شظايا نزاع تيغراي تمتد لأمهرة وسط مخاوف من حرب أهلية

الحكومة الاثيوبية تتهم القوات الفدرالية في تيغراي بإطلاق صواريخ على مدينتي باهر دار وغوندار من ولاية أمهرة المجاورة في ظل استمرار لجوء آلاف المدنيين إلى السودان بعد مقتل المئات منهم.
الأمم المتحدة تحذر من احتمال حصول جرائم حرب في تيغراي الاثيوبية
الأمم المتحدة تحقق في عملية قتل جماعي بتيغراي شمال اثيوبيا

اديس ابابا - امتدت شظايا الحرب في اثيوبيا الجمعة إلى منطقة أمهرة بعد تصعيد القوات الفدرالية في ولاية تيغراي، ما يثير مخاوف من اتساع الاقتتال إلى بقية المناطق الاثيوبية ونشوب حرب أهلية عنيفة في أكثر البلدان اكتظاظا بالسكان في إفريقيا والتي تمتاز بالتنوع العرقي والإثني.

وفي هذا الإطار قالت الحكومة الإثيوبية، إن "قوّاتا موالية للحزب الحاكم في تيغراي في شمال البلاد أطلقت صواريخ باتجاه منطقة أمهرة المجاورة ليل الجمعة السبت"، ما يثير مخاوف من انتقال النزاع الدائر إلى مناطق أخرى في البلاد.

وقالت الحكومة في بيان "في وقت متقدم من ليل 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أطلقت صواريخ باتجاه مدينتي باهر دار وغوندار ما أدى إلى إصابة المطار بأضرار".

وأفادت مصادر بالحكومة الاثيوبية أن " جبهة شعب تحرير تيغراي"، كانت تستخدم آخر الأسلحة الموجودة لديها، لكنه لم تقدم دليلا، فيما كان مسؤولون بالجبهة قد ذكروا سابقا أن لديهم ترسانة كبيرة.

يشار إلى أن ولاية أمهرة الواقعة شمال اثيوبيا تجاور ولاية تيغراي حيث تخوض قوات الحكومة قتالا ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي .

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قد أصدر الأسبوع الماضي أوامر بشن هجمات جوية ودفع بقوات إلى تيغراي بعد أن اتهم الجبهة الشعبية لتحرير الولاية بمهاجمة قاعدة عسكرية، فيم يتهم سكان الولاية حكومة آبي بقمعهم وممارسة التمييز ضدهم.

وتسبب القتال المندلع منذ أكثر من عشرة أيام شمال البلاد في مقتل المئات وفرار آلاف الاثيوبيين إلى السودان خوفا من القصف العنيف.

وحذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الجمعة من احتمال حصول جرائم حرب في منطقة تيغراي.

وطالبت باشليه بتحقيق شامل في تقارير عن عملية قتل جماعي في ماي كادرا، حيث قالت منظمة العفو الدولية إنها "تحققت رقميا من صور وفيديوهات مروعة لجثث متناثرة في البلدة أو يجري نقلها على حمالات".

وأعلنت في بيان "إذا تأكد أن أحد أطراف النزاع الحالي نفذ ذلك عمدا، فإن عمليات قتل المدنيين هذه ستكون بالطبع جرائم حرب".

ودانت المستشارة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة براميلا باتن، والمستشارة الخاصة المعنية بالمسؤولية عن الحماية كارين سميث في بيان، "تقارير عن هجمات محددة الأهداف ضد مدنيين بناء على اثنيتهم أو ديانتهم".

وكانت منظمة الأمم المتحدة قد حذرت هذا الأسبوع من أن النزاع في تيغراي قد يدفع ملايين السكان الاثيوبيين نحو اللجوء إلى السودان، متسببا في أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في أكثر البلدان اكتظاظا بالسكان في إفريقيا.

وعبر بداية الأسبوع الجاري الى داخل الأراضي السودانية أكثر من 11 ألف مدني هربا من المعارك الدائرة في ولاية تيغراي الإثيوبية المتاخم لولايتي القضارف وكسلا السودانيتين، بحسب ما قال السر خالد مدير مكتب معتمدية اللاجئين السودانية في مدينة كسلا الحدودية.