عباس يناشد واشنطن التدخل لمنع هجوم اسرائيلي على رفح

مخاوف من تهجير سكان الضفة الغربية إلى الأردن بعد انتهاء العمليات الاسرائيلية في غزة.

الرياض  – اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد في مؤتمر بالعاصمة السعودية الرياض إن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تمنع إسرائيل من الهجوم على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة الذي  سيكون “أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني” في حال حدوثه.

وأضاف عباس خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي أنه يتوقع أن تشن إسرائيل هجوما على رفح في غضون أيام وهو ما سيدفع معظم الفلسطينيين إلى النزوح من القطاع.

وانطلقت الأحد، في العاصمة السعودية الرياض، أعمال الاجتماع المفتوح ضمن أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، تحت عنوان “ما هو نوع النمو الذي نحتاجه” وتستمر الاثنين.

وقال عباس “نناشد الولايات المتحدة الأميركية، بالإيعاز أو الطلب من إسرائيل أن تتوقف عن عملية رفح… لأن أميركا هي الدولة الوحيدة القادرة على أن تمنع إسرائيل من ارتكاب هذه الجريمة”.

وكثفت إسرائيل ضرباتها الجوية على رفح على مدى أيام الأسبوع المنصرم، وهددت قبل أسابيع بشن هجوم شامل على المدينة قائلة إن هدفها هو تدمير ما تبقى من كتائب حركة حماس هناك.

وناشدت دول غربية، منها الولايات المتحدة، إسرائيل للتراجع عن مهاجمة المدينة الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية والتي تؤوي ما يربو على مليون فلسطيني نازح بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ سبعة أشهر على معظم المناطق المتبقية من قطاع غزة.

وحذر الرئيس الفلسطيني من تهجير 2.2 مليون فلسطيني للخارج، ومن اجتياح مدينة رفح قائلا إن جميع الفلسطينيين من أهل غزة تجمعوا في مدينة رفح “وبقي ضربة صغيرة لتحصل أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني”.

وتتصاعد تحذيرات فلسطينية ودولية من ارتفاع كبير محتمل في عدد الضحايا، في حال نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح عسكري لمدينة رفح.

وقال عباس “ما سيجري خلال الأيام القادمة، وما ستقوم به إسرائيل من اجتياح مدينة رفح، لأن جميع الفلسطينيين من أهل غزة تجمعوا في رفح وبقي ضربة فقط لكي يخرجوا جميعا”.

وأضاف “وهنا تحصل أكبر كارثة في تاريخ الشعب الفلسطيني. نأمل أن تتوقف إسرائيل عن هذا العمل، عن هذا الهجوم”.

وأكد عباس مجددا أنه يرفض تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وقال إنه يشعر بالقلق من أنه بمجرد أن تكمل إسرائيل عملياتها في غزة، فإنها ستحاول بعد ذلك إجبار السكان الفلسطينيين على الخروج من الضفة الغربية إلى الأردن.

وتابع “هذا الوضع باختصار، الوضع في قطاع غزة، ينطبق عليه بشكل أو بآخر ما يجري في الضفة الغربية. وأخشى ما أخشاه أن إسرائيل بعد أن تنتهي من غزة أن تتجه أيضا إلى الضفة الغربية لترحيل أهلها نحو الأردن”.

وطالب الرئيس الفلسطيني دول العالم، التي لم تعترف بدولة فلسطين، بالقيام بذلك فوراً، أسوة باعترافها بإسرائيل، "وبعد ذلك نتفاوض مع إسرائيل على الحدود وغير ذلك".

وشنت إسرائيل هجومها على غزة بعد أن قادت حركة حماس هجوما على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 واحتجاز 253 رهينة.

ووفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قُتل أكثر من 34 ألف فلسطيني منذ ذلك الحين ونزح معظم السكان.

وكان عباس قد وجه انتقادات غير مسبوقة للإدارة الأميركية، الأسبوع الماضي بسبب استخدام حق النقض الفيتو لإسقاط حلم الدولة الفلسطينية.

ووصف عباس، ا الفيتو الأميركي بمجلس الأمن ضد طلب بلاده العضوية الكاملة بالأمم المتحدة بأنه "مخيب للآمال"، قائلا إن القيادة الفلسطينية ستعيد النظر في علاقاتها مع واشنطن وذلك في مقابلة مع وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، حمل في أغلبها انتقادا للولايات المتحدة بسبب إجهاضها مشروع قرار عربي يطالب بمنح فلسطين العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وقال عباس إن "تصويت الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي باستعمال الفيتو، موقف مخيب للآمال، ومؤسف، ومخزٍ، وغير مسؤول، وغير مبرر" محملا الولايات المتحدة "المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع في المنطقة".