قبرص تحث الاتحاد الأوروبي على دعمها لمواجهة تفاقم هجرة السوريين

نيقوسيا تعيد هذه الأزمة لتراجع تركيز السلطات اللبنانية على وقف الهجرة على سواحلها وسط تصعيد على الحدود مع إسرائيل.
قبرص تريد اتفاقا بين الاتحاد الاوروبي ولبنان شبيه بالاتفاق مع مصر

نيقوسيا - ناشدت قبرص اليوم الأربعاء الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراء قوي لوقف أحدث تدفق للاجئين الذين يصلون عن طريق البحر عبر لبنان، ومعظمهم من السوريين، قائلة إن قدرة الجزيرة على استقبال اللاجئين وصلت إلى نقطة الانهيار فيما يمثل ملف الهجرة غير النظامية تحديا لأوروبا والمجتمع الدولي ككل.
وقال وزير الداخلية كونستانتينوس إيوانو "الوضع يزداد سوءا تدريجيا، وفي الأيام القليلة الماضية شهدنا تدفقا من قوارب بالية ولاجئين يعرضون حياتهم للخطر".
وفي هذا الأسبوع، وصل أكثر من 600 شخص إلى قبرص، إذ يحفزهم الطقس المعتدل على القيام بالرحلة البحرية التي تستغرق نحو 10 ساعات فقط من لبنان أو سوريا إلى قبرص.
وقال إيوانو للإذاعة الرسمية عن زيادة أعداد الوافدين "كل المؤشرات توحي بأن ذلك سيستمر" مشيرا إلى أن الأمر يتفاقم بسبب تراجع تركيز السلطات اللبنانية على وقف الهجرة على سواحلها في الأشهر القليلة الماضية وسط تصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ودأبت قبرص على مناشدة شركائها في الاتحاد الأوروبي إعلان مناطق في سوريا، التي مزقتها الحرب آمنة، الأمر الذي قد يسهل عودة المواطنين الفارين إلى تلك المناطق. وقال إيوانو إن قبرص تريد أيضا أن تكون مساعدات الاتحاد الأوروبي للبنان مشروطة بوقف تدفق المهاجرين. ويستضيف لبنان عشرات آلاف اللاجئين السوريين.
ووصل نحو 2004 أشخاص إلى قبرص عن طريق البحر في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام، مقارنة مع 78 شخصا فقط في الفترة نفسها من عام 2023، وفقا للبيانات الرسمية.
وناقش الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الثلاثاء. وقال في تصريحات صريحة نادرة إن لبنان لا ينبغي أن "يصدر" مشكلة الهجرة.
وقال إيوانو "(تجار البشر) يعطونهم فقط بوصلة مضبوطة على 285 درجة وطعاما ومياه ليوم واحد ثم ينطلقون".
واستنادا إلى مقابلات مع اللاجئين، يتلقى تجار البشر ثلاثة آلاف دولار مقابل رحلة الفرد الواحد إلى قبرص، مقارنة مع سبعة آلاف دولار إلى إيطاليا.
وعقد مجلس الأمن الوطني القبرصي اجتماعا أمس الثلاثاء للبت في ملف الهجرة غير النظامية الذي بات يهدد الامن القومي القبرصي.
وقالت صحيفة "فيليليفتيروس" الأربعاء، نقلا عن مصادر حكومية، إن نيقوسيا كانت تريد أن تتبنى في بروكسل وجهة نظر في صالح التوصل لاتفاق مع لبنان مماثل لذلك الذي تم توصل إليه الاتحاد الأوروبي مع مصر مؤخرا.
وفي شباط/فبراير وافق الاتحاد الأوروبي والقاهرة على تعاون وثيق ومساعدات مالية بقيمة نحو 7.4  مليار يورو (8 مليارات دولار) لمواجهة تزايد أعداد اللاجئين .
ورغم تراجع عدة القتال على الساحة السورية لكن مخاوف تصاعد وتيرة الهجرة غير النظامية لا تزال قائمة خاصة مع تداعيات الحرب في قطاع غزة.