غارات للجيش التركي شمال العراق تستهدف قياديات كرديات

الطيران الحربي التركي استهدف مسؤولة الكادر النسائي في حزب العمال الكردستاني أيفر كوردو، في غارة شنها شمال العراق بناء على معلومات استخباراتية.

إسطنبول - شن الجيش التركي الاثنين والثلاثاء، سلسلة غارات على مواقع حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، في وقت قالت فيه أنقرة إنها استكملت استعداداتها لشن عملية عسكرية ضد الأكراد على الحدود مع سوريا.

وأعلنت وزارة الدفاع التركية عن تنفيذ سلاح الجو التركي غارات مساء الاثنين وليل الاثنين إلى الثلاثاء، أدت إلى مقتل "12 إرهابيا انفصاليا"، وهي العبارة التي تستخدمها سلطات أنقرة لتوصيف عناصر حزب العمال الكردستاني.

وكانت وكالة الأناضول التركية قد كشفت الاثنين، عن استهداف الطيران الحربي التركي لمسؤولة الكادر النسائي في حزب العمال الكردستاني أيفر كوردو، في غارة شنها شمال العراق بناء على معلومات استخباراتية، حصل عليها جهاز الاستخبارات التركي.

ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية قولها إن الغارة استهدفت كوردو "بشكل مباشر" في عملية جوية بمنطقة جبال قنديل شمالي العراق، يوم 13 سبتمبر الماضي.

 وحسب ما أوردت الأناضول فإن كوردو "انضمت لحزب العمال أواخر الثمانينات، وتدربت على يد زعيم المنظمة عبدالله أوجلان من الناحيتين السياسية والعسكرية، في سوريا ولبنان، وكانت ضمن نواة الكادر النسائي للحزب الكردستاني".
وأوردت الأناضول إن كورود، التي تعد في أعلى هرم الجناح النسائي في "بي كا كا"، مسؤولة عن تدريب وتنظيم وتوجيه كافة العناصر النسائية في التنظيم، بمن فيهن مقاتلات بارزات مثل هوليا أوران، الملقبة بـ"بسي هوزات" ونورية كسبير الملقبة "سوزدر أفيستا".

ويخوض هذا حزب العمال الكردستاني صراعا مسلحا ضد السلطات التركية منذ 1984. وتنفذ أنقرة بانتظام غارات على قواعده الخلفية في شمال العراق.

وتأتي هذه الغارات في وقت تبدو فيه أنقرة على وشك بدء تدخل عسكري في سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأحد، أنه أمر الجنود الأميركيين بالانسحاب من المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا.

لكن ترامب عدل موقفه الاثنين تحت ضغط التنديد الدولي وانتقادات داخل معسكره الجمهوري، فهدد عبر تويتر بـ"القضاء" على الاقتصاد التركي إذا قامت أنقرة بأي أمر يعتبره غير مناسب.

وأوضح مسؤول أميركي أن "الأمر لا يتعلّق بانسحابٍ من سوريا"، مشدّداً على أن إعادة نشر القوات الأميركية المتمركزة في سوريا قرب الحدود التركية، لا يعني في أيّ حال من الأحوال إعطاء "ضوء أخضر" لعمليّة عسكريّة تركيّة ضدّ القوّات الكرديّة في شمال شرق سوريا.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني في تركيا.

وفي حين تعتبر سلطات أنقرة وحدات حماية الشعب مجموعة "إرهابية"، فإن الغرب يدعم هذه المجموعة الكردية السورية التي كانت رأس حربة التصدي للجهاديين في سوريا.

لكن بعد تصريحات الإدارة الأميركية مساء الأحد التي أشارت، للوهلة الأولى قبل تعديلها، إلى عدم اعتراض واشنطن على تدخل عسكري تركي في سوريا، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هذا التدخل قد يحدث في أي وقت.

وهدد الرئيس التركي مراراً بشن هجوم على المقاتلين الأكراد في شمال سوريا نظراً لعلاقتهم مع الانفصاليين في بلاده.