زيارة الصدر للكويت رسالة لإيران بتمسك العراق بمحيطه العربي

زعيم التيار الصدري الثلاثاء يلتقي أمير الكويت ويطلعه على جهود تشكيل حكومة جديدة في العراق.
الصدر يطالب باستقلال القرار السياسي في العراق
مساع لردم الهوة التي تشكلت بين العراق ودول الخليج العربي

الكويت - زار رجل الدين الشيعي العراقي مقتدى الصدر الكويت الثلاثاء حيث التقى أميرها الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وأطلعه على جهود تشكيل حكومة جديدة في العراق.

وقال نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله للصحافيين ان الزيارة استمرت عدة ساعات وجاءت "تلبية لدعوة من الديوان الأميري".

وأضاف إن الزيارة شكّلت "فرصة مناسبة للاستماع لرأي لسماحته للاوضاع في العراق ونتائج الانتخابات وجهود الأطراف العراقية لتشكيل حكومة جديدة". ومنذ إعلان النتائج الرسمية للانتخابات، ينتظر العراق معرفة الائتلاف الذي سيحكم البلاد التي ينخرها الفساد وأنهكتها المعارك ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وكان الصدر دعا قبل نحو اسبوع إلى تشكيل حكومة ائتلاف حكومي واسع، مطالبا في الوقت ذاته باستقلال القرار السياسي في العراق حيث تتمتع ايران بنفوذ كبير.

وأعاد رجل الدين الشيعي تقديم نفسه كراع لمكافحة الفساد المستشري في البلاد، بعد سنوات من قيادة فصائل مسلحة قاتلت الأميركيين وفصائل عراقية اخرى.

وشهدت علاقة العراق بدول الخليج تحسنا كبيرا في السنوات الماضية، مع سعي السعودية بشكل خاص الى مقارعة النفوذ الايراني في هذا البلد. كما شهدت علاقة الصدر بالخليج تغيرا خصوصا في أعقاب زيارته الى السعودية في تموز/يوليو 2017.

مرحلة جديدة
مرحلة جديدة

واستضافت الكويت التي تعرضت لاجتياح عراقي في 1990، مؤتمرا لاعادة اعمار العراق ومؤتمرا حول الحرب على تنظيم الدولة الاسلامية في شباط/فبراير الماضي، واعلنت تقديم ملياري دولار على شكل قروض واستثمارات.

وعلى خلاف الزعماء الشيعة العراقيين المرتبطين بعلاقات وثيقة الصلة مع إيران المنافس الإقليمي للسعودية، فإن الصدر يحتفظ بعلاقات جيدة مع دول الخليج العربي، ويجري زيارات متكررة لدولها، وخاصة السعودية والإمارات.

وقال مصدر سياسي مقرب من التيار الصدري إن زيارة الصدر للكويت تأتي في إطار مساعيه لردم الهوة التي تشكلت بين العراق ودول الخليج العربي في أعقاب غزو النظام العراقي السابق لدولة الكويت (1990)، ومن ثم تولي الشيعة المقربين لإيران سدة الحكم منذ 2003.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الصدر سيدفع باتجاه تحسين العلاقات مع دول الخليج من خلال الحكومة المقبلة بما يحقق التوازن في علاقات العراق الخارجية بين إيران والدول العربية.

وأشار إلى أن الصدر، يرى أن العراق يجب أن يحافظ على علاقات متوازنة مع الجميع بما يضمن حريته في اتخاذ قراراته بناء على مصالحه وليست مصالح دول الجوار.

وقال مراقبون إن زيارة الصدر للكويت هي رسالة الى إيران مفادها أن العراق عازم على العودة الى محيطه العربي والتخلص من الهيمنة الإيرانية في اقرب وقت ممكن.

وأعرب زعيم التيار الصدري العراقي  الثلاثاء، عن رفضه لتدخل إيران والولايات المتحدة الأميركية في تشكيل حكومة بلاده المقبلة.

جاء ذلك في بيان رداً على سؤال من أحد أنصاره، حول تصريحات لبعض السياسيين العراقيين أشاروا فيها إلى عدم إمكانية تشكيل الحكومة العراقية القادمة دون التدخل الإيراني والأميركي.

وقال الصدر في البيان، "أما إيران فهي دولة جارة تخاف على مصالحها، نأمل منها عدم التدخل بالشأن العراقي كما نرفض أن يتدخل أحد بشؤونها". وتابع القول "أما أميركا فهي دولة محتلة، لا نسمح لها بالتدخل على الإطلاق".