زوار العتبات المقدسة من الايرانيين يتوافدون على العراق

اصفهان (ايران) - من جان ميشال كاديو
ملايين المسلمين يتطلعون الى زيارة ضريح الامام الحسين في كربلاء

اعلن وزير الثقافة العراقي حامد يوسف حمادي خلال زيارة قام بها الى اصفهان في وسط ايران ان عدد الزوار الايرانيين الى العتبات المقدسة في العراق تضاعف خلال عام ليصل الى نحو سبعة الاف شخص اسبوعيا.
وقال حمادي ان "هذا العدد كان نحو ثلاثة الاف شخص قبل عام ووصل اليوم الى نحو سبعة الاف" موضحا ان الزوار الايرانيين يسافرون في السيارات او الباصات او جوا عبر دمشق.
وفي حال تواصل عدد الزوار على هذه الوتيرة فان عددهم سيصل الى نحو 360 الف شخص سنويا.
وحسب مسؤولين دينيين في اصفهان فان هذا العدد يبقى اقل مما كان يسجل قبل الحرب بين ايران والعراق (1980-1988) عندما كان ما بين 800 الف ومليون شيعي ايراني يتوجهون سنويا لزيارة العتبات المقدسة خصوصا في الكاظمية، في ضاحية بغداد، والنجف وكربلاء في الفرات الاوسط، وسامراء في وسط العراق.
وقال الوزير العراقي ان هذه الزيادة "تعكس تحسن العلاقات بيننا. الاشخاص يتغيرون والزمن يتغير" مضيفا "لماذا لا يحصل معنا ما حصل بين فرنسا والمانيا بعد سنوات طويلة من الحروب او حتى ما حصل بين فرنسا والجزائر؟".
والمعروف ان ايران والعراق لم يوقعا معاهدة سلام اثر الاتفاق على وقف اطلاق النار عام 1988 ولا تزال عدة نقاط عالقة بين البلدين تحول دون تطبيع العلاقات.
ونقلت وكالة الانباء العراقية الجمعة ان العراق اتهم في الامم المتحدة ايران بانها "خرقت 41 مرة وقف اطلاق النار بين البلدين بين مطلع شباط/فبراير والخامس عشر من ايار/مايو".
وحمادي هو اول وزير ثقافة عراقي يزور ايران منذ نهاية النزاع بين البلدين. وتاتي زيارته في اعقاب زيارة قام بها وزير الخارجية ناجي صبري في كانون الثاني/يناير الماضي.
ومن المقرر ان يتوجه الوزير العراقي الى مشهد (شمال شرق ايران) ثم الى طهران واعلن ان "مواضيع السياحة والمبادلات البشرية" في صلب زيارته.
واوضح انه سيبحث ايضا في موضوع توجه سياح عراقيين لزيارة اماكن مقدسة في ايران معربا عن الاسف لان قرار استئناف رحلات الطيران بين طهران وبغداد لم يدخل حيز التنفيذ بعد.
ويشكل الشيعة غالبية سكان العراق، وهم حسب بعض التقديرات بين 55 و65 بالمئة من مجمل السكان.
واضاف الوزير العراقي "لا بد من اعطاء دفع لعلاقاتنا الثقافية. نحن حاليا في بداية مرحلة جديدة خصوصا بالنسبة الى تبادل البعثات الفنية وفرق المسرح والتعاون في مجال السينما والنشر".
وختم الوزير العراقي قائلا "ان اكثر ما يهمنا هو التعاون في مجال التنقيب عن الاثار، لان بلدينا شكلا قديما بلاد ما بين النهرين، وهناك قسم من تاريخنا مشترك" موضحا انه لم يتقرر شىء بعد على هذا المستوى.