عشرات آلاف المتظاهرين في لندن لاستفتاء جديد على بريكست

المحتجون يطالبون في الذكرة الثانية لاستفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي بتصويت شعبي ثان على الاتفاق النهائي.

لندن - تظاهر عشرات الآلاف في لندن السبت للمطالبة بتنظيم استفتاء ثان حول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وذلك في الذكرى الثانية للاقتراع الاول حول بريكست.
ويشكل البرلمان وجهة المتظاهرين المناهضين لبريكست في هذه الذكرى للمطالبة "بتصويت شعبي" على الاتفاق النهائي الذي تبرمه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع الاتحاد الاوروبي، في حال تم التوصل اليه.
وقالت الايطالية المقيمة في لندن كيارا ليدوري (40 عاما) "لقد ذرفت الدموع حين حصل الاستفتاء، بدا الامر وكأن المستقبل سيئ جدا".
واضافت "ان بريكست سيئ جدا ليس فقط لاننا نريد ان نبقي الامور كما هي وانما لانه من المهم البقاء داخل (التكتل) من اجل إحداث تغيير".
وانطلق المتظاهرون من شارع "بال مول" مرورا بمقر رئاسة الوزراء في "داونينغ ستريت"، حيث اطلقوا صيحات الاستهجان، وصولا الى وستمنستر حيث القيت كلمات لمعارضي بريكست بينهم زعيم الليبراليين الديمقراطيين فينس كيبل، والنائبة المتمردة في حزب المحافظين انا سوبري.
وقال كيبل "بريكست ليست صفقة محسومة لا يمكن تفاديها، بريكست يمكن عكس مساره". واضاف "التصويت الذي حصل قبل عامين ليس ابديا".
وقالت اميلي هيل (55 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية انها "تؤيد كثيرا افساح المجال امام المواطنين لكي يؤكدوا انهم يريدون فعلا بريكست او ان يرفضوا ذلك".
واضافت "اعتقد ان الكثير من الاصوات كانت احتجاجية، بعض الاشخاص لا يؤيدون بصدق الاتحاد الاوروبي لكنني لا اعتقد انهم يشكلون غالبية الرأي العام في هذه البلاد".
وكان وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون المؤيد للانسحاب من الاتحاد الأوروبي والذي قام بحملة في هذا الصدد، حذر رئيسة الوزراء تيريزا ماي من عملية خروج من الاتحاد الاوروبي "لا نهاية لها".
وفي مقال كتبه في صحيفة "ذي صن" بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لعملية التصويت التاريخية لصالح انسحاب بريطانيا من التكتل، حذر جونسون من "بريكست بلا نهاية" داعيا رئيسة الوزراء إلى "الايفاء بالتفويض الذي منحها إياه الشعب وتحقيق بريكست بريطاني بشكل كامل".
ويستعد فريق ماي لخوض جولة جديدة من المفاوضات مع نظرائه من الاتحاد الأوروبي لكن لا يزال عليه أن يحدد بدقة ما تريده لندن بشأن علاقتها المستقبلية مع القارة وتحديدا في ما يتعلق بالأنظمة الجمركية.
وأصر وزير التجارة ليام فوكس المدافع عن بريكست على أن ماي لا تزال مستعدة للانسحاب من المحادثات مع الاتحاد الأوروبي في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق مرض.

الشعب البريطاني يريد فقط أن ينتهي من هذا الأمر. لا يريدون بريكست فاترا

وقال لشبكة "بي بي سي" في مقابلة تم بثها السبت "لطالما أكدت رئيسة الوزراء أن عدم التوصل إلى اتفاق على الإطلاق هو أفضل من التوصل إلى اتفاق سيئ".
وأضاف "من الضروري عند دخولنا المرحلة المقبلة من المفاوضات أن يفهم الاتحاد الأوروبي ذلك ويصدقه. أعتقد أن شركاء عملية التفاوض لن يكونوا حكماء إذا اعتقدوا أن رئيسة الوزراء تراوغ".
وكتب جونسون الذي كان بين أبرز الشخصيات المدافعة عن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي أن الشعب البريطاني "يريد فقط أن ينتهي من هذا الأمر. لا يريدون بريكست فاتراً".
وقال "لا يريدون تسوية لا أمل فيها أو أخرى متقلبة نكون فيها في الداخل والخارج، في منطقة عازلة سياسيا".
واضاف "سجّل الشعب قراره قبل عامين وتجرأ وآمن ببريطانيا. كان على حق وستثبت العقود المقبلة ذلك".
لكن مجموعة "ايرباص" العملاقة للطيران حذرت الجمعة من إمكانية مغادرتها بريطانيا في حال انسحبت الأخيرة من الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق مع التكتل في وقت حذرت شركة "بي ام دبليو" لتصنيع السيارات من أن الضبابية تؤثر على المناخ الاستثماري.
والمسيرة المطالبة بتصويت ثان حول بريكست تندرج في اطار "تحركات في الصيف" خططت لها مجموعات ناشطة للضغط على القادة السياسيين لاجراء تصويت حول الاتفاق النهائي.