طالبان تستغل الارتباك الأمني للسيطرة على مدينة الافيون بأفغانستان

مقاتلات أميركية وافغانية تقصف مواقع لحركة طالبان في مدينة فرح بعدما شن المتمردون هجوما للسيطرة عليها.
الجيش الافغاني ينفذ عملية هجومية بدعم من القوة الجوية الأميركية
مقتل عشرة متمردين وعنصرين من الأمن الافغاني

هرات (أفغانستان) - قصفت مقاتلات أميركية وافغانية الثلاثاء مواقع لحركة طالبان في مدينة فرح في غرب افغانستان بعدما شن المتمردون هجوما للسيطرة على عاصمة الولاية التي تحمل الاسم ذاته وسط حالة ذعر بين السكان الذين هرعوا لايجاد ملاذ آمن في ظل الانفجارات وإطلاق النار.

والعملية هي الاولى التي تستهدف خلالها طالبان مدينة على نطاق واسع منذ أطلقت الحركة نهاية نيسان/ابريل هجوم الربيع.

واستولى المتمردون خلال الهجوم الذي بدأ نحو منتصف الليل على منطقة وجزء من منطقة اخرى، وفق ما أفادت عضو المجلس الاقليمي جميلة آمني لفرانس برس من فرح.

وقالت آمني في وقت سابق الثلاثاء ان "معارك عنيفة تتواصل داخل المدينة وبدأت طائرات لتوها قصف مواقع طالبان".

وأعلنت قوة "الدعم الحازم" لحلف شمال الاطلسي في افغانستان من كابول عبر "تويتر" أن الجيش الافغاني ينفذ "عملية هجومية" بدعم من القوة الجوية الأميركية بما في ذلك مقاتلات من طراز "ايه-10 ثاندربولت" مؤكدة أن المدينة "لا تزال خاضعة لسيطرة الحكومة".

وذكر المتحدث باسم وزارة داخلية كابول نجيب دانش أن القوات الجوية الافغانية تشارك كذلك في القتال مؤكدا أن المتمردين "سيفشلون".

وأفاد مسؤولون افغان أنه تم إرسال قوات شرطة خاصة من قندهار وعناصر "كوماندوس" من هرات إلى الولاية المحاذية لايران.

وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع محمد رادمنيش أن عشرة متمردين وعنصرين من الأمن الافغاني قتلوا حتى الآن.

وقال المسؤول القبلي ستار الحسيني ان "الوضع بالغ السوء"، واضاف ان "المعارك العنيفة تتواصل وطالبان باتت داخل المدينة لكنها لم تسيطر بعد على مقري الشرطة والاستخبارات الافغانية". لكنه لفت الى ان "قوات الاستخبارات الافغانية تخوض من مقرها مواجهات عنيفة مع طالبان".

وأكد أحد اعضاء المجلس المحلي للولاية يدعى داد الله قاني تصريحات الحسيني فيما سُمع أصوات إطلاق النار والانفجارات.

واورد حاكم ولاية فرح عبد البصير سلنجي ان بعض المتمردين تحصنوا في منازل ما يمنع القوات الافغانية من استخدام السلاح الثقيل، متداركا "لكننا نستعيد رغم ذلك المواقع واحدا تلو آخر".

ودعا متمردو طالبان في بيان السكان الى ملازمة منازلهم و"الحفاظ على هدوئهم". ونشروا صورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أشاروا إلى أنها تظهر عناصرهم داخل المدينة.

تعزيزات من القوات الخاصة
تعزيزات من القوات الخاصة

في هذه الاثناء، أوقفت عدة قنوات تلفزية واذاعات محلية البث خشية على حياة العاملين فيها، وفق ما نقلت جمعية "ناي" للدفاع عن وسائل الاعلام.

تهديد متزايد

ويأتي الهجوم الجديد بعد بدء طالبان هجوم الربيع مكثفة عملياتها ضد قوات الامن الافغانية ما يعكس رفضا ضمنيا لعرض قدمته الحكومة اخيرا لاجراء مفاوضات سلام.

وفراه ولاية نائية في افغانستان تنتشر فيها زراعة الافيون. وكانت طالبان تعهدت بالتعاون للسماح بإتمام مشروع أنبوب غاز مشترك بين تركمنستان وافغانستان وباكستان والهند بكلفة مليارات الدولارات يمر عبرها.

لكنها شهدت معارك عنيفة في السنوات الأخيرة حيث حاول المتمردون ثلاث مرات السيطرة على عاصمة الولاية منذ العام 2017 بحسب "شبكة المحللين الافغان".

واعتبر المحلل العسكري والجنرال السابق عتيق الله امرخيل ان الهجوم على فرح "كان يجب الا يفاجىء القوات الحكومية".

وقال "حتى السكان كانوا يدركون ان طالبان تتقدم تدريجا وتصبح قوة كبيرة في الولاية"، مضيفا ان الحكومة والجيش "تجاهلا" هذه الوقائع حتى تمكن المتمردون من دخول المدينة.

وفرح ولاية نائية في افغانستان تنتشر فيها زراعة الافيون وسبق ان شهدت معارك عنيفة في الاعوام الاخيرة.

مناطق نفوذ طالبان

وحاول المتمردون ثلاث مرات السيطرة على العاصمة الاقليمية العام 2017 بحسب "شبكة المحللين الافغان". ومن المقرر ان يعبرها جزء من انبوب لايصال الغاز يربط بين تركمانستان وافغانستان وباكستان والهند. وسبق ان ابدى متمردو طالبان استعدادهم للتعاون في المشروع.

وواجهت قوات الأمن الافغانية صعوبات للسيطرة على تمرد طالبان منذ انسحاب معظم قوات حلف شمال الأطلسي القتالية في نهاية العام 2014.

وحاول المتمردون عدة مرات السيطرة على عواصم ولايات خلال السنوات الأخيرة بما في ذلك قندز ولشكر غاه حيث نشر الجيش الافغاني أعدادا كبيرة من القوات للسيطرة على هده المدن وإخراج المسلحين منها.

وتعد قندز خامس كبرى المدن الافغانية وعاصمة الولاية الشمالية التي تحمل الاسم ذاته. وسقطت في قبضة طالبان لفترة وجيزة عام 2015.

وكثفت كل من طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية هجماتهما على العاصمة كابول التي تشير الأمم المتحدة إلى أنها أصبحت بين أخطر مناطق البلاد بالنسبة للمدنيين.