قد يكون أكثر من مأزق لبايدن

التصور بأن النظام الايراني سيبادر مع شطب حرسه الثوري من قائمة الارهاب بتخفيض وتحديد دوره ونشاطاته في المنطقة ليس سوى وهم.
موقف أميركي يميل الى المبالغة في الليونة والتساهل مع ايران
الايرانيون يرفضون المساومة على دورهم ونشاطهم في المنطقة

تزداد أجواء الضبابية والغموض على المنعطف الحساس جدا الذي وصلت إليه محادثات فيينا في ضوء إصرار المسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية على شرطهم بشطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية للتوصل الى الاتفاق النووي، خصوصا بعد عمليات الشد والجذب بين الاميركيين والايرانيين والتي يبدو إن الإيرانيين لا يريدون إعلان أي تعهد رسمي لهم بتقليص نشاطاتهم في المنطقة حيث إن القادة الايرانيين وفي مقدمتهم خامنئي أعلنوا لأكثر من مرة وخصوصا خلال الفترات الاخيرة رفضهم القاطع على المساومة على دورهم ونشاطهم في بلدان المنطقة واعتبروا ذلك مساسا بأمنهم.

إدارة بايدن إذ تسعى لإظهار نفسها بأنها تقف موقف من يمسك بالعصا من وسطها، خصوصا عندما تبادر بين الفينة والاخرى لإطلاق تصريحات بشأن رفضها للتدخلات الايرانية وعزمها على وضع حد لذلك، غير إن الذي يرد من أنباء ومعلومات من خلف الكواليس لا يبعث على الثقة بهذه الادارة خصوصا وإن التجربة المرة لبلدان المنطقة مع إدارة أوباما والاتفاق النووي الذي أطلق يد طهران في المنطقة، وإن المٶشرات معظمها تميل الى إن إدارة بايدن كما يبدو تميل للسير بنفس منوال إدارة أوباما، وبهذا الصدد يبدو تصريح أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 23 مارس الجاري بأن "التدخلات الايرانية مستمرة من دون انقطاع منذ أكثر من عقد من الزمن ولدى الدول العربية العديد من الشواغل حيال السياسة الإيرانية في الإقليم، خاصة في حال توصلها إلى اتفاق مع مجموعة (5+1) حول برنامجها النووي، الذي يمثل تهديدا للأمن والسلم، في الإقليم وفي العالم" وكأنه موجه لإدارة بايدن في خضم ما يتم الحديث عنه بشأن إمكانية إزالة الحرس الثوري من قائمة الارهاب كشرط إيراني للتوصل للاتفاق.

التصريحات والمواقف الرافضة والمشككة للاسلوب والنهج والطريقة التي تتبعها إدارة بايدن في تعاملها مع طهران في محادثات فيينا، تبدو جميعها وفي خطها وسياقها العام كسمفونية متكاملة تعكس موقفا أميركيا يميل الى مقدار مبالغ فيه من الليونة والتساهل تجاه طهران، وهو الذي يٶكد بأن التطمينات العلنية لهذه الادارة لبلدان المنطقة تبدو كفقاعات تنفجر على وقع ما يكشف عنه من مستور يعكس الوجه الحقيقي للموقف الاميركي.

التصور بأن النظام الايراني سيبادر مع شطب حرسه الثوري من قائمة الارهاب بتخفيض وتحديد دوره ونشاطاته في المنطقة خصوصا وإن طهران تؤكد وبصوت عالٍ بأنها ترفض خفض التصعيد مقابل رفع الحرس من قائمة الإرهاب ولئن كان هناك الكثير من الاصوات الاميركية المتصاعدة الرافضة لشطب الحرس الثوري وخصوصا من الادارة الاميركية السابقة والتي وصلت الى حد اعتبار ذلك بمثابة إستسلام للإرهاب لكن الموقف يتجه بسياق نحو إسباغ الرسمية عليه ولاسيما بعد أن باتت الاصوات تتصاعد من جانب النواب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء من الاسلوب الغامض والضبابي المتبع من أجل إبرام الاتفاق النووي مع طهران، وفي كل الاحوال يبدو بأن هناك في المسار المتبع من أجل التوصل لإبرام إتفاق نووي مع طهران، ما يمكن وصفه بأكثر من مأزق لبايدن.