طهران تتحدى تحذيرات واشنطن بالكشف عن صاروخ باليستي

وزير الدفاع الإيراني يهدد باستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة حال تعرض بلاده لهجوم في تصعيد جديد رغم المفاوضات النووية.
ايران تستعرض عضلاتها ردا على تحذيرات وزير الدفاع الأميركي

طهران - كشفت إيران، الأحد، عن صاروخ باليستي جديد يصل مداه إلى 1200 كيلومتر وذلك في غمرة التوتر مع واشنطن على خلفية الملف النووي وفي تحد لمطالبات من مسؤولين أميركيين بضرورة التخلي عن تطوير صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تحمل رؤوسا نووية.
ويأتي إعلان طهران عن صاروخها الباليستي الجديد في توقيت لا يخلو من دلالة، حيث يُنظر إليه على أنه رسالة مباشرة إلى واشنطن، مفادها أن إيران ماضية في تطوير قدراتها العسكرية رغم المساعي الدبلوماسية والتحذيرات الأميركية المتكررة. ففي ظل المحادثات غير المباشرة الجارية بوساطة عمانية، اختارت السلطات الايرانية الكشف عن هذا السلاح المتطور كخطوة استعراضية تؤكد تمسكها بنهج الردع وتعزيز نفوذها الإقليمي.
ويفسر هذا الإعلان أيضًا على أنه تحدٍ صريح للإدارة الأميركية، التي طالما طالبت إيران بوقف برامجها الصاروخية، محذرة من ارتباطها بمساعي امتلاك السلاح النووي. وبدلاً من التراجع، تبدو طهران وكأنها ترد على تلك التحذيرات بلغة القوة، محاولة فرض معادلة جديدة على طاولة التفاوض تُظهر فيها أنها لن تقدم تنازلات تحت الضغط، بل تسعى لترسيخ موقعها من خلال استعراض عضلاتها العسكرية. وتتهم ايران بتزويد وكلائها في المنطقة وخاصة الحوثيين بترسانة من الصواريخ المتطورة استخدم بعضها ضد اسرائيل.
وفي تصريحات للتلفزيون الرسمي في البلاد، أعلن وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصر زاده، أن الصاروخ الباليستي الجديد الذي يحمل اسم "قاسم بصير"، يمتلك مدى لا يقل عن 1200 كيلومتر.
وأوضح أن الصاروخ يعمل بالوقود الصلب وهو قادر على تنفيذ مناورات أثناء توجهه نحو الهدف لتجاوز أنظمة الدفاع الجوي. وبالتزامن مع ذلك عرض التلفزيون الرسمي الإيراني، مشاهد تُظهر لحظة إطلاق الصاروخ وإصابته للهدف المحدد.
وفي خضم محادثات غير مباشرة تُجرى منذ 12 أبريل/نيسان بين إيران والولايات المتحدة برعاية سلطنة عمان أعلنت طهران عن صاروخ جديد، ما يسلّط الضوء على استمرارها في تطوير ترسانتها العسكرية رغم الجهود الدبلوماسية الجارية.
وكان وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، طالب في تصريحات سابقة بوقف تطوير الصواريخ بعيدة المدى، معتبرًا أنها تُستخدم كغطاء لتطوير قدرات نووية، وذلك في تصريح أدلى به خلال مقابلة مع قناة "فوكس نيوز".
ولا تبالي طهران بالتحذيرات الأميركية حيث هدد وزير الدفاع الإيراني باستهداف القواعد والمصالح الأميركية في المنطقة إذا تعرضت بلاده لأي عدوان وذلك ردا على تهديدات وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، بشن هجمات عسكرية على إيران بسبب دعمها للحوثيين في اليمن.
وأشار نصير زاده إلى أن الحوثيين في اليمن مستقلون ويتخذون قراراتهم بأنفسهم، وأن إيران لا علاقة لها بهذا الموضوع على الإطلاق.

إيران ليست مسؤولة عن سقوط الطائرة الأميركية في البحر الأحمر

وأضاف "ننصح الولايات المتحدة بعدم السعي إلى خلق أزمة في المنطقة، لأن إيران ليست مسؤولة عن سقوط الطائرة الأميركية من على متن السفينة في البحر الأحمر" مؤكدا أن إيران لم تبدأ الحرب ولن تبدأها لكنها إذا تعرضت لأي عدوان أو تم إعلان الحرب عليها، فإنها سترد بقوة.
وتابع "إذا كانت هذه الحرب من الولايات المتحدة أو من الكيان الصهيوني (إسرائيل)، فإن إيران ستستهدف مصالحهم وقواعدهم وقواتهم".
وأشار إلى أن بلاده تعتبر جيرانها في المنطقة أصدقاء، وليس لديها أي عداء مع الدول المجاورة، وتسود بينها علاقات أخوية مضيفا "لكن في حال تعرض إيران لأي هجوم، فإن القواعد الأميركية الموجودة في دول المنطقة ستكون أهدافا لنا".
وكان وزير الدفاع الأميركي كان قد نشر في الأول من مايو/أيار الجاري عبر حسابه على منصة "إكس" منشورا قال فيه لإيران "نرى دعمكم القاتل للحوثيين. ونعرف تماما ما تفعلونه. أنتم تعرفون جيداً ما يستطيع الجيش الأميركي فعله، وقد تم تحذيركم. ستدفعون الثمن في الوقت والمكان اللذين نختارهما".
وبعد تهديدات هيغسيث، تم الإعلان في 3 مايو/أيار عن تأجيل محادثات كانت مقررة بين طهران وواشنطن في العاصمة الإيطالية روما بشأن مفاوضات الملف النووي. وقالت إيران إن التأجيل جاء لأسباب "لوجستية".