صفاقس التونسية.. وجهة لسياحة الزيتون

عاصمة الزيتون تستقطب عدة جنسيات ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للزيتونة.

تونس - تحتفي ولاية صفاقس التونسية ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للزيتونة، بالشجرة المباركة وزيتها الرفيع الذي تسعى به المدينة لاكتساح الأسواق العالمية.

وعاشت عاصمة الزيتون صفاقس (جنوب)، على مدى أسبوع كامل، على فعاليات أنشطة متنوعة ثقافية وسياحية وتجارية تدور حول شجرة الزيتون والزيت التونسي في إطار المهرجان الدولي الذي بدأت دورته الأولى في 2015.

وتحت شعار "صفاقس وجهة لسياحة الزيتون" تتواصل فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان حتى الثلاثاء، والذي افتتح في 31 يناير/كانون الثاني الماضي وسط مدينة صفاقس.

ونُظم المهرجان بمبادرة من جمعية تونس الزيتونة (مستقلة)، وتسجل هذه الدورة حضور عربي مهم خاصة من الأردن إلى جانب ضيوف من 10 دول منها فلسطين والسعودية وكوريا واليابان.

قالت نزيهة القراطي كمون أستاذة تعليم عالي ونائبة رئيس الجمعية، إن "الدورة الخامسة لمهرجان الزيتونة ننظمها تحت شعار صفاقس وجهة لسياحة زيت الزيتون"، "لدينا في إطار المهرجان العديد من الفعاليات منها مسابقة لزيت الزيتون وهناك سوق الزيتونة يشارك فيه منتجو الزيوت والمواد المستخلصة منه".

ولفتت إلى أنه في إطار الفعاليات السياحية المرتبطة بزيت الزيتون "سنعمل على فسح المجال لزيارة الأجانب لمنتجي زيت الزيتون، ودعونا عدة جنسيات للمشاركة في المهرجان".

وتابعت "لنا مشاركة من اليابان في فريق التذوق وهو الدكتور توشي أتادا، مدير عام مؤسسة زيت زيتون اليابانية التي لها مسابقات دولية مختصة في الزيت ومن الأردن (لم تذكر المشاركين) ودعونا الأجانب للتذوق حتى تكون المسابقة حيادية".

وأكد فوزي الزياني، رئيس الجمعية وخبير السياسات الزراعية، ما ذهبت إليه كمون من البعد السياحي لمهرجان العام الحالي، قائلا "المهرجان متعدد الاختصاصات فيه العديد من الأنشطة السياحية والثقافية والعلمية وكذلك مسالك سياحية تقوم بالترويج لمدينة صفاقس ولتونس".

وأضاف "هناك فعالية هامة جدا نسميها سوق الزيتون في قلب صفاقس، سواء مع عارضين تونسيين أو أجانب للترويج لعديد المنتوجات التي لها علاقة بالزيت والمنتوجات التقليدية وهناك الملتقى العربي للزيتون وعرض أزياء موضوعه الزيتون".

وأوضح أن "الغاية من المهرجان هي دائما التعريف بالموروث الثقافي المادي واللامادي لصفاقس عاصمة الزيتون"، مشيرا إلى أن "12 جنسية تشارك في المهرجان، وأن 50 شخصا أجنبيا من الأردن ومصر والجزائر وفلسطين واليابان وفرنسا وصل إلى المهرجان".

ويوجد في تونس تنوع جيني كبير لأشجار الزيتون و"لنا زيت ذو جودة عالية"، وفق كمون، مضيفة "سنوزع العديد من الجوائز على المنتجين المشاركين في المهرجان... وسيتم اختيار أفضل زيتون"، فيما لم تحدد قيمة الجوائز.

وتابعت "تواصلنا مع بلدان عربية لتقييم زيت الزيتون، وفعلا جاءت أصناف من الأردن وفلسطين لأننا نريد إعطاء بعد دولي للمهرجان".

