فرنسا في نصف نهائي المونديال الروسي

منتخب 'الديوك' بتشكيلته الشابة يكسر الصلابة الدفاعية لنظيره الأوروغوياني ويفوز عليه بهدفين نظيفين.
فرنسا تبلغ المربع الذهبي بتخطيها العقبة الأوروغويانية
فرنسا في نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخها
فرنسا تخترق الأوروغواي وتبلغ نصف النهائي السادس

نيجني نوفغورود (روسيا) - تمكن المنتخب الفرنسي لكرة القدم من اختراق الصلابة الدفاعية لمنتخب الأوروغواي وتغلب عليه بهدفين نظيفين الجمعة في الدور ربع النهائي لكأس العالم في روسيا، ليبلغ نصف النهائي للمرة السادسة في تاريخه.

ويلاقي المنتخب الفرنسي الثلاثاء في سان بطرسبورغ، بلجيكا التي فازت على البرازيل 2-1 اليوم في قازان.

في المباراة الأولى في نيجني نوفغورود، كبد أبطال العالم 1998 منافسهم الذي كان يبحث عن اللقب الثالث بعد 1930 و1950، خسارته الأولى في مونديال روسيا، وسجل في مرماه هدفين عبر رافايل فاران وانطوان غريزمان، أي ضعف ما تلقاه مرمى فرناندو موسليرا في المباريات الأربع السابقة في المونديال.

وفي حين افتقد منتخب الأوروغواي هدافه إدينسون كافاني بسبب الاصابة التي تعرض لها في ثمن النهائي ضد البرتغال (2-1) السبت، واصل منتخب الديوك مسيرته الثابتة في النسخة الحالية، محققا فوزه الثاني تواليا على منتخب من أميركا الجنوبية، بعد الفوز على الارجنتين ونجمها ليونيل ميسي في ثمن النهائي 4-3، والثالث في البطولة بعد البيرو في الدور الاول (1-صفر).

وقال مدرب فرنسا ديدييه ديشان "قدمنا مباراة كبيرة ضد الارجنتين ورفعنا من مستوانا مجددا اليوم (...) لدي فريق جيد لا يزال لديه هامش كبير للتطور".

وأضاف "يمكنكم أن تروا نقص الخبرة أحيانا، الا ان لدينا الكثير من الصفات أيضا (...) في أي حال، لن تكون كأس عالم فاشلة بالنسبة إلينا".

وبعد دقائق من تأهل المنتخب الفرنسي الى نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال 2006 حين خسر في النهائي ضد ايطاليا، أعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر نصف النهائي في روسيا.

فرنسا كانت "أفضل"

وفي حين كانت الأوروغواي تسعى لبلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ مونديال جنوب افريقيا 2010 عندما حلت رابعة، أقر مدربها أوسكار تاباريز بأن منافسه كان "أفضل".

وقال "المنافس هيمن علينا وعلينا تهنئته. الدقائق العشرين الأولى كانت متكافئة. أخذوا الأفضلية، وهي أفضلية تساوي كثيرا في ربع النهائي. بذلنا الجهود، ولا شك بذلك، الا ان فرنسا سيطرت على المباراة بشكل جيد، وعندما تقدموا 2-صفر، كان الفارق قد أصبح كبيرا".

أضاف "لم نجد الحلول، الا انني أقر بأن الخصم لعب بشكل أفضل".

وعول المنتخب الفرنسي على مهاجمه انطوان غريزمان أفضل لاعب في المباراة، والذي تجمعه علاقة صداقة بعدد من لاعبي الأوروغواي، لاسيما زميليه في أتلتيكو مدريد الاسباني دييغو غودين وخوسيه ماريا خيمينيز.

وأتى الهدف الأول من ركلة حرة رفعها غريزمان داخل منطقة الجزاء، وتابعها فاران برأسه قوية في مرمى موسليرا (40). أما الهدف الثاني، فجاء من تسديدة قوية لغريزمان من خارج منطقة الجزاء، غالطت حارس الأوروغواي وارتدت من يديه الى الشباك (61).

