سماح الماجري تنبش في حياة مطربة تونس الأولى 'صليحة'

مدينة الثقافة بتونس تستضيف العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي 'صليحة صوت تونس الأعماق' الموثق لمسار وتاركة 'كوكب المغرب العربي'.

تونس - أعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية عن موعد العرض ما قبل الأول للفيلم الوثائقي الروائي "صليحة صوت تونس الأعماق" للمخرجة سماح الماجري، حيث من المقرر أن يتم عرضه في الخامس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.

وقالت الوزارة عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك إن الوثائقي نبش في تفاصيل حياة مطربة تونس الأولى وتوثيق لمسارها وزخم مسيرتها، لافتة إلى أن البرنامج يتضمن عرضا خاصا ونقاشا مع الإعلاميين وأهل الثقافة والإبداع.

ويحكي الفيلم مسيرة الفنانة صليحة الملقبة بـ"كوكب المغرب العربي"، ويتناول أصولها الجزائرية وظروف قدوم عائلتها إلى تونس ثمّ الظروف العائلية القاسية التي دفعتها للعمل خادمة، كما يعرض الفيلم قصة اكتشاف موهبة صليحة الفنية إلى أن ذاع صيتها في تونس وبدأ ينتشر في المغرب العربي بداية الخمسينات حتى وفاتها في عام 1958.

وكشفت مخرجة الفيلم سماح الماجري في تصريحات لإذاعة موزاييك الخاصة أن بحثها في أرشيف الفنانة صليحة رفقة فريق عمل ضم بعض الأسماء بينها عبدالستار عمامو كمستشار فني وفتحي زغندة، انطلق في العام 2019، ليستغرق إنجاز الفيلم بعد ذلك نحو الثلاث سنوات حيث أصبح العمل جاهزا في العام 2022.

وترى الماجري أن الفنانة التي تحظى بشعبية كبيرة في تونس لم تأخذ حظها سواء سينمائيا، أو وثائقيا، ما جعلها تسعى لإنجاز عمل يوثق لأغاني صاحبة الصوت الشجيّ بمسحته البدويّة الظاهرة.

ورغم عدم الإضاءة سينمائيا ودراميا على صوت قادم من عمق التراث الشعبي التونسي بالشكل الذي يحفظ لصليحة مكانتها في قلوب التونسيين وذاكرتهم، فإن هذا التعتيم لم يكن وحده دافع الماجري لتركيز عدسات كاميراتها صوب أرشيف الفنانة وإرثها الفني، فقد كشفت أن قصة هذه النجمة هي ما جذبها للنبش في تاريخها منذ ولادتها إلى لحظة وفاتها.

وذكرت سماح الماجري أن قصة صليحة بدأت بقدومها رفقة عائلتها البسيطة من الجزائر إلى تونس واستقرارها في دشرة نبر التابعة لمحافظة الكاف، لفترة معينة عاشت خلالها ظروفا قاسية بسبب الحرب العالمية الأولى التي كانت دائرة آنذاك، وعملت الفنانة كخادمة في منازل العديد من العائلات الغنية، إلى أن اضطرت للذهاب إلى العاصمة التونسية رفقة والدتها بعد طلاق والديها ورجوع والدها إلى الجزائر رفقة شقيقتها.

وأكدت المخرجة أن أرشيف الفنانة رغم تعسر الحصول فيه على معلومات شافية وكافية، إلا أنه كشف عن قصة كبيرة وأليمة وراء نجاح الفنانة وشهرتها التي بدأت في العام 1938 بظهورها لأول مرة في حفل بمناسبة تدشين محطة الإذاعة البريدية الجديدة بقيادة البشير فهمي، فتبنتها الرشيدية في ذات السنة.

وقالت الماجري إن الرؤية الفنية للفيلم تعتمد الفلاش باك، حيث سينطلق المشهد الأول بظهور صليحة في المستشفى وهي تستمع للراديو الذي بث إعلانا عن إلغاء حفلها بسبب وضعها الصحي، فتغامر بالهروب ومن هناك يعود الفيلم لفترة ولادتها وكل ما مر بحياتها وحفلاتها وصولا إلى وفاتها.

وتجسد ملكة الشارني دور صليحة الطفلة لتستكمل عايدة جفال الدور في مرحلة نضج الفنانة، ويشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين بينهم عبدالكريم البناني بدور محامي الفنانة الراحلة "حسونة بن عمار".

ومن المقرر أن يتم عرض الوثائقي الروائي "صليحة صوت تونس الأعماق" على قناة الجزيرة الوثائقية في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ومن المنتظر أن تقدم المخرجة سماح الماجري عروضا أخرى، لاسيما في محافظة الكاف.