ضربات أميركية بريطانية تستهدف أنظمة الدفاع الحوثية في أنحاء اليمن

الأهداف شملت مستودعات أسلحة للحوثيين تحت الأرض ومنشآت تخزين الصواريخ ومسيرات وأنظمة دفاع جوي ومنشآت رادار.
استهداف صنعاء للمرة الأولى منذ ثلاث أسابيع
الحوثيون يعلنون المصالح الأميركية والبريطانية أهدافا مشروعة
أكثر من 45 هجوما للحوثيين على سفن تجارية تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي
إيران تؤكد أن الضربات الأميركية البريطانية في اليمن تصعد التوتر والأزمة

واشنطن - نفذت القوات الأميركية والبريطانية سلسلة ضربات جديدة ضد أهداف للحوثيين في ثلاث محافظات يمنية، وهذه هي المرة الأولى التي يعاود طيران البلدين استهداف صنعاء منذ نحو ثلاثة أسابيع. بينما أعلن الحوثيون أن المصالح الأميركية والبريطانية صارت أهدافا مشروعة.

وقال بيان مشترك بعد أسابيع من الهجمات التي يشنها المتمردون المدعومون من إيران على سفن في البحر الأحمر، أن "الضربات الضرورية والمتناسبة استهدفت على وجه التحديد 18 هدفا للحوثيين في ثمانية مواقع في اليمن مرتبطة بمنشآت تخزين أسلحة تحت الأرض، ومنشآت تخزين صواريخ، وأنظمة جوية مسيّرة هجومية أحادية الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، ومروحيات".

وحمل البيان توقيع أستراليا والبحرين والدنمرك وكندا وهولندا ونيوزيلندا التي قدمت "دعما" غير محدد للسلسلة الجديدة من الضربات، وهي الثانية هذا الشهر والرابعة منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم على سفن في البحر الأحمر.

وأضاف البيان أن "أكثر من 45 هجوما للحوثيين على سفن تجارية وعسكرية منذ منتصف تشرين الثاني/نوفمبر تشكل تهديدا للاقتصاد العالمي وكذلك الأمن والاستقرار الإقليميين وتتطلب ردا دوليا".

بدوره، قال البنتاغون في بيان إن “هذه الغارات الدقيقة تهدف إلى تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية والسفن البحرية وحياة البحارة الأبرياء”.

وتابع البنتاغون أن الأهداف شملت مستودعات أسلحة للحوثيين تحت الأرض ومنشآت تخزين الصواريخ ومسيرات وأنظمة دفاع جوي ومنشآت رادار.

وصرح وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن "الولايات المتحدة لن تتردد في اتخاذ إجراءات، حسب الحاجة، للدفاع عن الأرواح وعن التدفق الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم".

وأضاف أوستن "سنستمر في التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية التي تضر باقتصادات الشرق الأوسط، وتسبب أضرارا بيئية، وتعطل إيصال المساعدات الإنسانية إلى اليمن ودول أخرى".

وفي لندن، أوضحت وزارة الدفاع أن أربع طائرات قاذفة مقاتلة من طراز تايفون من سلاح الجو الملكي، إضافة إلى طائرتي تزويد بالوقود، شاركت في الغارات.

وتأتي عملية السبت بعد أن تعرضت عدة سفن تجارية هذا الأسبوع للهجوم، ومن بينها السفينة روبيمار المحملة بالأسمدة والتي اضطر طاقمها إلى إخلائها بعد أن أصيبت الأحد وبدأ الماء يتسرب إلى بدنها.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية إن الحوثيين استهدفوا ناقلة النفط إم في تورم ذور التي ترفع علم أمريكا وتملكها وتديرها الولايات المتحدة في خليج عدن.

وأضاف في كلمة بثها التلفزيون أن الجماعة استهدفت الناقلة “بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة”.

بدوره، أعرب محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى للجماعة، عبر حسابه على منصة إكس. أن الحوثيين سيسمحون بسحب السفينة البريطانية “روبيمار” الغارقة في خليج عدن، مقابل إدخال مساعدات إغاثية لقطاع غزة. وأضاف “هذا عرض قابل للدراسة”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.

وفي 18 فبراير/ شباط الجاري، أعلنت جماعة الحوثي استهداف سفينة الشحن البريطانية “روبيمار” في خليج عدن بعدد من الصواريخ البحرية ما أدى إلى تعرضها لإصابة بالغة وتعريضها للغرق، وهي تحمل كميات كبيرة من مادة الأمونيا والزيوت، وفق وكالة سبأ الرسمية.

من جهتها قالت القيادة المركزية الأميركية إن السفينة ميسون (دي.دي.جي 87) تمكنت من إسقاط صاروخ باليستي مضاد للسفن تم إطلاقه نحو خليج عدن من المناطق التي تقع تحت سيطرة الحوثيين وكان يستهدف الناقلة على الأرجح.

وأضافت القيادة المركزية الأميركية في بيان أنه لم تلحق بالسفينة ميسون أو ناقلة النفط أي أضرار، كما لم تقع أي إصابات.

وإضافة إلى العمليات المشتركة مع بريطانيا، نفذت الولايات المتحدة ضربات أحادية ضد مواقع للحوثيين في اليمن، بدعوى الدفاع عن النفس ودمرت مسيّرات جوية وبحرية في البحر الأحمر.

ودانت إيران الأحد الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن ليلا، قائلة إنهما تسعيان إلى "تصعيد التوتر والأزمة" في المنطقة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني "بارتكاب مثل هذه الاعتداءات، ترغب الولايات المتحدة وبريطانيا في تصعيد التوتر والأزمة في المنطقة، وتوسيع نطاق الحرب وعدم الاستقرار"، وفق ما نقلت عنه وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (ارنا) بالعربية.
وأضاف "من المؤكد أن هذا النوع من العمليات العسكرية التعسفية والعدوانية لن يحقق شيئا لهذه الدول المعتدية". كما ندد المتحدث بواشنطن ولندن لفشلهما في "اتخاذ إجراءات فعالة وفورية" لوقف الحملة العسكرية الإسرائيلية الدامية في غزة.

ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل دعما للفلسطينيين في غزة التي دمرتها الحرب بين إسرائيل وحماس. ويقولون إنهم يريدون إنهاء الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

وإثر الضربات الأميركية والبريطانية الأولى، أعلن الحوثيون أن مصالح البلدين صارت هي أيضا أهدافا مشروعة.

ويتنامى الغضب في جميع أنحاء الشرق الأوسط على خلفية الحملة الإسرائيلية المدمرة في غزة، ما أدى إلى هجمات طاولت خصوصا المصالح الإسرائيلية والأميركية نفذتها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في لبنان والعراق وسوريا واليمن.