سوليفان يحمل للسعودية صفقة دفاعية لإقناعها بالتطبيع مع إسرائيل

محاولات أميركية لإقناع السعودية بإبرام اتفاق مع اسرائيل في ظل سعي بايدن لتحقيق انجاز سياسي مهم في الشرق الأوسط مع ارتفاع حدة الانتقادات له بسبب حرب غزة.

الرياض - أكد مسؤول أميركي أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان سيسافر هذا الأسبوع إلى السعودية لمواصلة المناقشات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حول اتفاق تطبيع مع إسرائيل سيتضمن العديد من العناصر، بما في ذلك اتفاقية عسكرية أميركية مع السعودية من شأنها أن تدعم تطوير المملكة لبرنامج نووي مدني، فيما يبدو محاولات لإقناع السعودية بإبرام الاتفاق في ظل سعي الرئيس جو بايدن لتحقيق انجاز سياسي مهم في الشرق الأوسط مع ارتفاع حدة الانتقادات له بسبب حرب غزة.

وقال المسؤول لشبكة "سي.إن.إن" إن سوليفان سيغادر في رحلة الثلاثاء، ولا يتوقع حدوث اختراقات كبيرة في الاجتماع. حيث تأتي بعد أقل من أسبوعين من زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى السعودية الذي أشار إلى "تقدم جيد" في المحادثات الجارية لتطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية.

وكان موقع "أكسيوس" أول من نشر حول زيارة سوليفان إلى السعودية. ونقل في تقرير له عن أربع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن زيارة سوليفان "تأتي ضمن جهود البيت الأبيض للعمل على صياغة معاهدة دفاعية بين الولايات المتحدة والسعودية، وتفاهمات تتعلق بدعم الولايات المتحدة لبرنامج نووي مدني سعودي".

وأضاف التقرير أن المسؤولين الأميركيين يأملون في التوصل خلال الزيارة إلى "اتفاق ثنائي" مع السعودية، يتم عرضه بعد ذلك على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن الجانب الإسرائيلي من الاتفاق "يتضمن الالتزام بمسار يقود إلى حل الدولتين".

وأشار إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق على التقرير، فيما لم تستجب السفارة السعودية في واشنطن على طلب من الموقع للتعليق حول المسألة.

من جانبه، صرح مسؤول إسرائيلي "كان هناك تقدم كبير في المحادثات بين الولايات المتحدة والسعودية حول مسودة معاهدة الدفاع الخاصة بهما. يريدون إنهاء الجانب الخاص بهم من الصفقة قبل وضعها على طاولتنا، ويقولون لنا اقبلوها أو اتركوها".

وتوقفت محادثات التطبيع في أعقاب العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الذي أودى بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، لكن رويترز أشارت إلى أن المحادثات استؤنفت في الأشهر القليلة الماضية. فيما قال مسؤول أميركي إن سوليفان يعتزم إجراء محادثات مع ولي العهد بخصوص هذه القضية؛ لكنه لا يتوقع تحقيق انفراجة كبيرة. وذكر مسؤول ثانٍ أن سوليفان سيجري مشاورات واسعة النطاق بشأن عدد من الأمور.

وقال: "لم يزر السعودية منذ فترة، وهناك الكثير مما يمكن مناقشته".

وصرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في 21 مارس/آذار الماضي إن الولايات المتحدة والسعودية حققتا "تقدماً جيداً" في المحادثات بشأن تطبيع العلاقات بين المملكة والاحتلال الإسرائيلي، دون تقديم جدول زمني لإبرام اتفاق.

كما أشارت وكالة رويترز إلى أن السعودية تريد في إطار اتفاق التطبيع إبرام اتفاقية دفاع مشترك مع واشنطن والحصول على دعم الولايات المتحدة لبرنامجها النووي المدني. وكان بايدن قد صرح خلال فعالية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية في نيويورك، الأسبوع الماضي، بأن السعوديين "على استعداد للاعتراف الكامل بإسرائيل"،  وأضاف "لكن يجب أن تكون هناك خطة بشأن غزة، ويجب أن هناك مسار للوصول إلى حل الدولتين. لا ينبغي أن يحدث ذلك اليوم".

ولا تعترف السعودية بإسرائيل، ولم تنضم إلى الاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل.

وتضع السعودية عدة شروط للتطبيع، من بينها حصولها على ضمانات أمنية من واشنطن، ومساعدتها في تطوير برنامج نووي مدني. كما أنها أكدت مطالبتها بقيام دولة فلسطينية، وهو أمر جددت التأكيد عليه بعد الحرب في قطاع غزة.

من جانبه، أعرب نتنياهو مرارا، رفضه إقامة دولة فلسطينية بالرغم من الدعوات الأميركية والدولية أيضا لتطبيق حل الدولتين.