانتقد سفير روسيا لدى واشنطن الأحد لإصدارها ما وصفه بتأكيدات كاذبة بشأن قرار موسكو تعليق مشاركتها في اتفاق استئناف صادرات الحبوب.
وكتب السفير أناتولي أنتونوف على تطبيق تيليغرام "رد فعل واشنطن على الهجوم الإرهابي على ميناء سيفاستوبول شائن حقا. لم نر أي علامة تنديد بالأعمال المتهورة لنظام كييف".
وقال أنتونوف "يتم تجاهل كل المؤشرات على ضلوع متخصصين عسكريين بريطانيين في تنسيق الهجوم الكبير باستخدام طائرات مسيرة".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن تعليق روسيا للاتفاق يتطلب ردا دوليا قويا من الأمم المتحدة ودول مجموعة العشرين.
وأضاف زيلينسكي في خطاب مصور "هذه محاولة واضحة من روسيا للعودة إلى تهديد المجاعة واسع النطاق في أفريقيا وآسيا"، مضيفا أنه ينبغي طرد موسكو من مجموعة العشرين.
وأفاد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إن موسكو تستخدم ذريعة كاذبة لتعليق الاتفاق.
وكتب كوليبا على تويتر "أدعو جميع الدول إلى مطالبة روسيا بوقف ألعاب الجوع التي تمارسها والعودة للالتزام بتعهداتها".
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان اليوم "يتعين على جميع الأطراف الامتناع عن أي إجراء أحادي من شأنه أن يعرض مبادرة حبوب البحر الأسود للخطر، وهي جهد إنساني مهم".

ويرى مراقبون ان موسكو تشهر ورقة الغذاء في مواجهة الضغوط الغربية وعلى ضوء نكسات عسكرية في اطار  لعبة ابتزاز تمارسها كل الأطراف المنخرطة في الحرب.

ويمكن ان يكون القرار مرتبطا بالضغط من أجل تحسين شروط التفاوض حول بيع الحبوب والأسمدة الروسية حيث اشتكت موسكو مرارا من عراقيل أمام تصدير منتجاتها بسبب العقوبات الغربية وشككت في جدوى الاتفاق لان غالبية الصادرات تذهب للغرب أكثر من وصولها لدول اخرى فقيرة.
مشكلات كبرى

الحبوب باتت ملفا للضغط من قبل روسيا على الغرب
الحبوب باتت ملفا للضغط من قبل روسيا على الغرب

ومنذ توقيع روسيا وأوكرانيا على مبادرة حبوب البحر الأسود المدعومة من الأمم المتحدة في تركيا في 22 يوليو تموز، تم تصدير تسعة ملايين طن من الذرة والقمح ومنتجات دوار الشمس والشعير وبذور اللفت والصويا من أوكرانيا.
لكن قبل انتهاء مدة الاتفاق في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، قالت روسيا مرارا إن به مشكلات كبرى.
واشتكت كييف من أن موسكو منعت نحو 200 سفينة من تحميل شحنات الحبوب.
وأفاد متحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة على اتصال بالسلطات الروسية بشأن الوضع.
وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة يوم الأربعاء إنه "متفائل نسبيا" بأن يمتد الاتفاق، الذي سمح باستئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود، إلى ما بعد منتصف نوفمبر تشرين الثاني.
وناشد ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الطرفين تجديد الاتفاق.
وقال وزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف في وقت سابق السبت إن روسيا مستعدة لتوريد ما يصل إلى 500 ألف طن من الحبوب إلى الدول الفقيرة خلال الأشهر الأربعة المقبلة مجانا بمساعدة تركيا، وأن تستبدل إمدادات الحبوب الأوكرانية.
وأضاف "مع الأخذ في الاعتبار حصاد هذا العام، فإن روسيا الاتحادية على استعداد تام لاستبدال الحبوب الأوكرانية وتقديم الإمدادات بأسعار معقولة لجميع الدول المهتمة".