شرق أفريقيا أكثر إغراء للجهاديين من غربها

قد يكون الصومال المرشح الأكثر احتمالا من بين مواقع فروع تنظيم الدولة الإسلامية لاستقبال المقاتلين الأجانب.

جاكوب زين - مؤسسة جيمس تاون - بعد إعلان أبوبكر البغدادي عن إقامة الخلافة عام 2014، دعا تنظيم الدولة الإسلامية المقاتلين الأجانب إلى "الهجرة" إلى الفروع الأفريقية التابعة للجماعة، قبل أبومحمد العدناني المتحدث باسم البغدادي، قسم زعيم بوكوحرام آنذاك أبوبكر شيكاو بالولاء للبغدادي وحث عبر تسجيل نشرته وكالة الفرقان الإعلامية المرتبطة بالجماعة، أنصار الجماعة الإرهابية على الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا الذي قام مقام بوكوحرام.

لكن عددا قليلا من المقاتلين الأجانب انضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا. وغالبا ما واجه أولئك الذين لبّوا الدعوة مصيرا قاتما.

وتظهر الآن بعد عقد تقارير من دول مثل السويد تشير إلى أن مواطنين يحاولون السفر إلى أفريقيا مؤخرا بهدف الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، لكن السلطات السويدية لم تكشف عن خلفية المقاتلين الأجانب المحتملين.

ومن المرجح أن يحاول السكان الذين هم من أصل صومالي في السويد السفر للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الصومال، فيما كان أول زعيم لهذه الجماعة عبدالقادر مؤمن، هو نفسه مقيما في السويد في الماضي.

وانتقل مؤمن إلى المملكة المتحدة قبل أن يعود إلى الصومال لتأسيس فرع لداعش على أراضيها. وقد تلهم رحلته الصوماليين السويديين وتدفعهم للانضمام إلى داعش. وسبق أن واجهت حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة والمنافسة لتنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الصومال، صعوبات دمج المقاتلين الأجانب المتدفقين من الغرب.

وكان ذلك بسبب الاختلافات الشخصية ونقص المعرفة بالثقافة الصومالية في صفوف الذين يرغبون في الانضمام. وما يثير للاهتمام هو أن تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الصومال قد نجح على ما يبدو في تجنيد مقاتلين غربيين ودمجهم في صفوفه.

وقد يكون الصومال المرشح الأكثر احتمالا من بين مواقع فروع تنظيم الدولة الإسلامية لاستقبال المقاتلين الأجانب، في حين أن العديد من فروع داعش الأخرى تكافح من أجل البقاء (مركز التنظيم في الشرق الأوسط، على سبيل المثال) أو تواجه معاداة شديد من المنافسين مثل جهود طالبان لتدمير تنظيم الدولة الإسلامية في خراسان.

واستطاع تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية غرب أفريقيا تخليص نفسه من شيكاو المتعطش للدماء بطرده ثم مطاردته حتى انتحر في 2021. وجلد شيكاو في السابق مندوبي تنظيم الدولة الإسلامية من الشرق الأوسط وهدد بقتل أنصار التنظيم الذين سافروا من السنغال إلى نيجيريا للانضمام للتنظيم.

وكان سلوك شيكاو العامل الأكثر أهمية في ثني المقاتلين الأجانب عن الانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية في غرب أفريقيا. كما كان نشاط الجماعة حول بحيرة تشاد وأدغال شمال شرق نيجيريا واعتماد مقاتليها لغة كانوري المحلية لغة مشتركة من الأمور التي صعبت دمج الغرباء.

ولم يستقبل تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى أيضا مقاتلين أجانب من أوروبا أو الشرق الأوسط. كما أن التضاريس الصحراوية القاسية في منطقة الساحل التي تنشط منها الجماعة يمكن أن تقوض استعداد الأفراد للسفر إلى هذا الفرع. ويمكن أن تكشف وكالات الاستخبارات بسهولة عن المقاتلين الأجانب الذين يحاولون السفر جوا إلى منطقة الساحل للانضمام إلى الجماعات الإرهابية. وحدث ذلك على سبيل المثال خلال 2019 عند اعتقال تركيين اثنين في مطار نيامي في النيجر قبل انضمامهما إلى فريق الفرع الإعلامي.

ويبقى فرعا داعش في موزمبيق والكونغو وجهتين محتملتين للمقاتلين الأجانب. وهما ينشطان في مناطق نائية ووعرة، لكن قربهما من الصومال وشرق أفريقيا واتصالاتهما مع الفرع الصومالي قد يمكناهما من استقبال مقاتلين إقليميين من الساحل.

وقد يجد أنصار تنظيم الدولة الإسلامية الأجانب المغامرون طريقهم إلى ولايات أفريقيا الوسطى. ويُذكر هنا مثال مقاتل عربي تنزاني ظهر في أحد مقاطع الفيديو الجهادية الأولى الصادرة من الكونغو.

وباختصار، لا يزال تدفق المقاتلين الأجانب إلى ولايات تنظيم الدولة الإسلامية في أفريقيا غير مرجح، لكن تدفق الجهاديين من جميع أنحاء العالم إلى فروع شرق أفريقيا تبقى أكثر احتمالا مقارنة بالفروع النشطة غرب القارة.