
غارات تركية دامية على حزب الله في ادلب
دمشق - كشفت التطورات الحاصلة في ادلب حجم الخلاف بين تركيا وروسيا ولكنه كشف كذلك مستوى النفوذ الذي بلغه حلفاء ايران بالقرب من الحدود التركية وتداعيات ذلك على العلاقات بين طهران وانقرة.
وفي هذا الاطار قال قائد عسكري في التحالف الإقليمي الداعم للرئيس السوري بشار الأسد إن ضربات نفذتها تركيا على شمال غرب سوريا في وقت متأخر أمس الجمعة أدت إلى مقتل تسعة من أعضاء جماعة حزب الله اللبناني المدعومة من إيران وإصابة 30 آخرين.
وأضاف القائد العسكري السبت أن الضربات التركية استهدفت مقرا لحزب الله قرب مدينة سراقب في إدلب، بؤرة القتال في الأيام القليلة الماضية، باستخدام قذائف ذكية وطائرات مسيرة.
وافادت وكالة الاناضول انها تحصلت على مراسلات عبر تطبيق "واتس أب" تكشف حالة من الهلع والارتباك في صفوف الجماعة اللبنانية عقب الهجوم الجوي على القوات التركية والذي اوقع 34 قتيلا وعشرات الجرحى في صفوف الجنود الاتراك
وتعود المراسلات لمجموعة على تطبيق "واتس أب" تابعة لمسلحي "حزب الله" المشاركين في القتال ضمن قوات نظام الأسد بسوريا ويحصلون على الدعم من إيران وتتضمن المراسلات بين المسلحين اتهامات لروسيا بعدم مساعدتهم ضد العمليات التي يشنها الجيش التركي، وأن القوات التابعة للنظام هربت من المنطقة وتركت التنظيم لوحده هناك.
ففي إحدى التسجيلات الصوتية المرسلة إلى مجموعة "واتس أب" المذكورة، يقول مسلح من التنظيم: "الروس لم يساعدونا، لقد خذلونا. والجيش هرب (قوات النظام)، وبقي شبابنا لوحدهم".
ويشير إلى أن الجيش التركي شنّ غارات وقصفًا مكثفًا على المنطقة، وأن هناك قتلى في صفوف التنظيم مازلوا تحت الأنقاض.
ويؤكد في التسجيل أنهم وصلوا 9 قتلى، "من بينهم عباس وجعفر".
ويقول إن الأجواء غير واضحة بعد، والروس مازالوا ساكتين ولا يحركون ساكنًا حيال الأحداث ويطلب المسلح من أعضاء المجموعة ألا يوجهوا الأسئلة، "لأن الوضع متأزم جدًا".

وتطيح المعلومات حول مشاركة حزب الله في المعارك في ادلب التي تبعد مئات الكيلومترات على الحدود مع لبنان بكل الدعاءات التي ساقها حلفاء ايران في لبنان بكون تدخلهم على الاراضي السورية ياتي لحماية الحدود اللبنانية من اختراقات التنظيمات الجهادية والتكفيرية.
ويتضح جليا مساعي حزب الله لدعم النفوذ الإيراني في كافة الأراضي السورية وذلك عبر التواجد ميدانيا وبشكل مكثف في الصفوف الأمامية للقوات التي تهاجم مناطق المعارضة.
ومن شان التطورات الحالية ان تضع القوات الموالية لايران او التابعة للحرس الثوري في مواجهة ميدانية محتملة مع تركيا ما سيؤدي في النهاية الى توتير العلاقات خاصة بعد تداول معلومات شبه رسمية حول سقوط عناصر من الحرس الثوري في الرد التركي على مقتل الجنود.
وايران التي شاركت بفعالية في مباحثات سوتشي لديها علاقات مصالح مع تركيا رغم الخلاف السوري وهي تسعى للمحافظة عليها بعد اشتداد عزلتها في المنطقة على خلفية العقوبات الاميركية.
لكن الحرص الايراني على استمرار تلك العلاقات يجابه بانخراط ايران وميليشياتها في الحرب على القوات التركية وحلفائها في ادلب في اطار دعم القوات السورية.
ولم تصدر طهران موقفا واضحا من الهجوم الذي تعرضت له القوات التركية سواء بالتعاطف وذلك رغبة منها في عدم إحراج نفسها امام حلفائها من الميليشيات التي تقاتل الى جانب القوات السورية او امام نظام الأسد نفسه او بلوم النظام التركي حرصا على علاقات معه هي أحوج اليها في ظل عزلتها.