الامارات وعُمان تؤسسان لأوسع وأكبر شراكة استثمارية

الاستثمارات تهم مجال الطاقات النظيفة والمتجددة وكذلك مشروع ربط السكك الحديدية ما يكشف حجم التعاون الاقتصادي بين البلدين.
استثمارات بين البلدين بملايين الدولارات في قطاع التكنولوجيا
التعاون الاقتصادي بين مسقط وأبوظبي يعتبر نموذجا في المنطقة والعالم
وزير الاستثمار الاماراتي يؤكد أن الاتفاقيات الجديدة خطوة مهمة لمزيد من التطور

أبوظبي - وقعت شركات إماراتية وعمانية اتفاقيات بقيمة 129 مليار درهم (35.12 مليار دولار) في قطاعات تشمل الطاقة والنقل خلال زيارة سلطان عمان السلطان هيثم بن طارق للإمارات حيث يسعى البلدان الخليجيان لتعزيز العلاقات على أكثر من مستوى خاصة العلاقات الاقتصادية إضافة للتقارب من حيث النظرة للتطورات السياسية في المنطقة.
وأعلنت وزارة الاستثمار الإماراتية عن الاتفاقيات في بيان اليوم الثلاثاء غداة وصول سلطان عمان في زيارة رسمية تستمر يومين ولقائه برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
ويتعلق أبرز الاتفاقيات "بمشروع ضخم" للصناعة والطاقة بقيمة 117 مليار درهم يتضمن مشاريع للطاقة المتجددة وإنتاج الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية بالإضافة إلى مصانع المعادن الخضراء.
ووفقا للبيان فإن الشركات الموقعة هي شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل (مصدر) وشركة الإمارات العالمية للألمنيوم وشركة حديد الإمارات أركان وشركة أوكيو للطاقة البديلة والشركة العمانية لنقل الكهرباء.
ووقعت الشركة القابضة (إيه.دي.كيو)، وهي صندوق سيادي للثروة في أبوظبي، اتفاقية مساهمين لإطلاق صندوق يركز على التكنولوجيا بقيمة 660 مليون درهم مع جهاز الاستثمار العماني.
كما وقع البلدان اتفاقية ترسية مقاولي مشروع ربط السكك الحديدية بينهما بقيمة 11 مليار درهم.
وقال وزير الاستثمار الإماراتي محمد حسن السويدي "تمثل الاتفاقيات الجديدة خطوة مهمة من شأنها أن تمهد الطريق لمزيد من التطور عبر تسخير جهودنا معا لتحقيق رؤيتنا المشتركة للنمو الاقتصادي والازدهار لكلا البلدين".
وتعتبر العلاقات الإماراتية العمانية رائدة إقليميا ودوليا حيث تعتبر الامارات أكبر شريك تجاري كونها أكبر مصدر ومستورد منها كما انها تسيطر على 40في المئة من مجمل واردات عمان من العالم وفق صحيفة الاتحاد.
كما تستحوذ الامارات على 20 في المئة من صادرات عمان إلى الأسواق العالمية وتعتبر الأولى من حيث الاستثمار في السلطنة حيث تهتم ابوظبي بالاستثمار خاصة في الصناعات التحويلية والأنشطة العقارية والإيجارية وأنشطة المشروعات التجارية والإنشاءات والوساطة المالية والنقل والتخزين والفنادق. كما ان الامارات تعتبر الوجهة الأولى للاستثمارات العمانية في العديد من مجالات المال والاعمال.
ويعقد البلدان اجتماعات وزارية وحكومية مستمرة وفي مختلف المستويات وذلك للبحث في الجهود المبذولة لتطوير العلاقات الثنائية.

 الإمارات وعُمان أخوّة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة

وفي 2022 أدى الشيخ محمد بن زايد زيارة لسلطنة عمان بتوقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاقتصادية. وخلال تلك الزيارة التاريخية خصص البلدان الخليجيان ثلاثة مليارات دولار لبناء خط سكة حديد يربط بينهما. ووقعت شركتا السكك الحديد في البلدين "قطارات عُمان" و"الاتحاد للقطارات"، اتفاقية يتم بموجبها تأسيس شركة مشتركة "لتنفيذ وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار" في شمال السلطنة بشبكة سكك الحديد الوطنية الإماراتية التي لا تزال قيد الإنشاء، بحسب بيان صادر عن حكومة أبوظبي.
وتم خلال تلك الزيارة كذلك تعزيز التعاون في الثقافة والإعلام والسكك الحديدية والتعليم والبحث العلمي والثروات الزراعية وأسواق المال.
وشملت الاتفاقيات حينها مذكرة تفاهم بين وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة ووزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار العمانية بشأن التعاون والاستثمار في مجالات الصناعة
وكشف الشيخ محمد بن زايد عن خصوصية العلاقات مع عمان قائلا "ان الإمارات وعُمان، أخوّة متجذرة وعلاقات ممتدة لا تزيدها الأيام إلا رسوخاً وقوة ومحبة".
والبلدان يتفقان بشكل كبير تجاه القضايا الثنائية والعربية والدولية، ولهما نظرة مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة وتطلع مستمر لتعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي في خضم العديد من التحديات خاصة التوتر بين إيران وإسرائيل وكذلك تداعيات الحرب في قطاع غزة.