ولم يحتفل غريزمان بهدفه، موضحا ان ذلك كان بدافع "الاحترام" لأصدقائه.

وبدأ المنتخبان المباراة بشكل حذر نسبيا. وأجرى كل من المدربين تغييرا واحدا على التشكيلة التي خاض بها مباراة الدور ثمن النهائي (فازت فرنسا على الأرجنتين 4-3 والأوروغواي على البرتغال)، فدفع ديشان بكورونتان توليسو بدلا من بليز ماتويدي الموقوف بسبب تراكم الانذارات، بينما عوض تاباريز غياب كافاني بكريستيان ستواني.

فرنسا الواثقة تقترب من اللقب الكبير
فرنسا الواثقة تقترب من اللقب الكبير

وغابت بشكل كبير في الشوط الأول الفرص الخطرة، وكانت المحاولة الفرنسية الجدية الأولى عبر الشاب كيليان مبابي (19 عاما) الذي برز في مباراة الأرجنتين وسجل هدفين. فإثر تمريرة عرضية من الجهة اليمنى من بنجامان بافار، حول أوليفييه جيرو الكرة برأسه الى مبابي غير المراقب داخل المنطقة، الا ان مهاجم باريس سان جرمان قفز بشكل مبكر للتعامل مع الكرة وسقطت رأسيته على سقف الشباك (15).

وبقي مبابي جزءا أساسيا من الهجوم الفرنسي طوال الشوط الأول. وفي الدقيقة 35، اخترق سريعا عبر الجهة اليمنى وحول الكرة لداخل المنطقة، تجاوزت موسليرا دون ان تجد أي لاعب لمتابعتها.

وقبل خمس دقائق على نهاية الشوط، ارتكب الأوروغوياني رودريغو بنتانكور خطأ على توليسو كلفه غاليا: تلقى بطاقة صفراء، ومنها جاء الهدف برأسية فاران. وفي حين تمكن مدافع ريال مدريد من وضع الكرة بشكل محكم على يمين موسليرا، ساهم غريزمان بأكثر من التنفيذ، اذ خدع الدفاع الأوروغوياني بعدما بدأ بالركض تجاه الكرة الثابتة، قبل ان يتوقف للحظات بينما كان المدافعون قد بدأوا بالتحرك، ما أكسب فاران لحظات ثمينة لتفادي الرقابة.

وكادت الأوروغواي ان تعادل من ركلة حرة أيضا نفذها لوكاس توريرا، وحولها مارتن كاسيريس رأسية خطرة على يمين لوريس الذي ارتمى نحوها وأبعدها بأعجوبة بيده اليمنى، تابعها غودين عالية عن المرمى (43).

ومع انطلاق الشوط الثاني في ظل عقم هجومي لدى الأوروغواي، دفع تاباريز بماكسيميليانو غوميز بدلا من ستواني، وكريستيان رودريغيز بدلا من رودريغو بنتانكور (59).

الا ان المدرب المخضرم لم يكن يتوقع ان يتسبب حارس مرماه بالهدف الثاني. فبعدما كاد موسليرا يتسبب بهدف عندما حاول مراوغة غريزمان على مقربة من مرماه (48)، وقع حارس غلطة سراي التركي في المحظور، اذ أخطأ في التعامل مع تسديدة قوية لمهاجم أتلتيكو مدريد من خارج المنطقة، فارتدت من يديه الى الشباك.

وشهد الشوط الثاني توترا وتدافعا بين اللاعبين عندما سقط مبابي أرضا بعد احتكاك دون كرة مع رودريغيز، ما دفع غودين للتوجه نحو الفرنسي وهو على الارض والصراخ في وجهه، متهما اياه بالتمثيل على الحكم، ما دفع زملاء مبابي للتدخل. ورفع الحكم الأرجنتيني نستور بيتانا البطاقة الصفراء في وجه رودريغيز ومبابي.