فرنسا تحشد دوليا لمواجهة خطر الإرهاب 'السني'

وزير الداخلية الفرنسي يدعو لتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن خصوصا قبل استضافة باريس أولمبياد 2024 الصيفي.
خطاب الوزير الفرنسي يحمل وصما لطائفة إسلامية دون اخرى
فرنسا تسعى للاستفادة من الخبرات الاميركية في مجال مكافحة الارهاب

واشنطن - اعتبر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان أن "الإرهاب الإسلامي السّنّي" هو أبرز تهديد لبلاده وأوروبا، داعيا خلال زيارة الى الولايات المتحدة لتعزيز التعاون الأمني مع واشنطن خصوصا قبل استضافة باريس أولمبياد 2024 الصيفي في إشارة الى خطر التنظيمات السلفية والاخوانية دون ذكر المجموعات الشيعية التي توصف في بعض الاحيان بالتطرف.
وقال دارمانان الجمعة في نيويورك "أتينا لنذكّرهم أنه بالنسبة الى الأوروبيين ولفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السّنّي، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية".
وتابع "بينما قد تكون للأميركيين رؤية وطنية أكثر للأزمات (مثل) التفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر، لا يجب أن ينسوا ما يبدو لنا في أوروبا بمثابة التهديد الأول: الإرهاب السّنّي".
ويحمل خطاب الوزير الفرنسي وصما لطائفة إسلامية دون اخرى وهو ما سيثير انتقاد بعض القوى الإسلامية السنية في أوروبا وخارجها لكن المدافعين عن وجهة نظر دارمانان يقولون ان فرنسا واجهت هجمات دموية شنتها جماعات سنية بالأساس.
وعرفت فرنسا العديد من الهجمات والتفجيرات شنها مناصرون لتنظيم داعش او القاعدة وأوقعت العشرات من القتلى والجرحى الفرنسيين ما دفع السلطات الفرنسية لتعزيز جهودها لمكافحة الأفكار المتطرفة والجهادية من خلال إصدار ميثاق القيم الجمهورية في 2020 وحث الأئمة السنة على اعتمادها.

واختتم دارمانان زيارة استمرت يومين وشملت واشنطن ونيويورك ومقر الأمم المتحدة، هدفت الى تعزيز التعاون بين الشرطة والقضاء في فرنسا والولايات المتحدة الملحوظ في اتفاق وقّعه البلدان عام 2016، ويطال مجالات مكافحة "الإرهاب" والجرائم الكبرى.

والتقى مسؤولين أميركيين وزار مقر تدريب لعناصر مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي".
وقد بحث في نيويورك مع مفوّضة شرطة المدينة كيشانت سيويل سبل حفظ الأمن والنظام خلال الأحداث الكبرى، ومنها ما تستعدّ فرنسا لاستضافته مثل دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في باريس (26 تموز/يوليو-11 آب/أغسطس 2024)، وكأس العالم للركبي (أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر 2023)، وزيارة البابا فرنسيس الى مدينة مرسيليا بجنوب البلاد في 23 أيلول/سبتمبر.
وأشار دارمانان الى "معاودة الخطر" المرتبط بـ"الإرهاب الإسلامي" الذي يستهدف فرنسا وجيرانها الأوروبيين، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية.

فرنسا واجهة العديد من الهجمات الارهابية
فرنسا واجهة العديد من الهجمات الارهابية

وتحدث عن نوعين من التهديدات، داخلية تتمثل بـ"أشخاص غير منضوين في شبكات، يتطرفون، ينتقلون الى التنفيذ في غضون ساعات، في غضون أيام... شخص يحمل سكينا، يدخل مخبزا ويقتل الناس"، وخارجية مثل "أشخاص ينظّمون أنفسهم في الخارج ويأتون الى فرنسا لتنفيذ اعتداءات" كالتي شهدتها باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وأعرب عن أسفه "لرحيل الأميركيين من أفغانستان" وانسحاب فرنسا من منطقة الساحل الإفريقية، متحدثا عن "إعادة تشكيل خلايا داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) في المشرق، ما يجعل من هذه التهديدات الخارجية في ضوء الأحداث التي ستنظمها فرنسا، محطات لمخاطر كبيرة من اعتداءات إرهابية".
الا أنه أبدى "ارتياحا" للمباحثات التي أجراها مع المسؤولين الأميركيين، متحدثا عن تبادل "معلومات سرية".
وتطرق الجانبان الى مكافحة تهريب المخدرات خصوصا الفينتانيل الذي تعزى إليه وفاة عشرات الآلاف في الولايات المتحدة سنويا. وقال دارمانان إن الأميركيين "واثقون من أن هذا (المخدّر) سيصل الى أوروبا"، وقدّموا "عناصر دقيقة بشأن" شبكات التهريب.
الى ذلك، تطرّق الوزير الفرنسي في نيويورك الى وضع كاليدونيا الجديدة أمام اللجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار التابعة للأمم المتحدة.
وذكّر دارمانان بأن باريس تسعى "للتفاوض" مع الاستقلاليين والرافضين للاستقلال بشأن مستقبل هذا الأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ.
صوّت سكان كاليدونيا الجديدة التي من المقرر أن يزورها دارمانان في الأيام المقبلة، ضد الاستقلال ثلاث مرات. الا أن الاستقلاليين احتجوا على نتائج الاستفتاء الأخير الذي أجري عام 2021.
وأشار دارمانان الى بحثٍ في "كيف يمكننا أن نطلق حق تقرير المصير هذا خلال جيل أو جيلين"، مضيفا "أردت أن أضمن للأمم المتحدة أننا نناقش" ذلك.