فرنسا لا تستبعد محاكمة بوتين أمام المحكمة الجنائية الدولية
باريس - اعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية في مقابلة مع صحيفة "لو باريزيان" نشرت مساء الخميس، أن من "المحتمل" محاكمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام المحكمة الجنائية الدولية وذلك على خلفية الحرب في أوكرانيا ما يشير إلى حجم الخلافات بين البلدين والتنافس الذي وصل صداه إلى القارة الإفريقية ومنطقة الساحل والصحراء.
وقالت كاترين كولونا للصحيفة الفرنسية اليومية "نعمل مع المحكمة الجنائية الدولية والمجتمع الدولي بأسره حتى لا يفلت المنفذون والمسؤولون عن الحرب من العقاب"، مضيفة أن المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن توجه تهما "إلى أعلى مستوى" من القادة في الدولة الروسية.
الجنائية الدولية يمكن أن توجه تهما إلى أعلى مستوى من القادة في الدولة الروسية
كما أشارت إلى أن هذه المحكمة سبق أن وجهت اتهامات إلى رؤساء دول في إشارة على الأخص للرئيس السوداني السابق عمر البشير.
وتابعت كولونا "لا أستطيع أن أتوقع إن كان ذلك سيحصل لفلاديمير بوتين، لكنه احتمال إذا تم إثبات الحقائق والمسؤوليات".
وما فتئت وزيرة الخارجية الفرنسية تؤكد أنه لا سلام دائما بدون عدالة، والتشديد على أهمية جمع الأدلة على جرائم الحرب.
وتستعد فرنسا لإرسال مختبر متنقل ثانٍ لتحليل الحمض النووي إلى أوكرانيا، بهدف إجراء التحقيقات بسرعة أكبر وجمع أدلة قيّمة للمحاكمات المستقبلية، حسب ما صرح مصدر دبلوماسي فرنسي لصحافيين.
ويرى مراقبون ان المواقف الفرنسية المتشددة ضد روسيا وضد الرئيس فلاديمير بوتين تعود للصراعات الجيوسياسية حيث تهدد موسكو مصالح باريس في القارة السمراء خاصة في منطقة الساحل والصحراء.
وتمكنت روسيا من توسيع نفوذها في دول مثل مالي وبوركينا فاسو والسودان وموريتانيا فيما تراجع النفوذ الفرنسي في المقابل بينما باتت عناصر قوات فاغنر الروسية قوة حقيقية في منطقة الساحل.
ومثل وقف الإمدادات الروسية من الغاز الى أوروبا بما فيها فرنسا ضربة قوية للاقتصاد الفرنسي حيث شوهد هذا العام طوابير طويلة من الفرنسيين وهم ينتظرون تزويد مركباتهم بالوقود.
ويقوم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بجولة مرتقبة في القارة الافريقية بعد فترة من جولة اداها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لكسر العزلة الغربية.
وللمحكمة الجنائية الدولية اختصاص فقط في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في أوكرانيا ولا يشمل "جرائم العدوان" الروسية، لأن موسكو وكييف ليستا من الدول الموقعة على معاهدة روما المنشئة للمحكمة.
واعتبرت الوزيرة الفرنسية عشية الذكرى الأولى لبدء الحرب في أوكرانيا أن "الحصيلة حتى الآن سلبية بالنسبة لروسيا".
وقالت في هذا السياق إن موسكو "تعاني هزيمة استراتيجية وسياسية وكذلك هزيمة معنوية... الاستعراض الذي قام به الرئيس الروسي الثلاثاء... يشهد على ذلك. لقد عزلت روسيا نفسها".
إلا أنها أشارت إلى ضرورة الحديث الى فلاديمير بوتين "كلما كان ذلك مفيدًا وضروريًا... مثلما حصل للسماح برقابة دولية على محطة زابوريجيا للطاقة النووية".