فوائد الرياضة بلا رياضة في حبة دواء

علماء يضعون يدهم على مركب له مفعول مضاد للجوع ويحسن التمثيل الغذائي ينتجه الجسم عند ممارسة التمارين الشاقة ويجربونه بنجاح على الفئران.

واشنطن – من المعلوم ان الرياضة تمثل ترياقا ينقص الوزن ويتنظم الشهية ويحسن التمثيل الغذائي في الجسم خاصة لدى الأشخاص ممن يعانون من الوزن الزائد، وهو التأثير الذي اقترب العلماء من محاكاته عبر حبة دواء.

وفي اكتشاف مثير نشرته دورية ناتشر العلمية، وضع العلماء يدهم على مركب له مفعول مضاد للجوع ينتجه الجسم عند ممارسة التمارين الشاقة يطلق عليه اسم "Lac- phe"، وبتجربته على الفئران البدينة انخفضت معدلات تناول الطعام لديهم بنسبة 30 بالمئة.

والاكتشاف خطوة في اول الطريق لابتكار علاجات لكبار السن أو أصحاب الأجسام الضعيفة ممن لا يستطيعون ممارسة الرياضة بشكل كاف.

وشرح الأستاذ المساعد لعلم الأمراض بجامعة ستانفورد الأميركية والمشارك في الدراسة، جوناثان لونغ: "أردنا أن نفهم الكيفية التي تعمل بها التمرينات الرياضية على مستوى الجزيئات في الجسم حتى نتمكن من الحصول على بعض فوائدها التمرينات".

وأجرى الفريق البحثي تحليلا شاملا للمركبات الموجودة في بلازما الدم المسحوبة من فئران تجارب بعد قيامها بجري مكثف على جهاز الجري.

أردنا أن نفهم الكيفية التي تعمل بها التمرينات الرياضية

 وعثر الباحثون في العينات المسحوبة على حمض أميني معدل يسمى "لاك-في" ، مكون من مادة "اللاكتات" الناتجة عن التمرين الشاق والمسؤولة عن الإحساس بالحرقان في العضلات، إلى جانب مركب "الفينيل ألانين" وهو حمض أميني يعتبر من المكونات الأساسية للبروتين.

وفي عينة الفئران المصابة بالسمنة بسبب النظام الغذائي أي التي تعيش على نظام غذائي غني بالدهون، أدت جرعة عالية من حمض لاك-في الذي تم اكتشافه إلى الحد من تناولهم الطعام بنسبة 50 بالمئة تقريبًا لمدة 12 ساعة دون تأثر حركتها أو معدل بذلها للطاقة. وبحصول الفئران على المادة المكتشفة على مدار 10 أيام، انخفض معدل تناول الطعاموانخفض الوزن وفقد الجسم الدهون وتحسن التمثيل الغذائي، وفقا لموقع كلية بايلور للطب.

وعثر فريق البحث على مستويات مرتفعة من حمض ”لاك-في" لدى كلا من البشر وخيول السبق بعد القسام بنشاط بدني. ووفقا لبيانات خاصة بالتمارين الرياضية، يتسبب تمرين العدو السريع في الزيادة الأكبر لمادة ”لاك-في" في بلازما الدم، يأتي بعد ذلك تمارين المقاومة ثم تمارين التحمل.

واعتبر أستاذ التغذية والبيولوجيا الجزئية بكلية بايلور للطب المشاركة في البحث، دكتور يونغ شو، أن بهذا الكشف "نحن أقرب إلى مساعدة العديد من الأشخاص على تحسين صحتهم"، على حد قوله. ويضيف شو: "هدفنا هو تعلم نموذج مسار هذه التمرينات من أجل استخدامه في العلاج".

وأوضح الطبيب "يمكن تطوير حبة تحد من الشهية لدى بعض الأشخاص الذين لا يستطيعون ممارسة الرياضة بسهولة بسبب حالات صحية أخرى أو الشيخوخة أو مشكلات العظام، لقد قدمنا للتو براءة اختراع على أمل استخدام ذلك في علاج الأمراض البشرية مثل السمنة."

يذكر ان التمثيل الغذائي هو عملية بيوكيميائية تتم داخل الجسم عندما يقوم ببناء الأنسجة الحية من مواد الطعام الأساسية ومن ثم يفككها لينتج منها الطاقة.

 تلعب عمليات التمثيل الغذائي الجيد دورا هاما في إنقاص الوزن؛ ذلك أن التمثيل الغذائي يطال مناطق متعددة داخل الجسم، لكن أهم هذه العمليات هي عملية التمثيل الغذائي للطاقة، والتي تعمل بشكل أساسي على معالجة الكربوهيدرات والدهون لتحويلها إلى طاقة وإمداد خلايا الجسم بها.

والتمثيل الغذائي لدى الرجال أسرع بشكل عام منه لدى النساء بسبب كونهم يمتلكون كتلة عضلية أكبر وعظاما أثقل ودهونا أقل في الجسم.