قريبا: حمل المرأة من دون رجل

ملبورن (استراليا) ولندن - من محمود القصاص
ابن امه فقط

اعلن فريق طبي في جامعة موناش الاسترالية عن اكتشاف اسلوب جديد يمكن من خلاله تلقيح بويضات المرأة دون استخدام السائل المنوي للذكر، وذلك باستخدام خلايا اخرى من الجسم البشري سواء من الانثى او من الذكر.

واستطاع العلماء الاستراليون تخصيب بويضات الفئران باستخدام خلايا غير تناسلية اخذت من اماكن مختلفة في اجسام الفئران، وبهذا تمكنوا لاول مرة في التاريخ من تخصيب بويضات الانثى بدون خلايا تناسلية ذكرية.

وهذا الاسلوب الجديد في تلقيح البويضات، والذي يختلف تماما عن عملية الاستنساخ، سيمكن النساء من الحمل والانجاب دون الحاجة لرجل.

ومن ناحية اخرى سيمكن الزوجان من الانجاب اذا كان الزوج لا يستطيع انتاج الحيوانات المنوية او ينتج حيوانات منوية غير قادرة على التخصيب، وذلك بأخذ خلايا اخرى من جسمه غير حيواناته المنوية.

وتقول الدكتورة اورلي لاشام كابلان التي تقود هذه البحوث بجامعة موناش ان الاسلوب الجديد الذي توصلت اليه لتلقيح البويضات يعد انجازا مذهلا سيفتح الطريق لكل الرجال غير القادرين على الانجاب للحصول على ابناء "بيولوجيين".

وتؤكد رئيسة فريق الابحاث ان العمل سيبدأ على الخلايا البشرية خلال عام واحد.

غير ان هناك مشكلة قانونية قد تعوق هذه الابحاث وهو اتجاه كثير من الدول الغربية بما فيها استراليا لفرض قيود على تلقيح البويضات البشرية بغير الحيوانات المنوية. وتعد الولايات المتحدة من الدول القلائل التي لا تفرض قيودا في هذا المجال.

ومع ذلك تقول لاشام كابلان انه اذا كان هذا الاكتشاف الجديد سيخدم احتياجات الكثير من الافراد فلابد من تغيير القانون كما حدث في بريطانيا عندما غير القانون للسماح باستنساخ الخلايا لاغراض العلاج.

ويقول روبرت ونستون، الاستاذ في جامعة لندن والخبير في عمليات التخصيب والذي اكتسب شهرة اعلامية واسعة ببرامجه التلفزيونية عن جسم الانسان، ان الاكتشاف الجديد في استراليا يعد ثورة حقيقية وسيكون له آثار بالغة الاهمية.

ويرى البروفيسور ونستون ان هذا الاكتشاف قد يجعل عملية الاستنساخ غير ضرورية، اذ انه يسهل عملية الحمل والانجاب باستخدام اساليب اكثر امانا واكثر قبولا من الناحية الاخلاقية اذا تم الحمل باستخدام خلايا الزوجين. ام اذا تم الحمل باستخدام خلايا الزوجة فقط، الامر الذي يعني حملها بدون الحاجة لرجل، فأن هذا يحتاج لتنظيمه من الناحية الاخلاقية.

ويؤكد البروفيسور ونستون ان ان الحمل باستخدام كروموسومات الزوجين اكثر امانا، اذ ان استخدام كروموسومات طرف واحد يزيد من مخاطر تعرض الطفل للعيوب والمشكلات الوراثية.