عدنان بركة ينجح في جذب اهتمام المتفرج لـ'شظايا السماء'

المخرج المغربي يستعرض في فيلمه الوثائقي الطويل تساؤلات حول أصل الحياة.

طنجة (المغرب) - استمتع عشاق الفيلم الوثائقي بطنجة خلال عرض فيلم "شظايا السماء" لمخرجه عدنان بركة.

وعرض "شظايا السماء"، الجمعة، بالفضاء السينمائي "ميكاراما غويا" على هامش مشاركته في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل ضمن فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي ينظمه المركز السينمائي المغربي.

وتدور أحداث الفيلم في 84 دقيقة حول مصير محمد وهو شاب من البدو الرحل، وعبدالرحمن وهو أستاذ علم الفلك، إضافة إلى بدويين آخرين، جميعهم ملتزمون بالبحث عن الأحجار في قلب الصحراء المغربية.

للوهلة الأولى، قد تبدو هذه المغامرة سخيفة، حتى نكتشف أن هذه الأحجار ذات الأصل السماوي، تمتلك القدرة على تغيير حياة أولئك الذين يجدونها. بشكل عام، يشرع أبطال الفيلم في السعي للحصول على أحجار مماثلة، على الرغم من أن دوافعهم الشخصية ترشدهم بوضوح في هذه المغامرة.

ونجح الفيلم الذي تم إنتاجه في العام 2022 في جذب اهتمام المتفرج الذي انبهر بالسرد القصصي المبتكر والجمالية البصرية، وبالقدرة الكبيرة لهذا الجنس الوثائقي في الإلهام والتثقيف.

وقال مخرج العمل عدنان بركة في تصريح للصحافة عقب العرض، إنه حاول من خلال هذا الفيلم الوثائقي "استعراض تساؤلات حول أصل الحياة، ولكن في كل مرة يبحث عن إجابة، تظهر له تساؤلات جديدة، تاركة وراءها لغزا يجب حله".

وأضاف أنه "من خلال البحث عن النيازك مع الرحل وأحد العلماء، ندرك معنى السعي ونفهم أنه في نهاية المطاف، المسار هو الأهم، وليس الوجهة"، مشيرا إلى أن هذا الفيلم يشكل بالنسبة إليه رحلة أثنته عن مواصلة البحث عن إجابات يتعذر الوصول إليها، وفق وكالة المغرب العربي للأنباء.

ويعتبر "شظايا السماء" أول فيلم وثائقي طويل لعدنان بركة، وهو نتيجة ما يقرب من ثماني سنوات من العمل.

وأخرج بركة فيلما وثائقيا قصيرا بعنوان "Talbanine" سنة 2010، تناول تاريخ مدرسة جبلية منعزلة، بالإضافة إلى فيلم وثائقي بعنوان "Wandering Stars" سنة 2019، يرسم صورة ثلاثة شباب مكفوفين.

وفاز "شظايا السماء" الذي مثل المغرب في العديد من التظاهرات السينمائية الدولية في أغسطس/آب الماضي، بالجائزة الكبرى "Black Iris" لأفضل فيلم وثائقي عربي طويل والتي تم منحها ضمن المسابقة الرسمية للدورة الرابعة لمهرجان عمان السينمائي الدولي.

وتشارك في مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل إضافة إلى فيلم "شظايا السماء"، أفلام "المغرب وحركات التحرر الأفريقية" لحسن البهروتي، "بيت الحجبة" لجميلة عناب، "أرض الأحلام المكسورة" لكل من خالد لعبودي هانو-بيكا فيتيكاينين، "التحدي امرأة" للبنى اليونسي، "نساء في مهب الريح" لعز العرب العلوي، "صدى الصخور" لغزلان أسيف، "الفارو" لفاتن خلخال، "اللغم الأخير" لفاطمة أكلاز، "حراس الذاكرة" لسعيد بلي، "مسيرة" لأسماء المدير، "ذاكرة لاباث" ليونس بوحمالة وأحمد زركان، "مرايا منكسرة" لعثمان السعدوني، "ذاكرة جسد" لمحمد زاغو، و"الرحلة" لسعد زريبيع.

يذكر أن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة الذي انطلق في العام 1982 يعتبر تظاهرة سينمائية وطنية تكتسي طابعا فنيا وثقافيا وترويجيا تهدف إلى التعريف بالسينما المغربية وتطويرها من خلال عرض آخر الإنتاجات السينمائية المغربية ومناقشتها من طرف النقاد والمهنيين والمهتمين بالشأن السينمائي في المغرب.

ويعد المهرجان الذي يختتم فعالياته في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري كذلك فضاء للقاء والحوار والتفاعل وتبادل الآراء بين المؤسسات الحكومية والمنظمات المهنية ومنتجي السينما وكافة المتدخلين في الشأن السينمائي بالمغرب من أجل تشخيص واقعها والبحث عن كيفيات تطويرها بغية مواكبتها للتطورات الوطنية والدولية في المجال. ويواصل المركز السينمائي المغربي بمعية شركائه تنظيم وتطوير هذه التظاهرة من أجل الرفع من جودتها باعتبارها خدمة عمومية تساهم في حفظ الذاكرة الجماعية.