وعن نوع الزيتون المسيطر في صفاقس تقول كمون إن المدينة فيها نوعية الشملالي بنسبة 98 في المئة، وهو موجود أيضا في منطقة الساحل (ولايات شرق تونس سوسة والمنستير والمهدية).

وأضافت "نريد اعتماد زيوت من عديد المناطق لإظهار التنوع الذي يحدث حسب الصنف والموقع الجغرافي، فالظروف المناخية تغير الخاصيات الحسية والكيميائية للزيت"، متابعة "نحاول تثمين المنتوجات للوصول لعلامات جودة لإثبات المصدر وإثبات الأصل".

وأشارت إلى أن "هناك 50 نوعية في المسابقة ستدخل لتذوقها، وهناك فرز لكل صنف لوحده لإظهار خاصياته"، موضحة "نوع الشملالي جاءنا من 10 مواقع جغرافية منها تونس العاصمة وصفاقس والقيروان (وسط) والمنستير (شرق)، أما الشتوي من شمال البلاد، والوسلاتي من القيروان (وسط) والشمشالي من قفصة (جنوب غرب) وجربة (جنوب شرق) والزلماتي والجامري من أقصى الجنوب".

وأكدت أن "تونس من أهم البلدان المنتجة لزيت الزيتون ودائما نحن في المرتبة الثالثة أو الرابعة عالميا".

وعن عدد أشجار الزيتون في البلاد تقول "لدينا 107 ملايين شجرة زيتون على امتداد مليوني هكتار من أصل خمسة ملايين هكتار صالحة للزراعة"، مضيفة "خلال موسمي 2019 و2020 كنا أول مصدر للزيت في العالم".

وحول أبحاث جودة الزيت قالت "منذ 25 سنة بدأنا في معهد الزيتونة العمل على الموروث الجيني وبحثنا في موروثنا وصنفناه وحددنا خاصياته الحسية والكيمائية"، متابعة "السنة الماضية حصلنا على أكثر من 200 جائزة عالمية لزيت الزيتون وما زلنا نعمل عل تثمين الزيت".

وقال توشي أتادا مدير عام مؤسسة زيت الزيتون اليابانية على هامش مشاركته بالمعرض، "أنا من اليابان وأستاذ جامعي مختص في زيت الزيتون، أشارك في المعرض وفي المسابقات"، مضيفا "هناك العديد من النوعيات الجيدة لزيت الزيتون في تونس ووفق المقاييس العالمية الرفيعة، كما للزيتون التونسي مكان في السوق اليابانية".

ووفق إحصائيات نشرها المرصد الوطني للفلاحة (حكومي) في أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفرت مداخيل بيع زيت الزيتون خلال موسم 2022/2023 تقدر بـ3.1 مليار دينار (مليار دولار).

وقدر المرصد زيادة الصادرات من زيت الزيتون مقارنة بالموسم الذي سبقه بـ56.6 في المئة.

وصدّرت تونس 9 في المئة من زيت الزيتون بشكل معلب خلال سبتمبر/أيلول الماضي، في حين وصلت الكميات الأخرى والتي تغطي 91 في المئة من صادرات هذه المادة إلى الأسواق العالمية بشكل سائل (خام)، وفق ذات المصدر.
وكان إنتاج الزيت خلال الموسم 2022-2023، بلغ 180 ألف طن، مقابل 240 ألف طن خلال 2021-2022.

وراوحت الأسعار بين 14 و19 دينارا للتر (4.6 و6.3 دولارات)، مقابل 9 و12 دينارا للتر (3 و4 دولارات) خلال 2021-2022، وفق بيانات لوزارة الزراعة.

وبحسب الإدارة العامة للإنتاج الزراعي بوزارة الزراعة التونسية، فإن إنتاج الزيت في تونس هو حسب الجهات، ويكون عامة 23 في المئة في الشمال، و17 في المئة في الساحل (شرق)، و35 في المئة بالوسط الغربي، و25 في المئة بالجنوب.