روسيا تسعى لتعزيز التعاون مع إيران ليشمل الجانب التجاري

موسكو تقول انه من الممكن التوصل إلى اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة بين إيران وروسيا وعدة دول تغطي منطقة أوراسيا الشاسعة الممتدة من حدود أوروبا الشرقية إلى غرب الصين بحلول نهاية العام.
روسيا وايران تسعيان لتحدي العقوبات الاميركية والغربية
روسيا تريد تعزيز التعاون العسكري بتحقيق شراكة اقتصادية

موسكو - تسعى روسيا وراء مشروع اقتصادي وتجاري يجمعها بإيران إضافة لعدد من دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لتشمل ربما في مرحلة مقبلة الصين في تحد للعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والغرب ضد الدولتين بسبب الحرب الأوكرانية وكذلك الملف النووي حيث تعمل السلطات الروسية الى توسيع التعاون العسكري ليشمل الجانب الاقتصادي.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية اليوم الاثنين عن نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرشوك قوله إن من الممكن التوصل إلى اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة بين إيران وروسيا وعدة دول تغطي منطقة أوراسيا الشاسعة الممتدة من حدود أوروبا الشرقية إلى غرب الصين بحلول نهاية العام.
وقال أوفرشوك في تصريحات للوكالة إن المحادثات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم أرمينيا وروسيا البيضاء وكازاخستان وقرغيزستان وروسيا في مراحلها الأخيرة.
وأضاف "نتحرك إلى الأمام... يحدونا أمل كبير في أن يتم التوقيع على مثل هذه الاتفاقية بحلول نهاية العام".
واكتسبت المنطقة وإيران أهمية إضافية للكرملين بعد العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا والتي حدت من طرق التجارة الخارجية لروسيا وأجبرتها على البحث عن أسواق خارج أوروبا.
ورغم توطيد العلاقات بين موسكو وطهران منذ غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 والبدء في عمليات شراء كبيرة لطائرات مسيرة إيرانية الصنع لاستخدامها في مهاجمة أوكرانيا فإن التجارة بين البلدين لم تشهد زيادة كبيرة.

المحادثات بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي في مراحلها الأخيرة

وقد فرضت واشنطن عقوبات مشددة على البلدين بسبب ملف الطائرات المسيرة لكن ذلك لم يؤدي الى تراجع التعاون العسكري بل تضاعفت هذه الشراكة وفق تقارير دولية اضافة الى تعزيز الشراكة الاقتصادية.
وأفادت بيانات حكومية بارتفاع معدل تبادل السلع بين روسيا وإيران بنسبة 20 بالمئة في عام 2022.
ومن المقرر أن تحل الاتفاقية الإقليمية مع إيران محل اتفاقية مؤقتة تنص بالفعل على خفض الرسوم الجمركية على مئات من أنواع السلع.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، بدأت روسيا مبادلة منتجات النفط مع إيران. وفي مارس/آذار، قالت طهران إنها تعتمد على "كميات ضخمة" من مبادلات النفط والغاز مع موسكو.
وقال أوفرشوك لوكالة تاس من دون الخوض في التفاصيل إن المفاوضات مستمرة بين دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بشأن إنشاء سوق مشتركة للغاز.
ويظهر ان موسكو تسعى لتعزيز تحالفها مع إيران وكذلك الصين لمواجهة الضغوط التي يمارسها الغرب خاصة سياسة العزل والاحتواء والتي يبدو انها لم تحقق أهدافها المرجوة الى حد الان.
واستطاعت روسيا لحد ما مجاراة محاولات العزل وذلك بربط علاقات وشراكة وتعاون في مجالات مختلفة مع دول عدة خاصة دول الخليج وتركيا ودول في إفريقيا إضافة الى إيران والصين وحتى دول في اميركا اللاتينية.
كما استطاعت موسكو ادارة ملف الطاقة وفرض ضغوط على الاتحاد الأوروبي الذي يسعى لايجاد بدائل للغاز الروسي.