غواتيمالا تحذو حذو واشنطن بنقل سفارتها للقدس

الخارجية الفلسطينية تدين الاجراء فيما حضر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس حفل افتتاح السفارة التي انتقلت إلى مكتب بالقدس المحتلة في خطوة مخالفة للإجماع الدولي.

قرار موارليس نابع من اعتقاد ديني
غواتيمالا ترضي ترامب بنقل سفارتها للقدس
موراليس امتثل لتهديدات ترامب طمعا في الحصول على مساعدات

القدس المحتلة - افتتحت غواتيمالا الاربعاء في القدس سفارتها الجديدة في إسرائيل لتصبح أول دولة تحذو حذو الولايات المتحدة في خطوتها المثيرة للجدل التي ترافقت مع مواجهات دامية أوقعت عشرات القتلى الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.

وحضر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الغواتيمالي جيمي موراليس حفل افتتاح السفارة التي انتقلت إلى مكتب في المدينة المقدسة في خطوة مخالفة للإجماع الدولي على وضع القدس الذي هو في صلب النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني.

وقال موراليس إن "قرار نقل السفارة جاء من قبل الشعب الغواتيمالي وهذا القرار سيقوينا جميعا"، مضيفا أن "إسرائيل منارة للعالم واليوم نعيد تأكيد مواقفنا بأننا أصدقاء وإخوة. غواتيمالا وإسرائيل ستتحدان للأجيال القادمة".

من جهته أشاد نتانياهو بخطوة غواتيمالا لافتا إلى أنها تأتي بعد يومين فقط من قيام الولايات المتحدة بفتح سفارتها في القدس المحتلة.

وقال "أنا اتطلع لأبحث معكم الطرق العملية للدفع بهذه الصداقة وهذا التحالف قدما"، لكن "اليوم أود أن أعبر فقط عن مدى سعادتنا باستضافتكم".

وانتقلت السفارة من مدينة هرتسيليا بتوح إلى مبنى في الحديقة التكنولوجية في المالحة في القدس الغربية.

وتابع نتانياهو "غواتيمالا صديقتنا من قبل والآن ونحن نتشارك بالأهداف والقيم"، مؤكدا أنه سيزور غواتيمالا في إطار جولة سيقوم بها بدول أميركا اللاتينية.

وندد الفلسطينيون بنقل سفارة غواتيمالا إلى القدس.

واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان أن "هذا العمل المخزي والمخالف للقانون، يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين كافة، بما في ذلك أولئك الذين أعلنوا بالإجماع وبشكل لا لبس فيه، رفضهم لكافة المحاولات التي تستهدف وضع ومكانة مدينة القدس المحتلة، أو نقل السفارات إليها".

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن حكومة غواتيمالا "اختارت الوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ إلى جانب انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان واتخاذ خطوة عدائية ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي".

أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، فاعتبرت في بيان لها أن "نقل سفارة غواتيمالا إلى القدس بعد أن قتلت إسرائيل بشكل وحشي 62 فلسطينيا غير مسلحين في غزة، يعني أن الحكومة الغواتيمالية وضعت نفسها جنبا إلى جنب مع جرائم إسرائيل".

وتابعت "إن هذه الخطوة ستمكن إسرائيل من الاستمرار في ضم وعزل كامل للقدس الفلسطينية".

وترافق نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة الاثنين مع مواجهات دامية على حدود قطاع غزة حيث اطلق الجيش الاسرائيلي النار على المحتجين بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة وتهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال حرب 1948 التي قامت على اثرها إسرائيل.

وادت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود قطاع غزة إلى مقتل 62 فلسطينيا خلال 24 ساعة وإصابة اكثر من الفين آخرين.

وأثار سقوط هذا العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول إلى استدعاء سفراء إسرائيل لديها تعبيرا عن احتجاجها.

اجتماع عربي طارئ

وبدأت الجامعة العربية الأربعاء اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين تحضيرا لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الخميس في القاهرة "لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وقرار الولايات المتحدة غير القانوني" بنقل سفارتها إلى القدس.

ودعا الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الأوروبي إلى اجراء تحقيق مستقل حيث قتل 116 فلسطينيا على يد القوات الإسرائيلية منذ بدء حملة احتجاج على الحدود بين غزة وإسرائيل في 30 مارس/اذار.

وطلبت تركيا من القنصل الاسرائيلي العام في اسطنبول مغادرة البلاد مؤقتا بحسب ما أورد الاعلام الرسمي الأربعاء غداة اجراء مشابه اتخذته اسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس.

وأعلنت إسرائيل في عام 1980 ضم القدس الشرقية وأعلنتها عاصمتها "الأبدية الموحدة" في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتعترف الأمم المتحدة بالقدس الشرقية كأرض محتلة تخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" عليها. ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لهم.

واعتبر بعض المراقبين أن قرار موراليس وهو مسيحي انجيلي درس ادارة الأعمال وعلم اللاهوت، بنقل السفارة، جاء بسبب تأثره بمعتقداته الدينية الانجيلية التي تعتبر أن قيام اليهود ببناء هيكلهم في المدينة المقدسة سيسهل عودة المسيح، بينما رأى آخرون أن قرار موراليس هو لفتة للحصول على دعم أميركي إضافي.

وكانت غواتيمالا أقرت الخميس الماضي قانونا يُحدّد 14 مايو/ايار يوما للاحتفال السنوي بـ"الصداقة مع إسرائيل".

 ويتزامن هذا التاريخ مع احتفال تل أبيب بقيام إسرائيل في 14 مايو/ايار 1948 وهو تاريخ ذكرى النكبة.

وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية الأربعاء أنها استدعت سفراءها في أربع دول أوروبية هي النمسا وتشيكيا ورومانيا والمجر "للتشاور معهم" إثر مشاركة سفراء هذه الدول في حفل استقبال أقامته الخارجية الإسرائيلية بتاريخ 13 مايو/ايار احتفالا بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة و"اعلان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل".

واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان لها "هذه المشاركة مخالفة جسيمة للقانون الدولي ولقرارات الأمم المتحدة العديدة التي تؤكد على أن مدينة القدس هي أرض محتلة منذ العام 1967 وتمنع الدول من نقل سفاراتها إليها".

وأضافت "يأتي هذا الاستدعاء للتشاور مع سفرائنا لدى هذه الدول بشأن مواقفها ومدى التزامها بمواقف الاتحاد الأوروبي" في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وكانت وزارة الخارجية استدعت مساء الثلاثاء السفير حسام زملط، رئيس مكتب بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن للتشاور، إثر نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.

ولم يوضح البيان مدة استدعاء زملط، أعلى مسؤول فلسطيني في واشنطن.