سعود السنعوسي: الرقابة منحتني هامشا كبيرا من الحرية

الكاتب الكويتي يقدم شهادة حول تجربته الروائية في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بالأردن.
الرواية حدث ولا يجب الإغراق في الوصف إن لم يكن هناك حدث
لو أنني لم أشعر بالألم، ما كتبت الرواية

عمان ـ أكد الروائي والكاتب الكويتي، سعود السنعوسي، الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر، أن الرقابة منحته هامشا كبيرا من الحرية، معتبرا أن الكلمة هي اللعنة الأولى التي لازمته منذ تعلم القراءة وأمسك بالقلم ليكتب، بعيداً عن فروضه المدرسية، أول مرة.
جاء ذلك، خلال ندوة نظمها منتدى عبدالحميد شومان الثقافي، مساء الاثنين، حيث قدم سعود السنعوسي، شهادة أدبية حول تجربته الروائية، وادار الحوار مع الجمهور الأديب مفلح العدوان.
العدوان أشار بكلمة إلى أن سعود السنعوسي، رغم صغر سنه، دخل من خلال كتاباته القمة من أوسع أبوابها، فهو ينسج ملامح شخوصه، وينتقد مجتمعه بشجاعة وصدق وذكاء. 
وأكد الروائي السنعوسي أنه كان شغوفاً بالكتاب منذ الصغر شكلا ومن ثم موضوعاً وبعدها بقصص الأطفال، وصولاً إلى صقل هوايته ليتجه إلى المجلات والصحف الكويتية مروراً بقصصه القصيرة وأخيرا إلى رواياته. 
وأوضح أنه استفاد كثيرا من تجربته في كتابة روايته "سجين المرايا" وتعلم الكثير من النقد الذي وجه إليها، وقال "أهم ما تعلمته أن الرواية حدث فلا يجب الإغراق في الوصف إن لم يكن هناك حدث".
وقال "أصبحت كاتبا بعد أن فتحت في مراحل مختلفة من عمري، ثلاث بوابات هي: الخيال، القراءة، والكتابة"، مستطرداً "ولدت في بيت العائلة، بيت كبير عموده جدة، فيه كثير من الأبناء، والكثير من الأحفاد، والكثير من القصص والحكايات".
وعن روايته "ساق البامبو" رفض الإجابة عما إذا كانت القصة حقيقية او من وحي خياله، وعما إذا كانت القصة ظاهرة في المجتمع الكويتي، اعتبر السنعوسي "إنها ليست بظاهرة ولكنها حالات موجودة في المجتمع". 
كما استعرض السنعوسي جملة من ظروف كتابته لـ "ساق البامو" التي كانت زيارته إلى الفلبين جزءا أساسيا فيها.

ندوة ثقافية
ما المانع أن نوجع القارئ محبة فيه لعله يتغير

وعن شعوره عندما يكتب الرواية قال الروائي "لو أنني لم أشعر بالألم، ما كتبت الرواية، فما المانع أن نوجع القارئ محبة فيه لعله يتغير، فقد كان هنالك نوع من القسوة، لكنها قسوة المحب رغبة في الإصلاح، وقد شكلت القسوة شخصيتي في مراحل من عمري".
إلى ذلك، أكد السنعوسي أنه يكتب بحثا عن حريته "الحرية بمفهومي هي أن أكون أنا، بقدر ما أستطيع في ظل مجموعة لا نهائية من القيود والتخفي وراء أقنعة فرضها الواقع علينا".
ويعتقد صاحب رواية "فئران أمي حصة" أن العديد من شخوص العالم غيرته، أما الرواية بالنسبة إليه فهي رواية الأسئلة، ولذلك يكتب الرواية، لأنه متورط في الأسئلة الحارقة.
أما عن جائزة البوكر التي توج بها عن روايته "ساق البامبو"، اعترف السنعوسي أنها أضافت له الكثير بالنظر إلى استفادته منها كونه في بداية تجربته وصغر السن مقارنة بالكتاب الآخرين. فالأمر يختلف معه قبل الجائزة حيث لم يكن معروفا كفاية أو له صدى إلا من طرف المهتمين بالقراءة".
وسعود السنعوسي، هو كاتب وروائي كويتي شاب جاء إلى الأدب من مهنة الصحافة، وهما مهنتان متجاورتان ومتشابهتان في الأهداف، من حيث إن الكتابة في مجملها هي محاولة الوقوف على تخوم الكشف والتنوير والإصلاح، وكانت ذروة مشواره الأدبي حتى الآن جاءت في العام 2012، حين نشر روايته المهمة "ساق البامبو"، التي حصدت جائزة الـ "بوكر" العالمية للرواية العربية في العام التالي، اثر جرأتها وشجاعة كاتبها في طرق أبواب وموضوعات شائكة في عالمنا العربي، والخليج العربي خصوصاً.
فيما سبق للسنعوسي خلال مشواره الأدبي القصير إلى حد ما، أن أصدر عدد من الروايات هي: "البونساي والرجل العجوز"، "حمام الدار"، و"فئران أمي حصة" التي أثارت هذه الأخيرة الكثير من الجدل عقب إصدارها.