روسيا تهاجم وأميركا تتخلى عن المعارضة في جنوب سوريا

الطيران الروسي يقصف تجمعا للمعارضة السورية في أول غطاء جوي توفره موسكو للقوات الحكومية من اجل استعادة الجنوب المتاخم للأردن والجولان المحتل.
واشنطن للمعارضة: نتعاطف معكم لكن لا شأن لنا بكم
روسيا تستهدف منطقة مشمولة باتفاق استانا لخفض التصعيد

عمان - قالت مصادر بالمعارضة السورية إن طائرات روسية قصفت في ساعة متأخرة ليلة السبت بلدة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في جنوب غرب سوريا في أول غطاء جوي توفره موسكو لهجوم موسع يشنه الجيش السوري لاستعادة تلك المنطقة الاستراتيجية المجاورة للأردن ومرتفعات الجولان السورية المحتلة.
وأبلغت واشنطن فصائل المعارضة السورية الرئيسية ضرورة ألا تتوقع حصولها على دعم عسكري لمساعدتها على التصدي للهجوم.
وقالت المصادر إن مركزين يتابعان تحركات الطائرات العسكرية سجلا ما لا يقل عن 20 هجوما على بصر الحرير الواقعة شمال شرقي مدينة درعا.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن هناك "غارات روسية مكثفة على عدة بلدات في ريف درعا الشرقي، لأول مرة منذ وقف اطلاق النار في الجنوب السوري منذ عام. هناك أكثر من 25 غارة جوية". ولم يكن بوسع المرصد اعطاء حصيلة للضحايا.
واستخدمت القوات الحكومية السورية المدفعية والصواريخ بشكل مكثف حتى الآن في الهجوم الذي بدأ الأسبوع الماضي ولم يكن قد تم الاستعانة حتى الآن بالطائرات الحربية الروسية التي كان دورها حاسما في استعادة المناطق الأخرى التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة.
وتعهد الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة المنطقة الواقعة على الحدود مع الأردن ومع هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، وشرع الجيش في تصعيد هجومه هناك هذا الأسبوع مهددا منطقة "لخفض التصعيد" اتفقت عليها الولايات المتحدة وروسيا العام الماضي.

المعارضة باتت مكشوفة امام الطيران الروسي
المعارضة باتت مكشوفة امام الطيران الروسي

وسيؤدي تدخل روسيا بكامل ثقلها العسكري في الحملة الرامية إلى استعادة جنوب سوريا إلى إضعاف قدرة جماعات الجيش السوري الحر للصمود في وجه القصف العنيف الذي أجبر رفاقهم في مناطق أخرى على قبول اتفاقيات استسلام.
ويحصل مقاتلو المعارضة في جنوب سوريا على دعم تضمن تقديم خصوم الأسد في الخارج أسلحة خلال الحرب الدائرة منذ سبع سنوات.
ولكن محللين يعتقدون أن هذه المساعدات انخفضت بعد أن قرر ترامب العام الماضي وقف هذا البرنامج. وكانت آمال المعارضة قد زادت بعد أن حذرت واشنطن الأسد وحلفاءه الروس من أن خرق هذه المنطقة ستكون له "عواقب وخيمة" وتعهدها باتخاذ "إجراءات حازمة وملائمة".
غير ان رسالة بعثت بها واشنطن إلى قادة جماعات الجيش السوري الحر ذكرت إن الحكومة الأميركية تريد توضيح "ضرورة ألا تبنوا قرارتكم على افتراض أو توقع قيامنا بتدخل عسكري". وقالت الرسالة الأميركية لمقاتلي المعارضة أيضا إن الأمر يعود إليهم فقط في اتخاذ القرار السليم بشأن كيفية مواجهة الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري بناء على ما يرون أنه الأفضل بالنسبة لهم ولشعبهم.
وأضافت الرسالة "إننا في حكومة الولايات المتحدة ندرك الظروف الصعبة التي تواجهونها ومازلنا ننصح الروس والنظام السوري بعدم الإقدام على إجراء عسكري يمثل خرقا للمنطقة".
ويعد جنوب غرب سوريا مصدر قلق من الناحية الاستراتيجية لإسرائيل التي كثفت العام الماضي هجمات على فصائل تدعمها إيران متحالفة مع الأسد.
وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا احدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في تموز/يوليو الماضي على وقف اطلاق النار فيها.
وقد نزح اكثر من 12 الف شخص خلال الايام الماضية من محافظة درعا اثر قصف للنظام، حسبما اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس.
واعلنت الامم المتحدة ان الهجوم الذي يشنه النظام يهدد أكثر من 750 ألف شخص في المنطقة.
وتسيطر فصائل معارضة مختلفة على قرابة 70% من منطقة درعا حيث يحتفظ تنظيم الدولة الاسلامية بوجود هامشي.