'شجر التوت الأسود' تمد أفرعا قصصية لحيوات الكثيرين من النساء

مجموعة الأديبة المصرية الدكتورة أم العزالسنيني تتضمن 17 قصة قصيرة تندرج حول دواخل الأنثى بشكل عام وتتجسد فيها تيارات الوعى الأنثوي.

كثيرة هي الصور الإنسانية التي تحملها المجموعة القصصية "شجر التوت الأسود"، للأديبة المصرية الدكتورة أم العزالسنيني، والتي كانت قد صدرت عن إقليم غرب الدلنا الثقافي بالهيئة المصرية العامة للإستعلامات.

 المجموعة تضمنت 17 قصة قصيرة، تنوّعت ما بين القصة القصيرة جدا الى القصة القصيرة حيث تندرج عوالم المجموعة القصصية حول دواخل الأنثى بشكل عام وتتجسد فيها تيارات الوعى الأنثوي في الكتابة عن خوالج المرأة في اطارها العام دون تحديد لعوالم خاصة بقدر ما تموج القصص كلها حول سرائر المرأة ودواخلها النفسية ورصد لحالات الأمل  واليأس والتطلع والتوحد مع الطموحات الفردية الأنثوية في عالم قصصي نسوى لا يخلو من نوازع  تهدف الى حصول المرأة على حقوقها في التعليم أو العمل  والحياة  . الحديث عن الرجل في المجموعة القصصية أتى في 3 قصص من أصل 17  قصة بطلتها الرئيسية المرأة .

تعمل الكاتبة على الولوج داخل النفس البشرية واستبطان الشعور الداخلي  للإنسان في كافة الصور الانسانية التي من الممكن أن يمر بها في العديد من المواقف الحياتية . لا تختزل الكاتبة هذه المواقف لتقزمها بقدر ما تحرص على تكثيف المنتج النهائي منها في شكل إنساني بسيط يستطيع أن يتداخل ويتشابه مع حيوات الكثيرين ممن يقرأون نصوصها القصصية . وتتميز نصوص الكاتبة أم العز السنينى  على اختلاف قدرتها الصياغية وتراكيبها الجملية عن الكثيرين من مجايليها من كتاب وكاتبات القصة القصيرة ، مما يعزز من فرص استقلال بنية النص عندها عن باقي من تقرأ  أنت لهم كقارئ لنصوصها التي حتما ستجدها ليس في مشابهة مع أحد، بل تقتنص لنفسها اسلوبا خاصا في الحكي وفى التركيب البنائي لسردياتها الأدبية يعزز استقلاليتها في الكتابة وتفردها أيضا على مستوى الجمهور من القراء الذين ما إن يقرأوا لها مجموعة من قصصها يسهل عليهم بعد ذلك أن يتعرفوا على أسلوبها في الكتابة من بنائها الخاص لطريقة السرد الخاصة بها.

 تقول الكاتبة الدكتورة أم العز السنينى عن نفسها أنها ولدت في مجتمع بدوى تحبه وتحرص عليه ولا تحب الخروج عن تقاليده أو كسرها.

لذا كانت كتابتها ومشروعها الأدبى منذ البداية هو مشروع على المحك مع المجتمع الذى ولدت فيه ولاتحب أن تخرج عن سياقاته الاجتماعية ولو بأنماط قصصية أفلتت من المدار المجتمعي والقبلي الآمن الذى توفره القبيلة لأبنائها.  

وتضيف أم العز قائلة: أن المجتمع القبلي يشبه كثيرا كهفا ونفقا أوله عتمة تخص الغرباء عنه.. لكن سرعان مايضىء هذا النفق وتشع أضواءه لتملأ مساحة الكهف الممتدة الى الداخل لمن يدخله لكن بشروط  أهمها هو محبة المكان وعاداته،  فمن لزم الشغف رأى النور في كل خطوة داخل النفق أو الكهف.

هذه فكرتها عن مجتمعها القبلي الذى تقول عنه أنه يمثل لها خصوصية لم تكشف هي عنها حتى الآن في كتابتها لكن هذا المجتمع القبلي جعلها تكتب وسط محاذير تشبه الأشواك وجعلها كاتبة متمكنة من أدواتها حتى تحقق التوازن فيما تكتب وعما تكتب ولمن تقدم تلك الكتابة.

 صدر  للأديبة مجموعة قصصية  في عام 1999 بعنوان" تلك " ضمن مطبوعات النشر الإقليمي لفرع الثقافة بمحافظة مطروح . كتبت ونشرت قصصها في العديد من المجلات والجرائد المصرية والعربية وتم تكريمها من قبل الهيئة العامة لقصور الثقافة في مؤتمرين لأدياء مصر في الإقليم ولها ثلاث مسرحيات للأطفال تم تقديمهم وعرضهم على مسرح وزارة الشباب والرياضة .

تعمل الكاتبة والأديبة الدكتورة أم العز السنينى مشرفة على مراكز الإعلام التابعة للهيئة المصرية العامة للإستعلامات في محافظتي الإسكندرية ومطروح، وتُعد من أوائل الأديبات اللاتي كتبن القصة القصيرة من أبناء قبائل مطروح وفازت أولى قصصها بالمركز الأول على مستوى اقليم غرب الدلتا عام 1999.