ضغوط أممية للافراج عن ناشط مختطف في مصراتة
طرابلس - دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا اليوم الأربعاء السلطات الليبية للعمل على الإفراج عن الناشط السياسي المعتصم العريبي ووضع حد لعمليات الاعتقال التعسفي حيث تعاني ليبيا من عمليات الاختطاف لغايات سياسية ومالية فيما توجه الاتهامات لعدد من الميلشيات بالوقوف وراء مثل تلك العمليات.
وقالت البعثة في بيان إن مسلحين مجهولين بملابس مدنية خطفوا العريبي (29 عاما) يوم الاثنين في مدينة مصراتة هو وصديقه محمد أشتيوي.
وذكرت في البيان أنه "رغم إطلاق سراح السيد أشتيوي بعد تعرضه للضرب، فإن مكان وجود السيد العريبي لا يزال مجهولا". وحثت أجهزة الأمن وإنفاذ القانون في مصراتة على التحقيق بشكل عاجل في اختطاف العريبي والكشف عن مكانه وضمان إطلاق سراحه سالما على الفور.
ومصراتة مدينة ساحلية تقع على بعد نحو 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس. والحكومة في طرابلس هي التي تعتبر مسؤولة عن مصراتة لكنها لم تعلق على القضية.
وقالت بعثة الأمم المتحدة "لا تزال حالات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وسوء المعاملة والتعذيب والوفيات في أثناء الاحتجاز تعصف بليبيا وسط تفشي ظاهرة الإفلات من العقاب".
وتتعرض شخصيات سياسية تطالب بنزع سلاح الميليشيات وحلها بهدف توحيد مؤسسات الدولة لعمليات انتقامية فيما تعرف مصراتة بانها معقل المجموعات المسلحة الإسلامية.
في المقابل شهدت مدن شرق ليبيا كذلك عمليات اختطاف على غرار النائب إبراهيم الدرسي وما اشايع حينها عن مقتله بعد تعرض منزله للسرقة في بنغازي.
وفي يوليو/تموز 2019 خُطفت سهام سرقيوة عضو مجلس النواب وزوجها من منزلهما في بنغازي وما زالا مفقودين. ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى إطلاق سراحهما.
ويمثل ملف اختطاف السياسيين ورجال الأعمال ملفا حارقا في ليبيا وهو ما حذرت منه البعثة الأممية التي طالبت بمواجهة السلام المنفلت وتفكيك الجماعات المسلحة.
وأثارت حادثة خطف طفل يبلغ ثلاث سنوات، في مدينة زليتن غرب ليبيا قبل أسابيع جدلا واسعا بعدما نشر الخاطفون فيديو للطفل الضحية وهو يخضع لتعذيب جسدي وترهيب بواسطة السلاح، لإجبار ذويه على دفع فدية.
وأدى الانفلات الأمني الذي تشهده ليبيا، في السنوات الأخيرة إلى ظهور شبكات مختصة في السرقة والاختطاف من أجل مطالبة عائلاتهم بدفع أموال باهظة لإطلاق سراحهم.
ولم تشهد ليبيا فترات سلام واستقرار تُذكر منذ انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي في 2011 أطاحت بعمر القذافي.
وفي 2014، انقسمت البلاد إذ تسيطر جماعات وفصائل مسلحة مقرها بنغازي ثاني أكبر مدن البلاد على الشرق بينما تسيطر جماعات وفصائل على الغرب ومقرها العاصمة طرابلس، وفي كل مدينة هناك إدارة تحكم ذلك الشطر.
وذكر بيان بعثة الأمم المتحدة "وثَقت البعثة حالات احتجاز لما لا يقل عن 60 فردا بسبب انتمائهم السياسي الفعلي أو المتصور".