صدام حفتر في بوركينافاسو لتعزيز التعاون مع 'الساحل الجديد'

التعاون بين الجيش الوطني الليبي ومجموعة كنفدرالية دول الساحل المدعومين من روسيا سيثير مخاوف غربية.
زيارة صدام حفتر لبوركينافاسو تمثل أرضية لمزيد التعاون العسكري

واغادوغو - يسعى الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لتعزيز التعاون العسكري مع دول مجموعة كنفدرالية دول الساحل التي تشكلت حديثا وذلك من خلال زيارة قام بها رئيس أركان القوات البرية التابعة لـ"القيادة العامة" اللواء صدام حفتر الى بوركينا فاسو ولقاء رئيسها الانتقالي إبراهيم تراوري في مقر الرئاسة البوركينية بالعاصمة واغادوغو وفق ما نشرته الصفحة الرسمية لشعبة الاعلام الحربي على الفايسبوك.
ويرى مراقبون ان الزيارة لا يمكن فصلها عن جهود تبذلها روسيا منذ فترة لتعزيز التعاون بين حلفائها في افريقيا في مواجهة الضغوط الغربية وهو ما يثير مخاوف أوروبية وأميركية.

والشهر الجاري قررت الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر الانفصال عن تكتل دول غرب إفريقيا، خلال قمة في العاصمة النيجرية نيامي معلنة إنشاء تحالف بين الدول الثلاث في شكل "كونفدرالية" اطلقت عليها كنفدرالية دول الساحل وحظيت بدعم من روسيا.
وتأتي زيارة صدام حفتر الى بوركينا فاسو التي تعتبر الأولى له منذ تعيينه رئيسا لأركان القوات البرية في إطار خطوات تقف وراءها موسكو لتعزيز التعاون بين حلفائها خاصة في المجال العسكري ما يدعم في النهاية نفوذها في القارة السمراء وهو ما سيشكل كذلك ارضية لتحالف رسمي بين تلك الدول الافريقية خاصة وان ليبيا تشترك بحدود برية مع النيجر احدى دول الكنفدرالية الجديدة.

وسيدعم هذا التعاون الحدود الجنوبية لليبيا الخاضعة لسيطرة قوات حفتر في مواجهة المهربين والمجموعات المسلحة فيما سيثير كذلك حساسيات ومخاوف خاصة بعد الاتهامات السودانية للجيش الوطني الليبي بدعم قوات الدعم السريع انطلاقا من الحدود المشتركة خدمة للاجندات الروسية وهو ما ينفيه قادة الجيش.
ومثل وصول قطعتين حربيتين روسيتين "في زيارة عمل" إلى قاعدة طبرق البحرية شرق البلاد الشهر الماضي وفق ما أعلنت رئاسة أركان القوات البحرية التابعة لـ"القيادة العامة" مثالا حيا عن حجم الاهتمام الروسي بليبيا والذي سيفتح المجال للتغلغل في كامل القارة السمراء ويهدد دول شمال المتوسط.
وتحدثت معطيات عن تفريغ معدات عسكرية في الميناء وهو ما اثار مخاوف أميركية من التغلغل الروسي في الساحة الليبية ما يهدد الجهود الأممية لتوحيد المؤسسات وانهاء حالة الانقسام.
وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر تحدث مؤخرا عن الجهود التي تبذلها روسيا "لتعميق موطئ قدمها في ليبيا، واستخدامها كقاعدة لمزيد من زعزعة استقرار منطقة الساحل" مشيرا لوجود " ما يقرب من 1800 فرد بقوة مدعومة من موسكو موجودة حاليا في ليبيا".
وتتواجد عناصر من فاغنر في ليبيا وعدد من دول منطقة الساحل لتعزيز التواجد الروسي في افريقيا فيما قامت موسكو كذلك بدعم القدرات العسكرية لدول مجموعة كنفدرالية الساحل لمواجهة تهديدات الجهاديين وتهديد النفوذ الغربي الذي تراجع سواء بانسحاب القوات الفرنسية من مالي والأميركية من النيجر.
ويتمركز عناصر فاغنر الذين يترواح عددهم بين 2000 و2500 عنصر في عدة مواقع عسكرية في ليبيا من بينها قاعدة القرضابية الجوية ومينائها البحري وقاعدة الجفرة الجوية وتمددوا إلى الجنوب الغربي حيث تمركزوا في قاعدة براك الشاطئ الجوية (700 كلم جنوب طرابلس).
وتدخلت روسيا في الازمة الليبية منذ سنوات حيث دعمت قوات الجيش الوطني الليبي في القتال ضد قوات الوفاق الوطني وهو دعم اثار مخاوف واشنطن وكان من بين الأسباب التي افشلت جهود السيطرة على العاصمة طرابلس وتحرير المنطقة الغربية من نفوذ وسطوة الميليشيات.
من جانبها تسعى واشنطن لتعزيز التعاون العسكري مع ميليشيات في غرب البلاد من خلال تشكيل الفيلق الليبي - الأوروبي عبر شركة أمنية أميركية شبه رسمية ما يهدد بسقوط البلاد في دوامة لا تنتهي من الصراع الدولي.