قبرص تعرض التوسط بين لبنان وإسرائيل لاحتواء التصعيد
نيقوسيا - عرضت قبرص وساطتها لاحتواء التصعيد الدائر بين إسرائيل وحزب الله، فيما يبدو أنها تعوّل على علاقاتها الجيدة مع كلّ من لبنان والدولة العبرية، فيما تتزامن هذه الخطوة مع مساع دولية للحيلولة دون اندلاع حرب شاملة.
وقال متحدث باسم الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إنه حث على ضبط النفس على خلفية تصاعد التوتر في الشرق الأوسط خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت.
وذكر كونستانتينوس ليتيمبيوتيس المتحدث باسم الرئيس أن قبرص مستعدة لأن تكون قناة للدبلوماسية وأن تسهل الاتصالات بين الجانبين.
وتعد قبرص الجزيرة الواقعة في البحر المتوسط أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط، ولها علاقات جيدة مع كل من لبنان وإسرائيل.
ويتصاعد التوتر بشكل حاد بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المتحالفة مع إيران منذ انفجار أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر ووكي - توكي) أوقعت 39 قتيلا وتسببت في تشويه أعضاء الآلاف من عناصر الجماعة الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث إن خريستودوليدس عبر عن قلقه الشديد من تصعيد التوتر في المنطقة خلال الاتصالين الهاتفيين مع ميقاتي ونتنياهو.
وأضاف أنه "شدد على الحاجة إلى وقف فوري للأفعال التي ربما تؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار ويكون لها تداعيات إقليمية واسعة النطاق".
وأكد خريستودوليدس أهمية حل النزاعات عن طريق الحوار والدبلوماسية ضمن إطار عمل قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وقال ليتيمبيوتيس "في هذا الصدد، أشار الرئيس إلى استعداد قبرص لمواصلة دورها كقناة لهذه الجهود، فضلا عن تسهيل الاتصال بين الطرفين على أساس العلاقات الممتازة مع جميع الدول في المنطقة".
وفي وقت سابق هذا العام، أصبحت قبرص جسرا لتوصيل المساعدات الإنسانية التي تشتد إليها الحاجة في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل. وذكرت أنها ستساعد أيضا في إجلاء المدنيين من المنطقة في حال تصاعد التوتر.
وفي سياق متصل أعلن وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي اليوم السبت أن "إسرائيل تستخدم تقنيات تكنولوجية متطورة في هجماتها على لبنان"، محذرا من أن الوضع الأمني في بلاده "خطير ودقيق".
وقال مولوي خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن الداخلي المركزي "هناك خرق أمني والعدو الإسرائيلي يستخدم تقنيات تكنولوجية متطورة في تحركاته ضد لبنان".
ودعا وزير الداخلية "جميع القوى الأمنية إلى ملاحظة أي تحركات مشبوهة، والبقاء على أهبة الاستعداد نظراً إلى خطورة الوضع الأمني".
ويأتي هذا في ظل موجة جديدة من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مساء الخميس دخول الحرب مع حزب الله "مرحلة جديدة".
والجمعة قتلت إسرائيل قياديا كبيرا في جماعة حزب الله وأعضاء آخرين بارزين في الجماعة اللبنانية خلال غارة جوية على بيروت وتوعدت بمواصلة حملة عسكرية جديدة حتى تتمكن من تأمين المنطقة الواقعة على الحدود اللبنانية.
وقال الجيش الإسرائيلي ومصدر أمني في لبنان إن الغارة الجوية أدت إلى مقتل إبراهيم عقيل وأعضاء بارزين آخرين في وحدة الرضوان التابعة للجماعة، في تصعيد حاد للصراع المستمر منذ عام بين إسرائيل والجماعة المدعومة من إيران.
وأفاد مصدر مقرب من الحزب اليوم السبت بأن الغارة الإسرائيلية استهدفت اجتماعا لوحدة الرضوان، قوة النخبة التابعة للحزب، في طابق تحت أرضي.
وأوضح أن الغارة أسفرت عن مقتل 16 عنصرا من بينهم قائد وحدة الرضوان إبراهيم عقيل، بالإضافة إلى قائد كبير آخر فيها.