علماء يفخخون الأسطح لقتل الفيروسات بلا كيمياويات

فريق علمي اسباني استرالي يصمم سطح اصطناعي مصنوع من السيليكون بسلسلة من النتوءات قادرة على تدمير بنية الفيروسات عندما تتلامس معها.

مدريد – توصل فريق علمي اسباني استرالي لتصميم وتصنيع سطح يستخدم وسائل ميكانيكية للكبح جماح العدوى الفيروسية.

وصمم فريق البحث من جامعة روبيرا الأول بيرجيلي (URV) بإسبانيا ومعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا (RMIT) في أستراليا سطح اصطناعي مصنوع من السيليكون بسلسلة من النتوءات قادرة على تدمير بنية الفيروسات عندما تتلامس معها.

واتضح أن هذه التقنية فعالة بنسبة 96 بالمئة كما أن استخدامها في البيئات التي توجد فيها مواد بيولوجية يحتمل أن تكون خطرة؛ من شأنه أن يجعل المختبرات أسهل في السيطرة عليها وأكثر أمانا للعاملين فيها.

ومن المعروف أن الفيروسات مسؤولة عن مجموعة واسعة من الأمراض، من نزلات البرد إلى أمراض خطيرة مثل الإيدز والسارس.

وهناك نحو مئتي فيروس مختلف شديد العدوى ويمكن أن يصيب الناس بالمرض أو يقتلهم. ومع ذلك، فإن بعض الفيروسات مهمة لأنها يمكن أن تساهم في إبقاء البشر على قيد الحياة على المدى الطويل.

فعالة بنسبة 96 بالمئة

وتشكل الفيروسات جزءا من الميكروبيوم في الجسم يمكن استخدامها لإنشاء اللقاحات وتشخيص الالتهابات وعلاج العديد من الأمراض. ويستخدمها العلماء أيضا لأغراض البحث، لتطوير أدوية جديدة.

وتظل هذه الفيروسات مشكلة. لكن لا يمكن اعتبارها ضارة بقدر ما يمكن أن تكون حاسمة في جميع جوانب الحياة.

ومع ذلك، ربما يكون فريق البحث من جامعة روبيرا الأول بيرجيلي بإسبانيا ومعهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا في أستراليا قد حل للتو الخوف المحيط بالضرر المحتمل الذي يمكن أن تسببه الفيروسات للبشر من خلال القضاء على قدرتها المعدية.

وكشف البحث عن آلية عمل هذه العمليات وأنها فعالة في غضون ست ساعات، إن استخدام هذه التكنولوجيا في البيئات التي توجد فيها مواد بيولوجية يحتمل أن تكون خطرة من شأنه أن يجعل المختبرات أسهل في السيطرة عليها وأكثر أمانا للعاملين هناك.

والسطح الاصطناعي مصنوع من لوحة معدنية ناعمة يتم بعد ذلك تحميلها بالأيونات لإزالة المواد. وينتج عن ذلك سطح مملوء بالإبر يبلغ سمكها نحو 2 نانومتر وارتفاعها 290 نانومترا.

وفي هذا الاطار، قام الفريق بتحليل العمليات التي تفقد بها الفيروسات قدراتها المعدية بعد ملامستها للسطح ذي البنية النانوية من الناحية النظرية والعملية.

وقد استخدم باحثو الجامعة طريقة العناصر المحدودة لمحاكاة التفاعلات بين الفيروسات والإبر. كما استخدم فريق معهد ملبورن الملكي للتكنولوجيا تحليلا عمليا من خلال تعريض الفيروس لسطح ذي بنية نانوية وملاحظة النتائج.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قال فلاديمير باولين الباحث بقسم الكيمياء الفيزيائية غير العضوية بجامعة روبيرا الأول بيرجيلي "في هذه الحالة، استخدمنا السيليكون لأنه أقل تعقيدا من الناحية الفنية من المعادن الأخرى".

ويعلق الباحثون على هذا الأمر بقولهم "إنها طريقة ممتازة لتحقيق هذا الهدف لأنها لا تتطلب استخدام المواد الكيميائية. وهذا يجعل استخدامها آمنا في البيئات التي تحتوي على مواد بيولوجية يحتمل أن تكون خطرة. لكن هذه الطريقة تتطلب خبرة فنية ممتازة".