قادة أوروبا يقدمون اقتراحات لتجنب حرب تجارية مع واشنطن

قادة الاتحاد الأوروبي يتعهدون خلال قمة عقدت في صوفيا برفض أي محادثات مع الولايات المتحدة لا تمنحهم اعفاء دائما من رسوم جمركية على الصلب والاليمنيوم أقرها ترامب في الفترة الأخيرة.

أوروبا تعد رسوما عقابية على واردات أميركية
بروكسل تنفتح على محادثات تجارية مع واشنطن

صوفيا - تعهد قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة في صوفيا الخميس رفض كافة المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة ما لم تمنحهم واشنطن اعفاء دائما من رسوم جمركية على معادن من المقرر البدء بتطبيقها في الأول من يونيو/حزيران.

وفيما يبدو تحفيزا لوزير التجارة الأميركي ويلبر بوس - المفاوض العنيد عن إدارة ترامب -- طرحوا أفكارا يمكن البناء عليها إذا تم اعفاء أوروبا من الرسوم.

وكإجراء احترازي في حال عدم التوصل إلى حل، أعدت أوروبا رسوما عقابية على واردات أميركية بينها سلع ذات رمزية كبيرة مثل دراجات هارلي-ديفيدسون النارية وويسكي البوربون.

وسيبدأ تطبيق التدابير رسميا الشهر المقبل، لكن الأوروبيين التزموا في الوقت الحالي بعدم استخدامها فيما لا تزال المفاوضات مع الولايات المتحدة جارية، خشية اندلاع حرب تجارية.

وقال دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي على هامش المحادثات في صوفيا "إن الموقف الاوروبي متوازن بين من لديهم موقفا أكثر تأييدا للمواجهة وأولئك الذين يرغبون في الحفاظ على الجسور والحوار مع الولايات المتحدة".

وطرح القادة الأوروبيون بعض الافكار وقالوا إنهم منفتحون على محادثات تجارية مع الولايات المتحدة لخفض الرسوم على منتجات صناعية محددة، لكن ليس زراعية، وأسواق المشتريات بشكل عام.

وسيتمحور الاتفاق "المحدود" بشكل خاص على السيارات وهي قطاع استراتيجي يركز عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العديد من التغريدات.

ويفرض على السيارات الأميركية المباعة في الاتحاد الاوروبي رسوما جمركية قيمتها 10 بالمئة، فيما تفرض واشنطن رسوما نسبتها 25 بالمئة على الشاحنات الأوروبية الكبيرة والصغيرة. لكن الرسوم الجمركية بين الجانبين تبقى متدنية عموما بمعدل 3 بالمئة.

وأي محاولة للتفاوض على اتفاق تجاري، مهما كان صغيرا، يتطلب تفويضا من دول الاتحاد. وتؤيد ألمانيا التي تعتبر عملاق التصدير، بدء الاجراءات خلافا لفرنسا.

وفي جميع الحالات، يصر قادة الاتحاد الأوروبي على عدم وجود فرصة لإعادة اطلاق محادثات الشراكة عبر الأطلسي، اتفاقية التجارة الرئيسية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، التي نسفها ترامب لدى توليه الرئاسة.

واتفق القادة الاوروبيون على بدء حوار مع واشنطن حول التعاون لوضع ضوابط وهو مطلب كبير للشركات متعددة الجنسيات التي تريد تنظيما أوسع لمعايير الصحة والسلامة بين أوروبا والولايات المتحدة.

غير أن مصدرا اوروبيا يصر على أن هذا المقترح محصور بحوار ولن يحاول مواءمة الضوابط لدى الجانبين، وهو ما كان أحد جوانب انهيار محادثات الشراكة عبر ضفتي الاطلسي.

والاوروبيون بناء على طلب من الولايات المتحدة، على استعداد "لتعزيز العلاقات في قضايا الطاقة، وخصوصا في مجال الغاز الطبيعي المسال" وفقا لمصدر أوروبي.

ونتيجة لازدهار قطاع الغاز الصخري، فإن الولايات المتحدة تسعى بشكل حثيث للوصول إلى أسواق تصدير جديدة وتريد التنافس مع روسيا والنروج، المزودين الرئيسيين للاتحاد الاوروبي. وتطوير الغاز الطبيعي المسال الذي يتم نقله بالسفن وليس بالأنابيب، سيتطلب تقليص العوائق وتخفيف القواعد القائمة بين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة.

وقال مصدر أوروبي "لدينا مصلحة في تنويع مصادر التزود" بالغاز.

 وأثارت أوروبا امكانية دعم مساع لإصلاح منظمة التجارة العالمية التي يتهمهما ترامب بالتساهل تجاه الصين.

وسيشمل هذا "التوصل إلى حلول مقبولة من الطرفين" لرفع التجميد الحالي على تعيينات في محكمة الاستئناف التابعة للمنظمة العالمية.

ومنذ أشهر، تتصدى واشنطن لتعيين قضاة جدد لحل الخلافات في المنظمة، ما تسبب باستياء لدى باقي دول الأسرة الدولية التي تتهم الولايات المتحدة بأخذ المنظمة رهينة من دون تقديم اقتراحات بشأن مستقبلها.