غارات روسية على إدلب تسفر عن مقتل 8 عناصر من هيئة تحرير الشام

وزارة الدفاع السورية تعلن أنّها أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة مفخّخة كانت متّجهة إلى ريفي إدلب وحماة.

دمشق - قُتل ثمانية عناصر من هيئة تحرير الشام على الأقلّ في ضربات جوية روسية استهدفت فجر اليوم الاثنين مقرّاً عسكريا تابعا للهيئة في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد "استهدفت طائرات حربية روسية مقرا عسكريا تابعاً لهيئة تحرير الشام على أطراف مدينة إدلب الغربية وقتلت ثمانية عناصر منهم".

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة، على مناطق شاسعة في محافظة إدلب ومناطق متاخمة في محافظات اللاذقية وحماة وحلب.

واستهدف القصف منطقة على أطراف مدينة إدلب فيها مسابح ومنتزه صيفي، فيما طوقت الهيئة المنطقة بعد الغارات.

ومنذ 2015، تقدّم روسيا دعما عسكريا مباشرا لقوات الرئيس بشار الأسد أتاح له، معطوفا على دعمٍ إيران والمجموعات المسلحة الموالية لها، استعادة السيطرة على مناطق واسعة من البلاد.

وبين الحين والآخر، تشنّ هيئة تحرير الشام هجمات متفرقة باستخدام طائرات مسيّرة، مستهدفة نقاطاً داخل مناطق سيطرة النظام. وفي 11 أغسطس/آب، قُتل ستة جنود سورييين بهجوم شنّته طائرات مسيّرة، بحسب المرصد.

وأعلنت وزارة الدفاع السورية اليوم الاثنين أنّها أسقطت ثلاث طائرات مسيّرة مفخّخة كانت متّجهة إلى ريفي إدلب وحماة.

وقالت الوزارة في بيان "بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة لتحركات التنظيمات الإرهابية ومحاولاتها المتكررة الاعتداء على المدنيين الآمنين تمكّنت وحدات من قواتنا المسلّحة العاملة على اتّجاه ريفي إدلب وحماة من إسقاط ثلاث طائرات مسيرة مزودة بالذخائر المتفجرة"، بينما قال المرصد إنّ الطائرات المسيّرة التي أُسقطت كانت استطلاعية.

ويقطن نحو ثلاثة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين، في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، بينما يقيم 1.1 مليون في مناطق تحت سيطرة فصائل موالية لأنقرة في شمال محافظة حلب المحاذية.

وتسيطر الهيئة على نحو نصف مساحة إدلب ومناطق محدودة محاذية من محافظات حماة وحلب واللاذقية. كما توجد في المنطقة مجموعات أخرى صغيرة مقاتلة معارضة للنظام السوري والمجموعات الأكثر تنظيما الموالية لتركيا.

وتشهد المنطقة بين الحين والآخر اشتباكات بين هيئة تحرير الشام ومجموعات مسلحة أخرى وقصفا متبادلا مع قوات النظام، كما تتعرّض لغارات من جانب قوات النظام وروسيا وإن كانت وتيرة هذه الغارات تراجعت كثيرا منذ التوصل إلى وقف لإطلاق النار برعاية روسية وتركية في العام 2020.

وفي الخامس من أغسطس/آب قُتل ثلاثة مدنيين على الأقلّ من عائلة واحدة في غارة جوية روسية على ريف مدينة إدلب، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا وله شبكة مصادر واسعة في كل أنحاء سوريا.

وقُتل 13 شخصًا على الأقل في 25 يونيو/حزيران في غارات شنتها طائرات روسية على مناطق في شمال غرب سوريا يسيطر عليها مقاتلون معارضون.

وتشهد سوريا منذ العام 2011 نزاعاً دامياً تسبّب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين داخل البلاد وخارجها.

وعلى صعيد آخر، نُظّم في مدينة إدلب مساء الأحد تجمّع في الذكرى العاشرة للهجوم الكيميائي الذي وقع في الغوطة الشرقية قرب دمشق ووُجهت أصابع الاتهام فيه الى قوات النظام السوري وراح ضحيته مئات القتلى. وتنفي دمشق أي علاقة لها بالهجوم. ويعيش آلاف النازحين من الغوطة الشرقية في محافظة إدلب.

وفي محافظة السويداء في جنوب البلاد، تظاهر مئات السوريين اليوم الاثنين لليوم الثاني على التوالي احتجاجًا على تدهور الأوضاع المعيشية وارتفاع الأسعار.

وجرت التظاهرات بعد قرار الحكومة الأسبوع الماضي رفع الدعم عن الوقود، ما أثّر سلبًا على معيشة السكان الذين يعانون جراء تدهور الاقتصاد السوري بعد 12 عامًا من النزاع