فيسبوك تشل حركة مئتي تطبيق

اطلاق التحقيق في أعقاب فضيحة شركة كامبريدج أناليتيكا المدوية، وخضوع آلاف التطبيقات للتحليل بانتظار النتيجة النهائية.
قطاع التكنولوجيا يزدهر بفضل كنز البيانات الشخصية
فيسبوك تتعرض لانتقادات لاذعة
تطبيقات تحرّف استخدام البيانات
المستخدم هو مجرد عبد رقمي

واشنطن – كشفت فيسبوك الاثنين أنها علقت حوالى 200 تطبيق على منصتها في إطار تحقيق حول سبل استعمال بيانات شخصية عن المستخدمين فتحته في أعقاب فضيحة "كامبريدج أناليتيكا".
وقال إيمه أركيبونغ نائب الرئيس المكلف بشؤون الشراكات والمنتجات في فيسبوك إن "التحقيق جار على قدم وساق".
وهو أوضح "نتعاون مع فرق داخلية وخبراء مستقلين يعملون جاهدين للتحقق من هذه التطبيقات في أسرع وقت ممكن. وقد خضعت آلاف التطبيقات للتحليل وعلّق منها حوالى 200، بانتظار نتائج التحقيق النهائية التي من شأنها أن تكشف لنا إذا ما كانت البرمجيات قد استغلت فعلا البيانات".
وقد أطلق هذا التحقيق في أعقاب فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" المدوية. وتتهم هذه المجموعة البريطانية بأنها جمعت البيانات الخاصة لنحو 87 مليون مستخدم واستغلتها من دون علمهم لأغراض سياسية عبر تطبيق للاختبارات النفسية يتم النفاذ إليه، كما هي الحال مع تطبيقات أخرى، عبر شبكة "فيسبوك".
وحتّى العام 2015، كانت تطبيقات الأطراف الثالثة تتيح نفاذا إلى كمية كبيرة من المعطيات قبل أن تحدّ فيسبوك نطاق هذا النفاذ.
وأوضح أركيبونغ "عندما تتوافر لدينا أدلة على أن التطبيقات وغيرها من البرمجيات حرّفت استخدام البيانات، سوف نحظرها ونبلغ المستخدمين”.
وبعد فضيحة “كامبريدج أناليتيكا”، اعتمدت المجموعة برنامج علاوات للمستخدمين الذين يبلغونها بتطبيقات يشتبه في أنها تستغّل البيانات الشخصية.
وقد اتهمت“فيسبوك بالاستخفاف بمسألة حماية البيانات الشخصية بعد تكشف هذه الفضيحة. واعتذر مديرها التنفيذي ومؤسسها مارك زاكربرع في عدة مناسبات، خصوصا أمام الكونغرس الأميركي في نيسان/أبريل.
واعلنت شركة فيسبوك  عن اختراق البيانات على يد شركة قريبة من الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب عام 2016، فيما وصفه متابعون بأكبر عملية سرقة للبيانات في التاريخ.
وذكرت صحيفتا نيويورك تايمز الأميركية وأوبزرفر البريطانية السبت إن شركة كمبردج أناليتيكا لتحليل البيانات جمعت المعلومات الضخمة من خلال تطوير تقنيات لدعم حملة ترامب.
تتعرض فيسبوك لانتقادات لاذعة من اطراف عدة ولا تشذ سيليكون فالي عن هذا الخط، مع ان قطاع التكنولوجيا برمته تقريبا يزدهر بفضل الكنز الذي تمثله البيانات الشخصية عبر الانترنت.
وفيسبوك التي لديها مليارا مستخدم عبر العالم في دوامة  مع تعرضها لحملة انتقادات لاذعة لانها فشلت في التوصّل لطريقة سليمة لحماية بيانات سرية لملايين المستخدمين انتهت بين يدي شركة "كمبريدج اناليتيكا" البريطانية الخاصة.وبسبب هذا الجدل تراجعت اسهم فيسبوك بنسبة 14% في البورصة فاقدة 50 مليارا من رأسمالها في البورصة.
الجمعة تعهد إيلون ماسك رئيس تيسلا وسبايس اكس بالغاء صفحات فيسبوك من هاتين الشركتين فانضم بذلك الى حركة #ديليت فيسبوك التي اطلقت في الفترة الاخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصا.
ودعا براين اكتون احد مؤسسي تطبيق واتساب الى مغادرة شبكة التواصل الاجتماعي. وقال اكتون الذي يعمل الان لحساب شركة سيغنال هو تطبيق للمراسلة كذلك، "حان الوقت للاهتمام بالخصوصيات".
وقد باع براين كاتون الذي تقدر ثروته باكثر من خمسة مليارات دولار  تطبيق واتساب العام 2014 الى فيسبوك بسعر 19 مليار دولار.
وانتقد روجير ماكنامي وهو مستثمر شهير في سيليكون فالي واحد اول المساهمين في فيسبوك المجموعة خلال الاسبوع الحالي داعيا رئيسها مارك زاكربرغ ورؤساء تويتر وغوغل الى تبرير انفسهم امام الكونغرس.
وقبل الجدل حول الشركة البريطانية، كان المستثمر الشهير في هذا القطاع بيتر ثييب العضو في مجلس ادارة فيسبوك كذلك، قد انتقد بشدة قطاع التكنولوجيا.
تقول منظمة ذي سنتر فور هيوماين تكنولوجي التي اسستها شخصيات سابقة في عالم التكنولوجيا (من بينهم روجر ماكنامي) ارادت التنديد بانحرافاته، "النظام برمته قابل للتلاعب به".
ويرى الكثير من الخبراء ان المشكلة لا تقتصر على فيسبوك على ما يقول المحلل روب اندرله.
ويوضح هذا الخبير في المجموعات التكنولوجية "جل ما يهمهم هم المعلنون والمستخدم هو مجرد عبد رقمي. التركيز اليوم على فيسبوك لكن قد يحصل الشيء نفسه مع غوغل وتويتر وآبل حتى".
وتعج منصات حجز السيارات مثل "اوبر" بكم هائل من البيانات الشخصية فيما لدى شركة "امازون" للتجارة الالكترونية ايضا بيانات بكميات لا تحصى ولا تعد.