زيارة ترامب إلى الدوحة تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات

التعاون الأمني والدفاعي والشراكة الاقتصادية والاستثمارية وتطورات حرب غزة تتصدر المباحثات القطرية الأميركية.

الدوحة - وقع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب الذي بدأ اليوم زيارة إلى الدوحة قادما من السعودية، حزمة اتفاقيات اقتصادية وتعاون عسكري، في خطوة تؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات القطرية الأميركية.

وقال البيت الأبيض في بيان إن الاتفاقات ستحقق تبادلا اقتصاديا بقيمة 1.2 تريليون دولار على الأقل، مضيفا أنها تشمل صفقة بقيمة 96 مليار دولار مع الخطوط الجوية القطرية لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ وتتضمن أيضا بيان نوايا ربما يؤدي إلى استثمارات بقيمة 38 مليار دولار في قاعدة العديد الجوية القطرية وقدرات أخرى للدفاع الجوي والأمن البحري.

وخلال اجتماع في الديوان الأميري، قال أمير دولة قطر للرئيس الأميركي "جميعنا يريد إحلال السلام في المنطقة ونأمل أن يتحقق ذلك هذه المرة".

وأضاف لترامب "أعلم أنك رجل سلام وتريد إحلال السلام في المنطقة"، مشيرا إلى أن بإمكان الدوحة وواشنطن مواصلة العمل معا في هذا المجال بالمنطقة أو بمناطق أخرى كتسوية الأزمة الروسية الأوكرانية.  

وأعرب أمير قطر عن حماسته للمباحثات القطرية الأميركية التي ستشمل إحلال السلام في المنطقة وقضايا الاستثمار والطاقة، مؤكدا أن بلاده ستشارك تجربتها بتنظيم كأس العالم 2022 مع الطواقم المنظمة لكأس العالم 2026 بالولايات المتحدة.

ومن جانبه، قال الرئيس الأميركي لأمير قطر "أحببنا بعضنا البعض وعملنا معا على أعلى المستويات لإحلال السلام في هذه المنطقة وعبر العالم"، مضيفا "أنتم تساعدوننا بإحلال السلام في مناطق عدة مثل روسيا وأوكرانيا وسنرى تطورا في هذا الملف".

وتستمر زيارة ترامب إلى الدوحة يومين، وفق بيان من الديوان الأميري. من جانبه، أعرب متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عن أمل الدوحة "في أن تسهم هذه الزيارة في دفع جهود الوساطة القطرية - الأميركية - المصرية المشتركة بشأن الأوضاع في قطاع غزة".

واعتبر الأنصاري خلال حوار مع وكالة الأنباء القطرية الرسمية، أن زيارة ترامب "تمثل فرصة مهمة لتوحيد الجهود وتعزيز الضغط الدولي من أجل إنهاء التصعيد وتهيئة الظروف لاستئناف المسار السياسي".

وأشار إلى أن "من أبرز الملفات التي من المحتمل أن تطرح خلال الزيارة هي التعاون الأمني والدفاعي، والتطورات في قطاع غزة والقضية الفلسطينية، والشراكة الاقتصادية والاستثمارية".

وجولة ترامب إلى الخليج التي تعد الأولى له خلال ولايته الثانية تتواصل الجمعة، وتشمل أيضا الإمارات الخميس، وفق بيان سابق للخارجية الأميركية.

وتعد زيارته لقطر ثاني زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى الإمارة الخليجية الثرية بعد زيارة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش في العام 2003، وفق وكالة الأنباء القطرية الرسمية التي اعتبرتها "حدثا استثنائيا، كونها تأتي ضمن أول جولة خارجية يقوم بها منذ توليه منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي".

واستضافت الدوحة التي تضم قاعدة جوية أميركية مترامية الأطراف، محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف إنهاء الحرب المدمّرة في غزة.

لكنّ زيارة ترامب إلى قطر شابها جدل كبير بعد أنباء عن اعتزام ترامب قبول طائرة فخمة بقيمة 400 مليون دولار هدية من العائلة الحاكمة في قطر.

وتثير هذه الخطوة تساؤلات دستورية وأخلاقية كبيرة في الولايات المتّحدة، بالإضافة إلى مخاوف أمنية بشأن استخدام طائرة تبرّعت بها دولة أجنبية كطائرة رئاسية.

والثلاثاء، ندّد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر بالأمر، واصفا ذلك بأنه "فساد خالص"، ومعلنا أنه سيعمل على تعطيل تثبيت جميع الأشخاص الذين اختارهم ترامب لمناصب في وزارة العدل.