فتح الحوثيين طريقا حيويا بين صنعاء وعدن يعكس تغييرا تكتيكيا

فتح طريق حيوي بين صنعاء وعدن بعد إغلاق دام سبع سنوات أثقل كاهل السكان وأجبرهم على استخدام طرق بديلة طويلة ومرهقة.

صنعاء - تعكس إعادة فتح طريق حيوي يربط بين العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون ومدينة عدن الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية تغييرا تكتيكيا من قبل المتمردين الذين بادروا بالخطوة، فيما يبدو أن الجماعة المدعومة من إيران تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، بما يشمل التخفيف من تداعيات الضربات الأميركية التي أدت إلى تدمير مطار صنعاء المنفذ الجوي الوحيد في العاصمة، ما أفقدها أحد أهم شرايينها التمويلية.

وألحقت الغارات التي شنتها واشنطن على المواقع الحيوية الخاضعة لسيطرة الحوثيين أضرارا فادحة بالبنية التحتية التي يستخدمونها لأغراض عسكرية، مثل مخازن الصواريخ، ومواقع إطلاق الطائرات المسيرة، ومراكز القيادة والسيطرة، بينما يهدف استهداف الموانئ إلى عرقلة تدفق الأسلحة والإمدادات إليهم.

ويُنظر إلى فتح الطريق على أنها خطوة تهدف إلى تحدي الحكومة المعترف بها دوليًا في عدن، حيث اتخذ الحوثيون المبادرة أحادية الجانب، فيما يرجح أن تجد الحكومة نفسها في موقف دفاعي ويظهر المتمردون كجهة تتحكم في الأرض وتتخذ قرارات تخدم مصالح السكان.

كما تحمل رسالة للسعودية بأن الحوثيين جادون في التوصل إلى حل سياسي، مع احتفاظهم بقدرتهم على التأثير على الأوضاع الميدانية.

ويسعى المتمردون إلى تعزيز وضعهم كقوة أمر واقع تسيطر على جزء كبير من اليمن، وتستطيع اتخاذ قرارات مؤثرة على حياة الناس.

وقال مكتب محافظ مدينة الضالع علي مقبل صالح في بيان نشره على منصة 'إكس' إن "الطريق الدولي الرابط بين عدن وصنعاء تم فتحه رسميًا اليوم الخميس، في خطوة طال انتظارها من قبل آلاف المواطنين".

وأضاف أنه "تم الإشراف على هذا الحدث الهام بشكل مباشر من قبل محافظ الضالع، الذي لعب دوراً محورياً في تسهيل هذه العملية".

وأشار إلى أن "هذه الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا وارتياحًا كبيرًا في أوساط المواطنين شمالًا وجنوبًا، بعد إغلاق دام سبع سنوات لطريق حيوي أثقل كاهل السكان وأجبرهم على استخدام طرق بديلة طويلة ومرهقة".

وشدد على أن فتح الطريق يمثل خطوة مهمة نحو تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية في البلاد، ويعكس الأمل في تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف المناطق، متابعا أن "له آثار إيجابية على التجارة والتنقل، مما قد يسهم في إعادة بناء العلاقات الاقتصادية والاجتماعية بين المواطنين".

وكان الحوثيون أعلنوا الاثنين فتح الطريق من جانبهم بمبادرة "تهدف لتخفيف معاناة المواطنين"، وفق ما نقلته وكالة "سبأ" التابعة للجماعة.

وبفتح الطريق سيتم اختصار المسافة بين صنعاء وعدن إلى نحو 360 كم بدلًا من طرق بديلة تتجاوز 600 كم، حسب إعلام محلي يمني,

وفي 23 ديسمبر/كانون الأول 2023 أعلن المبعوث الأممي هانس غروندبرغ التزام الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي بحزمة تدابير ضمن "خارطة طريق" تشمل وقفا شاملا لإطلاق النار، وتحسين ظروف معيشة المواطنين، بينما لم تنفذ التفاهمات حتى الآن مع تبادل الاتهامات بين الحكومة اليمنية والمتمردين بشأن المسؤولية عن تعثر التقدم في هذا المسار.

ومنذ أبريل/نيسان 2022 يشهد اليمن تهدئة نسبية بعد حرب مستمرة منذ سنوات بين القوات الحكومية المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة شمال البلاد.

ودمرت الحرب معظم القطاعات في اليمن، وتسببت في إحدى أكثر الأزمات الإنسانية كارثيةً في العالم، وفق الأمم المتحدة، وسط تحذيرات من يؤدي تضرر الموانئ، التي تعتبر حيوية لإيصال المساعدات والسلع التجارية، إلى تفاقم النقص في الغذاء والدواء والوقود، ودفع المزيد من السكان نحو المجاعة والأمراض.