ضغط عسكري مكثف لإنهاء تردد الحوثيين في تسليم الحديدة

مع اقتحام القوات اليمنية مطار الحديدة، مبعوث الأمم المتحدة يجري مشاورات أخيرة مع المتمردين في صنعاء ويأمل باستئناف مباحثات السلام في يوليو.

الامم المتحدة (الولايات المتحدة) - أعرب مبعوث الامم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث خلال اجتماع لمجلس الامن الدولي الإثنين عن أمله في أن تستأنف في تموز/يوليو المقبل مفاوضات السلام بين اطراف النزاع في هذا البلد، كما افاد دبلوماسيون.
وفي حين لم يعلن غريفيث عن نتائج جهوده بشأن تفادي الهجوم على مدينة الحديدة الاستراتيجية، سيطرت القوات اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية على مطار الحديدة صباح الثلاثاء.
وأبلغت مصادر عسكرية يمنية في التحالف الذي تقوده السعودية لقتال الحوثيين وساكن بأن التحالف دخل المجمع الرئيسي لمطار الحديدة الثلاثاء.
وقال مصدر عسكري يمني "اقتحموا المطار". وذكر ساكن أن القوات اقتحمت المطار بعد معارك ضارية في وقت مبكر من صباح الثلاثاء بين قوات التحالف والمقاتلين الحوثيين.
وأوضح دبلوماسيون إن غريفيث أبلغ أعضاء المجلس الـ15 خلال جلسة مغلقة أن "كل الأطراف ملتزمون" استئناف الحوار السياسي.
وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إنه "نتيجة لذلك، هناك نية باستئناف المفاوضات سريعا جدا، وسيكون أمرا مثاليا ان تعقد جولة اولى في تموز/يوليو".
ومفاوضات السلام بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين متوقفة منذ حوالي سنتين.

المفاوضات سترمي الى إرساء عملية انتقال سياسي ترتكز الى سيادة اليمن

وعاد غريفيث إلى صنعاء يوم السبت. وقالت السلطات الحوثية ومكتب الأمم المتحدة في صنعاء إنه سيبقى حتى الثلاثاء بعد أن قال سابقا إنه سيغادر الاثنين في إشارة لتقدم محتمل في النقاشات التي يجريها.
وقال العقيد الركن تركي المالكي المتحدث باسم التحالف العربي إن غريفيث يسعى لإيجاد حلول سياسية لكن الحوثيين لا يزالون مصرين على عدم تسليم الميناء والمدينة.
بدوره قال مساعد السفير الروسي لدى الامم المتحدة ديمتري بوليانسكي للصحافيين إن "الحل السياسي يبقى الطريق الوحيد" لانهاء النزاع الدائر في اليمن.
ورفض بوليانسكي الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الامن خلال حزيران/يونيو الجاري الادلاء بأي تفاصيل بشأن إطار مفاوضات السلام المرتقبة.
من جهته قال دبلوماسي ثان لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم نشر اسمه ان المفاوضات ستعقد "في اطار احترام سيادة واستقلال" اليمن، مع "التزام الاطراف الحفاظ على علاقات ودية" ورفضهم أن "يتم استخدام الأراضي اليمنية لشن هجمات".
وأضاف إنه سيتم إشراك "المجتمع المدني" في هذه المفاوضات وستكون هناك حصة "لا تقل عن 30% للنساء"، سواء في المفاوضات او في الحكومة المفترض ان تنبثق عنها لاحقا.
وأوضح الدبلوماسي أن المفاوضات سترمي الى "إرساء عملية انتقال سياسي ترتكز الى سيادة" اليمن، كما سيتم الاتفاق على "ترتيبات امنية" و"مراجعة دستورية" وتحديد مسار انتخابي واجراء "مصالحة وطنية".

غريفيث يمدد برنامجه يوما اخر على امل ايجاد تسوية
غريفيث يمدد برنامجه يوما اخر على امل ايجاد تسوية

ولفت الى انه "سيتم أيضا تشكيل مجلس عسكري وطني" ستكون اولى مهامه الاشراف على "اعادة انتشار المجموعات المسلحة".
وبحسب المصدر نفسه فإن غريفيث يعتبر ان هناك حاليا "فرصا" لانتزاع تنازلات من أطراف النزاع، مع اعترافه في الوقت نفسه بأن المعارك الدائرة في مدينة الحديدة تصعّب هذه المهمة.
وعقد مجلس الامن جلسته المغلقة بعدما أكّدت الامارات، الشريك الرئيسي في التحالف العسكري في اليمن، ان الهجوم باتجاه ميناء الحديدة لن يتوقف الا اذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط.
وتتسابق التطورات العسكرية مع جهود غريفيث للتوصل الى تسوية، في مسعى وصفته أبوظبي بـ"الفرصة الاخيرة".
وكانت القوات الموالية للحكومة بدأت الاربعاء بمساندة قوات اماراتية هجوما واسعا تحت مسمى "النصر الذهبي" بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.
وتضم مدينة الحديدة ميناء رئيسيا تدخل منه غالبية المساعدات والمواد التجارية والغذائية الموجهة الى ملايين السكان لكنه يمثل ايضا منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.