سلامة يعترف بتدفق آلاف المرتزقة على طرابلس للقتال مع الوفاق

حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول ترصد قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقل آليات نقل مدرعة في اتجاه طرابلس.

برازافيل/نيويورك - قدم مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، مساء اليوم الخميس إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي حول تطورات الوضع في ليبيا، متهما حكومة الوفاق بتلقي الدعم العسكري من تركيا التي أرسلت مقاتلين بالآلاف إلى طرابلس.

وقدم سلامة إحاطته "رقم 17" حول تطورات الأزمة في ليبيا إلى مجلس الأمن الدولي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة الكونغولية برازافيل، حيث يشارك في أعمال القمة الثامنة لرؤساء وحكومات اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا.

 وقال خلال الاجتماع إن "الهدنة في ليبيا حبر على ورق وتم تسجيل 110 انتهاكات"، مشيرا إلى أن السلاح ما زال يصل إلى الأطراف المتقاتلة في ليبيا، وإلى أن مقاتلين يدعمون قوات الوفاق يتوافدون بالآلاف.

وذكر الموفد الأممي إلى ليبيا أن محادثات جنيف يجب أن تبدأ سريعا، مشيرا إلى أن قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر لم يؤكد مشاركته بعد فيها.

وأشار سلامة إلى أن "هناك من يوافق على القرارات بشأن ليبيا علناً ويخرقها في الكواليس"، في إشارة لتركيا التي واصل رئيسها رجب طيب أردوغان إرسال دعمه العسكري لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.

أافاد مصدر عسكري فرنسي الخميس أن حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول رصدت أمس الأربعاء قبالة السواحل الليبية فرقاطة تركية تواكب سفينة تقل آليات نقل مدرعة في اتجاه طرابلس.

وكشفت تقارير أن تلك الفرقاطة قامت بعملية إنزال لجنود أتراك في ميناء طرابلس، في سابقة من نوعها منذ بدء تركيا إرسال جنود ومرتزقة لدعم السراج في معارك طرابلس.

كما جدد قائد الجيش الليبي اتهامه إلى تركيا بنقل عناصر من داعش والقاعدة وتمكين وجودهم على الساحل الليبي.

وكشف الناطق باسم القائد العام للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، الأربعاء عن رصد مرتزقة سوريين مدعومين بعناصر عسكرية تركية على حدود مدينة مصراتة، وكذلك عند الحدود التونسية.

ونشر المسماري الخميس على صفحته الرسمية بفايسبوك فيديو قال فيه إنه رصد لحمولة السفينة التركية التي قامت بإنزالها في ميناء طرابلس مساء الثلاثاء الماضي.

وأشارت إلى أنه "هذا ما أكدت عليه القيادة العامة أنه غزو تركي ينافي كل القوانين والأعراف الدولية وينتهك وقف إطلاق النار في المنطقة الغربية".

كما اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الأربعاء تركيا بتصعيد الوضع في ليبيا عبر القيام بأعمال عسكرية خطيرة تنتهك سيادة البلاد التي تعيش فوضى منذ 2011 كما تعرض أمن أوروبا وغرب أفريقيا للخطر.

وقال إن ما تقوم به تركيا "يتناقض تماما مع ما التزم به الرئيس أردوغان في مؤتمر برلين".

وأضاف "شاهدنا في الأيام الأخيرة وصول سفن حربية تركية برفقة مرتزقة سوريين إلى الأراضي الليبية. هذا انتهاك واضح وخطير لما تم الاتفاق عليه في برلين. إنه إخلاف للوعد".

وأشار إلى أن تلك الأعمال المشبوهة "تمس بأمن جميع الأوروبيين وشعوب دول الساحل".

واستضافت العاصمة الألمانية برلين في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري، مؤتمرا دوليا تحت رعاية الأمم المتحدة شارك فيه قادة وممثلين عن عدد من الدول الغربية والعربية.

وأصدر المشاركون بياناً ختامياً دعوا فيه إلى حظر السلاح في ليبيا ووقف تقديم الدعم العسكري لأطراف الصراع، وبذل جهود دولية لتعزيز مراقبة حظر تصدير السلاح، وبتسريح ونزع سلاح الميليشيات وفرض عقوبات على الجهة التي تخرق الهدنة.

وتهدف القمة الأفريقية المنعقدة اليوم في برازافيل إلى دراسة تطور الوضع في ليبيا تمهيدا لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي المقررة في شباط/ فبراير المقبل بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

 ومن المقرر أن يناقش مجلس الأمن خلال الجلسة مسودة قرار قدمه مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة من أجل وقف إطلاق النار في ليبيا، ويطالب أيضا مجلس الأمن بأن يقر "نتائج مؤتمر برلين، ويدعو جميع الدول الأعضاء إلى الامتثال التام لحظر تصدير الأسلحة المفروض منذ 2011"، و"عدم التدخل في النزاع أو اتخاذ تدابير تؤدى إلى تفاقمه".