عشرات القتلى والجرحى بانفجار في سوق مزدحم شمال سوريا

الانفجار تسبب بأضرار مادية كبيرة واندلاع النيران في الموقع وأصابع الاتهام تتوجه نحو وحدات حماية الشعب الكردية.

حلب (شمال سوريا)– قُتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب أكثر من 20 آخرين بانفجار سيارة مفخخة في وقت مبكر الأحد في سوق شعبي بمدينة شمال سوريا تسيطر عليها قوات موالية لتركيا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن “ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب 23 آخرون” بانفجار سيارة مفخخة وسط سوق شعبي في مدينة اعزاز بمحافظة حلب قرب الحدود مع تركيا، مشيرا إلى أن الحصيلة غير نهائية.

وأضاف المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ولديه شبكة واسعة من المصادر داخل سوريا، أن الانفجار تسبب ب”أضرار مادية كبيرة واندلاع النيران في الموقع” الذي هرعت إليه سيارات الإسعاف وطواقم الإنقاذ.

وتضاربت الأنباء حول حصيلة القتلى والجرحى، حيث قالت وكالة رويترز نقلا عن  سكان وعمال إنقاذ إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 30 في انفجار سيارة في بلدة أعزاز، وأضافوا أن الانفجار وقع أثناء ذروة فترة التسوق المسائية بعد الإفطار، فيما يبدو أن المهاجم يستهدف أكبر عدد من السكان.

وقال ياسين شلبي، الذي كان يتسوق مع أسرته قرب مكان الانفجار “توقيته يأتي أثناء زحام شديد للمتسوقين”. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن.

وأفادت قوات الدفاع المدني إن ما لا يقل عن ثلاثين أصيبوا، وأضافوا أن بعضهم إصاباته بالغة وتم نقلهم إلى مستشفيات محلية.

وعقب الانفجار، احتشد المئات من الأهالي واستنفرت فرق الدفاع المدني والشرطة المحلية، كما هرعت سيارات الإسعاف وتمكنت من انتشال بعض جثث القتلى ونقلها مع عدد من المصابين إلى مستشفى اعزاز الوطني، وفق المصدر الذي أشار إلى أن بعض القتلى تعذّر معرفة هويتهم بسبب تفحّم الجثث.

وتشهد البلدة التي تقطنها أغلبية عربية وخاضعة لسيطرة جماعات المعارضة السورية المدعومة من تركيا والمناهضة للرئيس السوري بشار الأسد، هدوءا نسبيا منذ أن شهدت انفجار سيارة قبل أكثر من عامين.

وتعرضت البلدات الرئيسية في منطقة الحدود الشمالية الغربية في السنوات القليلة الماضية بشكل متكرر لتفجيرات في مناطق مدنية مزدحمة.

وفي 8 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت وزارة الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة”  المعارضة إلقاء القبض على شخص اتهمته بـ”تزعّم شبكة تفجيرات” في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، وذكرت أنه مسؤول عن تنفيذ تفجيرات قرب دوار “نيروز” في 6 من الشهر نفسه.

وقالت إن إلقاء القبض عليه جرت في أثناء محاولته الفرار باتجاه مدينة منبج، التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وكانت دراجة نارية مفخخة قد انفجرت في شارع الفيلات عند دوار “نيروز”، وخلفت أربع إصابات بجروح، حسبما نشر “الدفاع المدني السوري“، إضافة إلى أضرار مادية بمحيط الانفجار.

ويشتبه السكان وقوات المعارضة منذ فترة طويلة، في وحدات حماية الشعب التي يقودها الأكراد والتي تسيطر على مساحات واسعة من المناطق في شمال شرق سوريا وشرق الفرات في شمال سوريا. ويلقي آخرون اللوم على الجماعات الموالية للأسد.

ولطالما نفت وحدات حماية الشعب الكردية مثل هذه الادعاءات.

واندلعت الحرب في سوريا عام 2011 في أعقاب قمع الحكومة احتجاجات سلمية، قبل أن تتصاعد إلى نزاع دام اجتذب جهاديين وجيوشا أجنبية.

وأودت الحرب بحياة أكثر من 507 آلاف شخص وشردت الملايين ودمرت البنى التحتية والصناعة في البلاد.

وشنت تركيا هجمات عسكرية متتالية داخل سوريا استهدفت بمعظمها المسلحين الأكراد الذين تقول أنقرة أنهم على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية.

وتسيطر القوات التركية مع تنظيمات سورية موالية لها على مساحات من مناطق حدودية، بما في ذلك العديد من المدن والبلدات الكبرى مثل أعزاز.