عبدالنور زحزاح يعرض نضال السينمائي الفرنسي بيار كليمون

الفيلم الوثائقي الجزائري يقدم شهادة مطولة لكليمون سجلها قبل ثلاث سنوات من وفاته.

الجزائر - خرج الفيلم الوثائقي الطويل "بيار كليمون السينما والثورة" للمخرج الجزائري عبدالنور زحزاح للجمهور في عرضه الشرفي الأول، وذلك في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الجاري.

والفيلم يسلط في 70 دقيقة الضوء على المسار النضالي لبيار كليمون السينمائي الفرنسي الذي انضم إلى الثورة التحريرية ووثق بعدسته بطولات الجزائريين.

وقال مخرج الفيلم عقب العرض إن كليمون "أحب الجزائر بإخلاص وكان دائما شخصا صادقا ومتواضعا بينما كانت أحداث ساقية سيدي يوسف بتونس أكثر ما أثر فيه كمخرج وإنسان".

وكشف عبدالنور زحزاح وفق وكالة الأنباء الجزائرية أنه صور "بيار كليمون السينما والثورة" في 2004 بفرنسا غير أن "الظروف لم تسمح له بإطلاقه إلا في 2023".

ويتطرق العمل الإنساني والتاريخي إلى المسار النضالي لكليمون (1927 – 2007)، المخرج الذي سخر عدسته لخدمة القضية الجزائرية وتوثيق بطولات الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية من خلال ثلاثة من أهم أفلامه وهي "ساقية سيدي يوسف" (1958) و"لاجئون جزائريون" (1958) الذي أخرجه رفقة جمال الدين شاندرلي وكذلك "جيش التحرير الوطني في القتال".

وجاء العمل المنتج من طرف المركز الوطني لتطوير الصناعة السينماتوغرافية في شكل شهادة مطولة لكليمون سجلها المخرج في 2004 أي قبل ثلاث سنوات من وفاته تحدث فيها عن أفلامه الثلاثة، ومتطرقا خصوصا إلى جرائم الإبادة التي مارسها المستعمر الفرنسي ضد الشعب الجزائري وتهجيره القسري إلى تونس بعد تبني سياسة الأرض المحروقة، وقد تناول أيضا موضوع الأخوة الجزائرية – التونسية، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته الأفلام في التعريف بعدالة القضية الجزائرية عالميا.

كما عاد كليمون في شهادته إلى ظروف إنجازه للأعمال الرائدة وأسلوبه السينمائي في التصوير والمونتاج، معرّجا بعدها على التحاقه بالجبل إلى جانب المجاهدين قبل أن يقبض عليه من طرف المستعمر الفرنسي الذي حاكمه أمام المحكمة العسكرية بعنابة وعذبه بعدها وسجنه لحوالي أربع سنوات إلى حين إطلاق سراحه بعد الاستقلال في أكتوبر/تشرين الأول 1962.

وكان الجزء الثاني من الفيلم مختصرا نوعا ما بإبرازه لاحتفالات الشعب الجزائري بالاستقلال، في حين أن كليمون قد غادر إلى سويسرا بعد خروجه من السجن ثم عاد إلى الجزائر ليستقر بعدها نهائيا بفرنسا إلى غاية وفاته، وقد ظل يكن الحب دائما للجزائر، البلاد التي أحبها وأحب شعبها وثقافتها وتاريخها، حسب ما جاء في شهادته.

يذكر أن كليمون قد عمل بعد الاستقلال كمدير للصورة في العديد من الأفلام الجزائرية والتونسية والفرنسية التي أخرجها خصوصا مواطنه المخرج والمناضل المعروف روني فوتيه على غرار "أن تكون في العشرين في الأوراس" (1972)، كما عمل أيضا في فيلم "تحيا يا ديدو" (1971) لمحمد زينات.

وعبدالنور زحزاح من مواليد 1973 بالبليدة، وقد سبق له أن أخرج العديد من الأفلام الروائية والوثائقية التي توجت في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية على غرار الفيلم الروائي القصير "قراقوز" (2010) والفيلم الوثائقي الطويل "الواد الواد" (2013).