صفقة طائرات يوروفايتر تتصدر المباحثات بين أردوغان وشولتس
أنقرة - قال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم السبت إن مشروعا محتملا لتوريد طائرات يوروفايتر إلى تركيا هو جهد تقوده بريطانيا ولا يزال في مراحله المبكرة، فيما يبدو أن برلين لا تزال تعارض إعطاء ضوء أخضر لتزويد أنقرة بهذه المقاتلات.
وفي معرض رده على سؤال بشأن التوريد المحتمل للطائرات المقاتلة، أضاف شولتس خلال مؤتمر صحفي في إسطنبول مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "هذا شيء سيستمر في التطور، ولكن بريطانيا هي من تدفعه للأمام".
وأعلنت تركيا العام الماضي أنها تجري محادثات مع بريطانيا وإسبانيا لشراء طائرات يوروفايتر تايفون، رغم اعتراض ألمانيا على هذه الفكرة. ومنذ ذلك الحين، تشتكي أنقرة من عدم إحراز تقدم في هذا الملف بسبب معارضة برلين.
وقال أردوغان للصحفيين "نود أن نترك وراءنا بعض الصعوبات التي شهدناها في فترات سابقة فيما يتعلق بتوريد منتجات الصناعة الدفاعية وتطوير تعاوننا".
وبشأن العلاقات الثنائية، أشار أردوغان "لدينا علاقات وثيقة في شتى المجالات مع ألمانيا حليفتنا بالناتو"، لافتا إلى أنه توصل مع شولتس إلى إرادة مشتركة لمكافحة التنظيمات الإرهابية.
ويصنع مقاتلات يوروفايتر تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، وتمثله شركات إيرباص وبي.إيه.إي سيستمز وليوناردو.
والزيارة هي الثانية للمستشار الألماني إلى تركيا منذ توليه منصبه، وهو يرفض مصطلح "الإبادة الجماعية" الذي يستخدمه الرئيس التركي لتوصيف العمليات الإسرائيلية في غزة، ويؤكد أن "إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها وعليها أن تحترم القانون الدولي". وشدّد على "وجوب استكشاف إمكانات وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس".
من جهته قال إردوغان "قُتل أكثر من 50 ألف شخص، دون تمييز بين أطفال ونساء ومسنّين"، مدافعا عن إجراءات قضائية أطلقت ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية تتّهمها بارتكاب "إبادة جماعية".
واستغلت أنقرة ملف انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" ورهنت موافقتها على الطلب بحلحلة المفاوضات المتعثرة بشأن عدد من الصفقات التي تهدف من خلالها إلى تحديث أسطولها من الطائرات المقاتلة.
وتأمل أنقرة إحراز تقدم على صعيد شراء 40 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون لتعويض تأخر تسلّمها مقاتلات إف - 16 الأميركية التي وافقت واشنطن على بيعها في وقت سابق من هذا العام.
وكانت واشنطن قد أبلغت أنقرة بموافقة الكونغرس على صفقة تتضمن بيع 40 طائرة مقاتلة من طراز إف - 16 لتركيا بالإضافة إلى نحو 80 من معدات التحديث وذلك بعد أن وافقت على عضوية السويد في حلف شمال الأطلسي.
ووفق أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية، أعطت برلين مؤخرا موافقتها على إمداد أنقرة بشحنات أسلحة كبيرة، بما فيها صواريخ مضادة للطائرات بمئات ملايين اليورو.
ويعكس هذا الموقف تغييرا واضحا في التوجّه بعدما خفّضت ألمانيا صادراتها من الأسلحة بشكل كبير بعد الهجوم التركي في سوريا في العام 2016،
وتستضيف ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم، قوامها نحو ثلاثة ملايين شخص وتقدّر قيمة التبادلات التجارية بين البلدين بنحو 50 مليار دولار، وفق أردوغان الذي أعرب عن أمله بزيادتها إلى 60 مليار دولار.