شاحنات لنقل مئات الجثث في ختام معركة سجن غويران

قوات سوريا الديموقراطية تنهي تمشيط محيط السجن بعد عشرة ايام من القتال مع مسلحي داعش وتعلن عن مقتل 373 شخصا في حصيلة مرشحة للزيادة.

الحسكة (سوريا) - أعلنت قوّات سوريا الديموقراطيّة ذات الغالبيّة الكرديّة الأحد انتهاء عمليّات التمشيط في محيط سجن غويران الذي هاجمه تنظيم الدولة الإسلاميّة في الحسكة في شمال شرق سوريا.
وجاء في بيان لهذه القوّات "نُعلن انتهاء حملة التمشيط في سجن الصناعة بحيّ غويران في الحسكة وإنهاء الجيوب الأخيرة التي كان مرتزقة داعش يتحصّنون فيها في المهاجع الشماليّة".
كانت قوّات سوريا الديموقراطيّة التي شكّلت رأس حربة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلاميّة في سوريا أعلنت الأربعاء أنّها استعادت السيطرة على السجن إثر معارك عنيفة استمرّت ستّة أيّام. لكنّ اشتباكات متقطّعة دارت لاحقًا بين عناصرها وجهاديّي التنظيم داخل السجن.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في بيان إنّه "بفضل شجاعة وعزم عناصر قوّات سوريا الديموقراطيّة الذين ضحّى كثير منهم بأرواحهم، فشل تنظيم الدولة الإسلاميّة في جهوده لتنفيذ عمليّة هروب كبيرة من السجن لإعادة تشكيل صفوفه".
وأشار المرصد إلى "استسلام" مجموعة تضمّ 20 جهاديًا ليل السبت-الأحد وإلى مقتل خمسة آخرين في معارك داخل السجن.
ونشرت وحدات حماية الشعب الكرديّة، العمود الفقري لقوّات سوريا الديموقراطيّة، صورًا قالت إنها تُظهر استسلام العديد من الجهاديّين.
وشكّل هذا الهجوم "أكبر وأعنف" عمليّة لتنظيم الدولة الإسلاميّة منذ أن سقطت قبل نحو ثلاث سنوات "دولة الخلافة" التي أقامها وفقدانه مساحات واسعة كان يُسيطر عليها في سوريا.
وارتفعت إلى 373 قتيلاً حصيلة المعارك بين القوّات الكرديّة وتنظيم الدولة الإسلامية في سجن عويران في الحسكة، وفق ما أعلن المرصد الأحد.
وأشار المرصد إلى سقوط 268 قتيلاً للتنظيم و98 لقوّات الأمن الكرديّة وقوّات سوريا الديموقراطيّة، وسبعة مدنيّين.
ويعود استمرار الحصيلة في الارتفاع إلى عثور القوّات الكرديّة على مزيد من الجثث خلال "عمليّات التمشيط والتفتيش" في "مباني (السجن) وأحياء محيطة به"، على ما أكّد المرصد الذي يتّخذ بريطانيا مقرًا ويستقي معلوماته من شبكة مصادر واسعة في سوريا.
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن إلى أنّ "الحصيلة غير نهائيّة"، عازيًا الأمر إلى "وجود عشرات الجثث، غالبيّتها محروقة ومشوّهة".
والحصيلة مرشّحة للارتفاع، بحسب المرصد، نظرًا إلى تعرّض عدد من المقاتلين الأكراد لإصابات بالغة في المعارك.
وأفاد المرصد بأنّ قوات سوريا الديموقراطيّة تُجري "حملة تحقيقات استخباريّة" لكشف ملابسات "الخرق الأمني والهجوم على السجن، وكشف المتعاونين مع التنظيم"، مشيرا إلى أن "العشرات من عناصر تنظيم الدولة الإسلامية تمكّنوا من الفرار" من السجن خلال الساعات الأولى للهجوم".
ودفعت الاشتباكات نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم في مدينة الحسكة، وفق الأمم المتحدة، ولجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح في المدينة.
وشوهدت السبت شاحنة يتكدّس فيها كثير من الجثث التي يُرجّح أنّها لعناصر من التنظيم، لدى خروجها من محيط السجن، قبل أن تتوقّف في موقع آخر في حيّ غويران، حيث قامت جرافة بتحميل مزيد من الجثث فيها، ثم أكملت سيرها نحو وجهة مجهولة، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديموقراطية فرهاد شامي إن الجثث "ستنقل إلى مدافن مخصصة لها" ضمن مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا.