عقار سحري للسمنة في طريقه للصيدليات

علماء أميريكيون يطورون دواء تجريبي يسمح للأشخاص بتناول الحلويات بالكميات كبيرة دون زيادة الوزن بشكل كبير عبر التحكم في وصول المغنيسيوم لوحدات الطاقة في الخلايا المعروفة باسم الميتوكوندريا.

واشنطن - تمكن علماء أميريكيون من تطوير دواء يسمح للأشخاص بتناول الحلويات بالكميات، التي يرغبون فيها دون زيادة الوزن بشكل كبير.

وطور الباحثون في جامعة يوتا هيلث سان أنطونيو في الولايات المتحدة بديلا محتملا أقل تقييدا في شكل دواء تخسيس جديد سيكون فعالا دون قيود غذائية.

يلعب المغنيسيوم دورا في عملية التمثيل الغذائي، وهو عنصر حيوي مهم لعمليات فسيولوجية مختلفة؛ مثل سكر الدم وتنظيم ضغط الدم وتطور العظام.

ووجد علماء أن التحكم في وصول المغنيسيوم لوحدات الطاقة في الخلايا المعروفة باسم الميتوكوندريا قد يشكل علاجا سحريا للسمنة.

والميتوكوندريا (المتقدرات) هي أحد المكونات الداخلية الدقيقة للخلايا الحيوانية والنباتية المسؤولة عن توليد الطاقة بالخلية عبر إنزيمات لإتمام مختلف عمليات التنفس والتمثيل الغذائي من بناء وهدم.

على الرغم من أن العوامل الوراثية يمكن أن تؤثر على حدوث السمنة، فمن المقبول عموما أن العادات الغذائية السيئة هي عامل حاسم. زيادة الوزن هي نتيجة عدم التوازن بين استهلاك الطاقة وإنفاقها. لذلك، فإن الاضطرابات الأيضية المرتبطة بزيادة الوزن عادة ما تكون مصحوبة بخلل وظيفي في الميتوكوندريا - مراكز القوة في أجسامنا. ثم صاغ الباحثون فرضية أن هذا الخلل الوظيفي سيكون أحد العوامل المرضية الرئيسية للاضطرابات المرتبطة بالسمنة.

وقام الباحثون في الدراسة الجديدة بالتحقيق في تأثيرات المغنيسيوم على استقلاب الطاقة الذي تنظمه الميتوكوندريا. نظرًا لأن المغنيسيوم (على شكل Mg2+ أيونات) هو رابع أكثر العناصر وفرة في أجسامنا (بعد الكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم) ، فإنه يلعب دورا رئيسيا في وظائف مختلفة، مثل تنظيم نسبة السكر في الدم وضغط الدم والحفاظ على بنية العظام وتقلصات العضلات والتمثيل الغذائي للدهون وانتقال النبضات العصبية، إلخ.

من خلال التفاعل مع الميتوكوندريا، يسهم المغنيسيوم في كفاءة إنتاج الطاقة ويساعد في تحويل الكربوهيدرات والدهون إلى طاقة.

دورا رئيسي في وظائف مختلفة، مثل تنظيم نسبة السكر في الدم وضغط الدم

يمكن أن يعيق نقص المغنيسيوم تكسير الكربوهيدرات والدهون، والتي تتراكم بعد ذلك على شكل رواسب دهنية (أو دهون). لهذا السبب، يوصف المغنيسيوم عادة بعد جراحة السمنة (إجراء لتقليل السمنة، مثل ربط المعدة) لأنه ينظم الشبع ويساعد الناس على اتباع نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية. ومع ذلك، فإن وجوده في الجسم يتطلب تحكما دقيقا، ونشرت الدراسة الجديدة في مجلة Cell Reports توضح أن التركيزات المفرطة في الميتوكوندريا من شأنها إبطاء إنتاج الطاقة للخلايا.

وأنتج العلماء عقارا أطلقوا عليه اسم "سي بي إيه سي سي" (CPACC)، وأكدوا -في دراسة نشرت في مجلة "سيل ريبورتس"- أن العقار قد يكون علاجا للسمنة.

من أجل تطوير  العقار استهدف الباحثون مسار تفاعل أيونات Mg2+ مع الميتوكوندريا. أظهر الجزيء فعالية كبيرة في الفئران، حتى مع اتباع نظام غذائي غني بالدهون والسكر طوال حياتهم. عندما نعطي الفئران هذا الدواء لفترة قصيرة، فإنها تبدأ في فقدان الوزن، يشرح ماديش مونيسوامي، الباحث في جامعة تكساس للطب في سان أنطونيو (الولايات المتحدة) والمؤلف المقابل للدراسة الجديدة.

ويعمل الدواء على منع زيادة الوزن، ويقاوم التغيرات السلبية في الكبد التي لوحظت عادة في الفئران التي تتغذى على نظام غذائي عالي السكر والدهون.

وقال الدكتور ماديش مونيسوامي كبير مؤلفي الدراسة أستاذ الطب في مدرسة جو آر وتيريزا لوزانو لونج للطب في جامعة يوتا هيلث سان أنطونيو؛ "عندما نعطي هذا الدواء للفئران لفترة قصيرة فإنها تبدأ فقدان الوزن".

ومع أن المغنيسيوم مهم، فقد تم اكتشاف أن وجود فائض من المغنيسيوم يثبط عمليات إنتاج الطاقة داخل الميتوكوندريا، وقال المؤلف المشارك في الدراسة ترافيس آر ماداريس "إنها تضغط على المكابح، إنها تبطئ سرعتها".

ووجد الفريق أن إزالة الجين "إم آر إس2" (MRS2) المسؤول عن نقل المغنيسيوم إلى الميتوكوندريا أدى إلى تحسين عملية التمثيل الغذائي للسكر والدهون في محطات الطاقة الخلوية هذه.

والنتيجة كانت عند تطبيقها على الفئران أنها أصبحت نحيفة، وأظهرت أيضا أنسجة كبدية ودهنية أكثر صحة، وخالية من مؤشرات مرض الكبد الدهني المرتبطة عادة بالنظم الغذائية السيئة والسمنة ومرض السكري من النوع الثاني.