سيجورنيه يعلن عن خطوات لإعادة بناء الثقة مع المغرب

وزير الخارجية الفرنسي يؤكد في كلمة أمام الجمعية الوطنية على أهمية علاقات فرنسا مع المملكة المغربية وعلى توفر ارادة سياسية لازالة سوء الفهم بين البلدين.

باريس – أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، أنه شرع في محاولات بناء الثقة مع المغرب، مشددا أمام البرلمان الفرنسي أنه فتح باب التواصل مع المملكة من أجل تجاوز "سوء الفهم" الذي أدى إلى صعوبات في التفاهم مسبقا، في مساعي فرنسية لتعزيز التقارب وتسوية الخلافات بين البلدين ما يمهد إلى لاعتراف فرنسا بمغربية الصحراء الذي من شأنه أن ينقل العلاقات إلى مستوى متطور مع شريكها التاريخي في المنطقة.

وقال وزير الخارجية الذي تولى مهامه قبل حوالي خمسة أسابيع، أن ارتباط فرنسا بالمغرب "مهم بل هو ضروري"، مضيفا أنه يعمل على بناء الثقة "شيئا فشيئا"، لأن هذا الأمر في مصلحة البلدين معا، مضيفا "أسعى لبناء أجندة سياسية جديدة في تمهيد فرنسا".

وباتت فرنسا بحاجة ماسة إلى المغرب الذي يعتبر أول شريك تجاري لها في أفريقيا، ويقوم بتأمين منفذ إلى أفريقيا جنوب الصحراء حيث يمارس بصورة ناشطة "القوة الناعمة" اقتصاديا منذ 2010.

فرنسا بحاجة ماسة إلى المغرب الذي يعتبر أول شريك تجاري لها في أفريقيا، ويقوم بتأمين منفذ إلى أفريقيا جنوب الصحراء حيث يمارس بصورة ناشطة "القوة الناعمة" اقتصاديا منذ 2010.

وأورد سيجورنيه أن العلاقة مع المغرب "أساسية" وأنه يرغب في تجديد أواصر الثقة بين البلدين، موردا، خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية "الإرادة متوفرة، لقد استأنفت التواصل مع المغرب"، وتابع "كان هناك سوء فهم هو الذي أدى إلى صعوبات".

واعتبر الوزير الذي كان الخصم الأول للمغرب في البرلمان الأوروبي قبل أشهر، إن ما يتم فعله الآن "أفضل وبشكل مختلف" في إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية التي حدثت سابقا، معبرا عن رغبته في "الحوار مع المسؤولين السياسيين المغاربة، بشفافية ومع احترام جميع الأطراف". حيث تقتضي مصلحة فرنسا اليوم تغيير مواقف السياسيين بمن فيهم سيجورنيه السابقة المعادية للمملكة واتباع نهج جديد للتقارب مع الرباط، لاسيما بعد نكسات وانحسار نفوذ فرنسا في منطقة الساحل مقابل صعود المغرب كقوة وازنة وكشريك موثوق استطاع اختراق العمق الافريقي بدبلوماسية سياسية واقتصادية هادئة بناء على شراكات استراتيجية تخدم مصالح أفريقيا والمملكة.

وهذه هي المرة الثاني التي يتطرق فيها وزير الخارجية الفرنسي الجديد إلى العلاقة مع المغرب في ظرف أقل من أسبوع، إذ قال في حوار صحفي نُشر نهاية الأسبوع الماضي، إنه سيبذل قصارى جهده في الأسابيع والشهور المقبلة من أجل تحقيق التقارب بين البلدين.

وتدرك الشخصيات السياسية في الحكومة الجديدة، أن عليها العمل على المضي قدما لتحسين العلاقات الثنائية مع الرباط، لاسيما أن فرنسا تعيش بشكل عام علاقات متشنجة مع عدد من مستعمراتها السابقة في إفريقيا، وهي بأمس الحاجة إلى علاقة وطيدة مستقرة مع المغرب.

وكشفت صحيفة "أفريكا انتليجنس" المتخصصة في الشؤون الإفريقية بان ماكرون يستعد لزيارة الرباط مشيرة إلى أن الرئاسة الفرنسية تخطط لإطلاق صفحة جديدة في العلاقات الثنائية وإعطاء دفعة إيجابية في العلاقات بين البلدين، لذلك تحرص على تكثيف جهودها الدبلوماسية لبعث رسائل إيجابية والإعراب عن رغبتها بتحسين العلاقات مع الرباط ودفعها للأمام، بتأكيدها أن الشخصيات السياسية الموجودة في الحكومة والتي اتخذت سابقا مواقف عدائية ضد المملكة، تحرص أشد الحرص على فتح صفحة جديدة  وتحقيق التقارب مع الرباط.

وربما يكون رئيس الوزراء الجديد غابريال أتال الذي عرف هو الآخر بمواقفه العدائية تجاه المغرب، قد استفاد من الدرس السابق ومحاولات بلاده الحثيثة لتحسين العلاقات مع الرباط نظرا لأهميته وموقعه الاستراتيجي في المنطقة، لاسيما أنه يعتبر أول شريك تجاري لفرنسا في أفريقيا، ويقوم بتأمين منفذ إلى أفريقيا جنوب الصحراء حيث يمارس بصورة ناشطة "القوة الناعمة" اقتصاديا منذ 2010.