عُمان تثني على سياسة إيران وتدعو الجميع للانخراط في الحوار

وزير الخارجية العماني يقول إن مسقط تشجع السياسة الإيرانية التي وصفها بـ"الحكيمة والايجابية"، موضحا أن المحادثات التي جرت خلال زيارة نظيره الإيراني للسلطنة "ستكون مثمرة أيضا على صعيد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم".

مسقط - أثنت سلطنة عمان على ما وصفته بـ"السياسة الإيرانية الحكيمة والايجابية في ما يتعلق بالتواصل والحوار والاتفاق على القضايا المتنازع عليها بشأن الاتفاق النووي"، مؤكدة أنها تشجع هذا النهج، في إعلان يأتي على هامش الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني ناقلا رسالة خطية من الرئيس إبراهيم رئيسي لسلطة عمان هيثم بن طارق.

وتتمسك عمان بسياسة "الحياد الايجابي" منذ عهد الراحل السلطان قابوس وتوسطت في أكثر من أزمة في السنوات الماضية من ضمنها أزمة الملف النووي وأفضت وساطتها لمفاوضات بين إيران والقوى الغربية الكبرى انتهت بتوقيع الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل المشتركة في العام 2015.

ومن المرجح أن تلعب مسقط مجددا دور الوسيط لإعادة إنعاش مفاوضات فيينا غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران المتوقفة منذ أشهر والعالقة في اشتراطات من الجانبين الأميركي والإيراني.  

وقال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي اليوم الخميس إن "مسقط تشجع على استمرار السياسة الإيرانية الحكيمة والإيجابية"، مضيفا أنه "تمّ إجراء محادثات مفيدة للغاية تعود بالنفع بشكل أساسي على العلاقات الثنائية الطيبة بين إيران وسلطنة عمان".

وتابع موضحا أن هذه المحادثات "ستكون مثمرة أيضا على صعيد السلام والاستقرار والأمن في المنطقة والعالم"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

ودعا البوسعيدي الجميع إلى "الانخراط في الحوار وفقا لهذه السياسة التي تخدم مصالح الجميع لترسيخ مبادئ الأمن والسلام في المنطقة".

وكان وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان أجرى أمس الأربعاء محادثات مع سلطان عمان طارق بن هيثم في مسقط شملت أمورا تتعلق بالعلاقات الثنائية وكذلك أزمة الملف النووي والحوار السعودي الإيراني، بينما يرجح تلعب عمان دور الوسيط في عدة ملفات عالقة.

وأكد عبداللهيان أمس الأربعاء أن زيارته إلى مسقط "تشكّل فرصة لاستعراض القضايا الثنائية بين البلدين ومتابعة القضايا التي تحتاج إلى المزيد من التسريع"، مشيرا إلى أن "الأزمات في اليمن وأفغانستان وأوكرانيا تحظى بالاهتمام في هذه المحادثات"، وفق الوكالة الإيرانية.

كما شدد على أن "المسؤولين العمانيين لعبوا دوما دورا إيجابيا وبناء في تقريب وجهات نظر الطرفين حيال مفاوضات الاتفاق النووي والوصول إلى الخطوات النهائية للاتفاق".

وترتبط إيران بعلاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع سلطنة عمان التي أبقت على تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، رغم قيام دول في مجلس التعاون الخليجي بمراجعة علاقاتها مع إيران بعد الأزمة بين المملكة السعودية والجمهورية الإسلامية.

وإضافة إلى الملف النووي، ينتقد الأميركيون والأوروبيون طهران لقمعها الاحتجاجات ودعمها روسيا في سياق الحرب في أوكرانيا، فضلا عن دعمها لجماعات مسلّحة في الشرق الأوسط.

وخلال قمة إقليمية في الأردن الأسبوع الماضي، التقى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وزير الخارجية الإيراني وطلب منه وقف قمع التظاهرات والمساعدات العسكرية لروسيا.