سياحة الاستجمام تشهد انتعاشا عالميا

برلين - من أندرياس هايمان
وجهة نظر: الاسترخاء الكامل هو امتع شيء تفعله في اجازتك

العلاج بالاسترخاء، وتمارين الماء، والتدليك، وحمامات الساونا، وحمامات العطور الطبيعية، تشكل ما يعرف باسم سياحة الاستجمام التي تنوعت أشكالها وغدت تجتذب عددا أكبر من السائحين.
ويقول البروفيسور مارتين لومان من معهد بحوث السياحة في شمال أوروبا، والواقع في كييل بألمانيا، أن "الاهتمام قد زاد بشكل كبير ما بين عامي 1999 و2002 بهذا النوع من السياحة، أكثر من أي نوع آخر من أساليب قضاء الاجازات".
غير أن إحصاءات معهد كييل تظهر وجود مساحة كبيرة للمزيد من النمو في سوق سياحة الاستجمام. فما بين عامي 1996 و1998 كانت نسبة 2 بالمائة فقط من الالمان يقدمون على قضاء إجازات الاستجمام من هذا النوع، وما بين عامي 1999 و2001 زادت النسبة إلى 3 بالمائة. ولكن يقول لومان "يمكن أن يصل هذا الرقم إلى أكثر من الضعف بحلول عام 2004".
إن سياحة الاستجمام لا تنحصر في عدة بلدان قليلة فحسب، بل يقول جوناثان ستيبلتون مدير أحد الفنادق من سانت آندروز باسكتلندا ورئيس رابطة سبا الدولية أن سياحة الاستجمام "تشهدا انتعاشا دوليا".
وتقول إيفلين لانتس كاوفمان، وهي أكاديمية كتبت رسالة دكتوراه عن سياحة الاستجمام بجامعة برن بسويسرا، أن أحد الاسباب التي تعزى إليها موجة سياحة الاستجمام في أنحاء أوروبا يرجع إلى الزيادة الكبيرة في الوعي بالصحة.
ولكنها تضيف أن تغير دور المرأة لعب أيضا دورا في هذا. وتقول "أصبح وجود المرأة اليوم في سوق العمل أكثر شيوعا، بما يجعل لهن راتبا خاصا يمكنهن من الاختيار بمعزل عن الرجال أنواعا مختلفة من الاجازات يبغين الاستمتاع بها".
ويؤكد هانيس ميريجر، وهو مدير بهيئة سياحية في شمال ألمانيا، أنه يرجح إقدام النساء أكثر من الرجال على قضاء هذا النوع من الاجازات. ويقول ميريجر أن الرجال يمثلون 30 بالمائة فقط من شريحة سائحيي الاستجمام، وإن كانت أعداد الرجال الذين يمضون تلك الاجازات آخذة في الازدياد هي الاخرى لان الرجال أصبحوا الان أيضا يولون أهمية متزايدة للاسترخاء والصحة.
ولكن لانتس كاوفمان تقول أن صناعة سياحة الاستجمام سيتعين عليها تكييف عروضها الاستجمامية مع متطلبات الرجال إذا هدفت إلى اجتذاب شريحة أكبر من الرجال لهذا السوق.
ويوافق هذا الرأي خبراء آخرون حيث يقولون أن سوق سياحة الاستجمام سيواصل النمو واجتذاب أنماط جديدة من السائحين. ويقولون أن هذا السوق من المتوقع أن يتسع في المستقبل ليشمل أيضا كبار السن والاسر.
ولكن الخبراء ينصحون المقدمين على تلك العروض بتوخي العناية في اختيار عروضهم، حيث أن عروض الاستجمام ليست دائما بالمستوى الذي تبدو عليه.
ويقول لومان أن بعض الفنادق تطلق على نفسها اعتباطا لفظ فنادق "استجمام"، في حين أن ما تقدمه في هذا المجال لا يتعدى مجرد حجرة ساونا في قبو الفندق.
ويضيف أن بعض الامور البديهية تسوق أيضا على أنها سياحة استجمام، مثل السير بأقدام حافية على رمال الشاطئ.
ويقول أن المشكلة هو أن لفظ "استجمام"، بمعناه الجديد، غير محدد ولم يخضع بعد لتعريف دقيق، فليس مجرد الجلوس على الشاطئ يعد استجماما.