طالبان تعزز قبضتها بالاستيلاء على المزيد من المدن الإستراتيجية

الحركة المتشددة تخوض معارك على أكثر من جبهة محققة نصرا على الأرض مكنها انتزاع السيطرة على المباني الحكومية في مدينتي قندوز وساري بول الأفغانيتين مع تواصل الانسحاب العسكري الأميركي والأجنبي.
المدن تسقط تباعا بيد طالبان وحكومة قابلة عاجزة عن مواجهتها
غياب الإسناد الجوي الأميركي أربك القوات الأفغانية الضعيفة

كابول - تواصل حركة طالبان اجتياح المزيد من عواصم الأقاليم والسيطرة على المزيد من المدن في أوسع حملة عسكرية تأتي على وقع الانسحاب الأميركي وقوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان.

وفي أحدث نصر عسكري، أكد مسؤولون محليون أن مقاتلي الحركة اقتحموا اليوم الأحد عاصمتي إقليمين أفغانيين إحداهما مدينة قندوز الإستراتيجية الواقعة في شمال شرق البلاد والأخرى ساري بول في الشمال وذلك في الوقت الذي كثفوا فيه ضغوطهم على شمال البلاد وهددوا مدنا أخرى.

وقال عمرو الدين والي عضو المجلس التشريعي في إقليم قندوز اليوم الأحد إن مقاتلي طالبان استولوا على المباني الحكومية الرئيسية في مدينة قندوز التي تقع في شمال شرق أفغانستان وإن القوات الحكومية لم تعد لها السيطرة سوى على مطار المدينة وقاعدتها هناك.

وقال محمد نور رحماني عضو المجلس التشريعي في إقليم ساري بول اليوم الأحد إن طالبان استولت أيضا على المباني الحكومية في عاصمة الإقليم الواقع في شمال أفغانستان وطردت المسؤولين من المدينة إلى قاعدة عسكرية قريبة.

واكتسب هجوم لطالبان قوة دفع في الأيام الأخيرة بعد أن دفعت الحركة بقواتها في أنحاء أفغانستان في أعقاب إعلان الولايات المتحدة أنها ستنهي وجودها العسكري في البلاد بحلول نهاية أغسطس/آب.

واستولت الحركة المتشددة يوم الجمعة على أول عاصمة لإقليم أفغاني منذ سنوات وهي زرنج التي تقع على الحدود مع إيران في إقليم نمروز الجنوبي.

وفي الأيام الأخيرة، كثفت طالبان هجماتها على الأقاليم الشمالية التي تقع خارج معاقلها التقليدية في الجنوب، لكن الحركة تكسب أرضا بسرعة في الشمال خاصة على حدود أفغانستان مع جاراتها وشريكاتها التجارية في آسيا الوسطى: تركمانستان وطاجيكستان وأوزبكستان.

وقال مصدر في الشرطة المحلية ومصدر رسمي اليوم الأحد إن طالقان عاصمة إقليم تخار في الشمال تتعرض هي الأخرى لضغط من طالبان وإن المدنيين يحاولون الفرار من المدينة بعد أن استولى مقاتلو الحركة على بعض المباني الحكومية.

وأمس السبت، اندلع قتال عنيف في شبرغان عاصمة إقليم جوزجان في الشمال. وقالت طالبان إنها استولت على الإقليم كاملا.

وقال عضو مجلس إقليم جوزجان شير محمد إن معظم شبرغان، بما في ذلك مباني حكومة الإقليم، سقط في أيدي طالبان. وكان متحدث باسم قوات الأمن الأفغانية قد نفى أمس السبت استيلاء الحركة على المدينة قائلا إن القوات تعمل على الدفاع عن شبرغان دون التسبب في سقوط ضحايا بين المدنيين.

وفي قندوز، قال المتحدث باسم قوات الأمن الأفغانية إن "قتالا ضاريا يدور" في المدينة التي تعتبر جائزة كبرى لأنها تقع عند بوابة الأقاليم الشمالية الغنية بالمعادن وآسيا الوسطى.

لكن عمرو الدين والي عضو المجلس الإقليمي في قندوز قال إن مقاتلي طالبان سيطروا على المباني الحكومية الرئيسية بالمدينة التي يقطنها 270 ألف نسمة، وهو ما يثير مخاوف من أن تكون قندوز أحدث مدينة تسقط في أيدي مقاتلي الحركة.

وقال والي "اندلعت اشتباكات عنيفة بعد ظهر أمس، جميع المقار الحكومية تحت سيطرة طالبان، قاعدة الجيش والمطار فقط تحت سيطرة قوات الأمن الأفغانية وتقاوم طالبان منهما".

وقال ذبيح االله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة استولت على الإقليم تقريبا وتقترب من المطار، بينما ذكر مسؤولون في قطاع الصحة في قندوز أن 14 جثة، بعضها لنساء وأطفال نُقلت إلى المستشفى كما نُقل أكثر من 30 مصابا.

وفي ساري بول قال رحماني "استولت طالبان على المقار الحكومية ودار الحاكم وقيادة الشرطة ومجمع الإدارة الوطنية للأمن".